لن أخص حديثي في هذا المقال المقتضب عن تاريخ إقليم سدير ومدنه وقراه التي تحفل كل واحدة منها بماض تليد لا يخفى على أحد، ولكنني سأشير وبوضوح إلى مسألة مهمة وحساسة، هي أن إقليم (سدير) يضم محافظات ومدناً ك(المجمعة، الغاط، العودة، تمير، الداخلة، الروضة، الحوطة) وغيرها، ويحوي مساحات واسعة تؤهله لاستقبال مشاريع ضخمة عملاقة لأسباب عدة، يتسنمها قُرب (سدير) من العاصمة الرياض؛ حيث لا يفصل بينهما سوى عشرات الكيلومترات؛ فالوصول إليه سهل وميسر عبر الطريق السريع في مدة لا تتجاوز الساعة ونصف الساعة، وأرضه مصطحبة مهيأة لاحتضان أي مشروع تنموي وضاء.
كل هذه الأمور وغيرها لم تغب عن فكر مهندس الرياض وباني نهضتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تفضل مساء يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من الشهر الجاري بتدشين أعمال تطوير مدينة (سدير) للصناعات والأعمال بفندق الفيصلية بالرياض؛ فزف إلى أهالي سدير أغلى وأثمن هدية، أكبر مدينة صناعية في المملكة على مساحة 257 كيلومترا، بحجم استثمارات تجاوز خمسة مليارات ريال. فهذه المدينة الحالمة ستكون بوابة جديدة للاستثمار في المملكة، وستخفف من الضغط على المدن الرئيسية والمدن الصناعية الأخرى، إضافة إلى أنها ستمنح المواطنين فرصا وظيفية جديدة؛ فهي بذرة في أرض هذا الوطن ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب.
ولعل كلمة الأمير سلمان التي ارتجلها خلال حفل التدشين، وأوضح خلالها أهمية هذا المشروع الذي وصفه ب(الاستراتيجي)، وأنه رافد قوي للاقتصاد الوطني، وأنه يمثل نقلة نوعية في الميدان الصناعي في المملكة العربية، يمكن أن تعطينا صورة واضحة لبُعد نظر سموه واهتمامه بكل شبر من هذا الوطن.. هذا هو ديدن سلمان الوفاء، سلمان المجد والكرم، سحابة الخير التي عمت بسخائها كل فرسخ من هذا الوطن.
شكرا سلمان الوفاء..