التحذير الذي أطلقته وزارة الثقافة والإعلام من إمكانية قيام أشخاص بانتحال صفة صحفيين والادعاء بإجراء لقاءات صحفية مع كبار الشخصيات والضيوف الذين يزورون المملكة دون أن تكون لهم علاقة بمهنة الصحافة، واستغلال المهنة للقيام بعمليات إرهابية باستخدام أجهزة متفجرة عبر أجهزة التصوير أو ماكينات التسجيل.
هذا التحذير له ما يبرره بل يجب ممارسة أقصى درجات الحيطة والحذر، فاستغلال الجماعات الإرهابية لمهنة الصحافة لتسهيل تنفيذ أعمالهم القذرة ليس بمستغرب، فقد استغل تنظيم القاعدة ذلك في تنفيذ عملية اغتيال قائد قوات الشمال في أفغانستان أحمد شاه مسعود الذي اغتيل من قبل صحفيين مزورين.
تحذير وزارة الثقافة والإعلام هذا وإن تأخر كثيراً إلا أن التذكير ضروري وحث المؤسسات الصحفية على الاحتراز والاهتمام والحفاظ على البطاقات الصحفية وعدم منحها إلا لمن يستحقها من الذين يستحقون حملها من الصحفيين الممارسين للمهنة الذين يحترمونها ولا يفرطون بالبطاقات الصحفية التي يحملونها.
كما أن اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بهذه البطاقات يفرض على الوزارة وهيئة الصحفيين السعوديين أن تعزز وتقوي من احترام البطاقة الصحفية سواء من الذين يستحقون حملها لأن عملهم يتطلب ذلك أو من الجهات التي تتعامل مع هؤلاء الصحفيين، لذلك فإن مسؤولية منح هذه البطاقات يجب حصرها على جهتين رسميتين تكونان متضامنتين في مسؤولية إصدارها، فمثلما هو معمول في الدول الأخرى، تصدر البطاقة الصحفية من نقابة الصحفيين مصدقة من وزارة الإعلام، أو هيئة الاستعلامات، أو وكالة الاتصال، كل حسب تخصصه في الدول الأخرى، وهنا يتوجب أن يقتصر إصدار بطاقات الصحفيين والمصورين الممارسين للمهنة من قبل هيئة الصحافيين السعوديين مصدقة من وزارة الثقافة والإعلام بناء على قوائم رسمية معتمدة من المؤسسات الصحفية. ولقد سبق لهيئة الصحفيين السعوديين أن أصدرت بطاقات عضوية (بطاقة جيدة) ولا يمكن تزويرها، إلا أن هذه البطاقة لم تجدد، فرغم انتهائها في 31-12-2008م لم تجدد حتى الآن، كما أنها تحتاج إلى تصديق من وزارة الثقافة والإعلام مما يمنحها إضافة رسمية وحماية تحمي المهنة من الطفيليين ومن الهواة الذين يسهل للجماعات الإرهابية استغلالهم، ويعزز من احترام الجهات التي تتعامل مع الصحفيين للعاملين الممارسين الذين يعرفون واجباتهم كونهم محصنين ثقافياً وفكرياً.
jaser@al-jazirah.com.sa