أود أن أهنئ المرأة السعودية وصحيفة الجزيرة على المنجز الذي تحقق بإنشاء قسم نسائي صحفي متكامل. هي بالطبع المرة الأولى التي تشارك فيها المرأة في مسائل احتلها الرجل تقليدياً كالإخراج والصف والتصحيح، وإن لم يكن في التحرير؛ فهذه الخطوة تُبنى على ما سبق أن تحقق بتكريس حضور المرأة في جانب من الحياة العملية ظل بحاجة إلى المزيد من الدعم. ويأتي التكريس هنا على نحو متطور تقنياً يتيح للأخوات الصحفيات أن يكن شريكات في صناعة الصحيفة اليومية على مختلف المستويات، وليس كمحررات فقط. التطور هنا يأتي في دخول المرأة في صلب العملية التحريرية والإخراجية بما تشمله من تصحيح وصف وغيره.
إنَّ من المهم أن تدخل المؤسسات الصحفية معترك التغيير الاجتماعي والثقافي والإعلامي، وتشارك فيما تخطط له قيادة هذه البلاد من فتح لأبواب العمل للجنسين على قدم المساواة وعلى النحو الذي يحفظ للجميع حقوقهم ويتيح لهم العمل وفق الضوابط الشرعية والشروط المريحة لهم. المهم هو أن تتاح الفرصة للمرأة في العمل ليس من باب تشغيل العاطلين فحسب، وإنما من باب إتاحة الفرصة للتغيير النوعي في العمل؛ فدخول المرأة شريكاً كاملاً في الصناعة الإعلامية يعني إضافة نوعية تمنح العمل الإعلامي بُعداً لا يستطيع الرجل أن يضيفه مهما أوتي من المواهب. هذا في الوقت الذي تخفف فيه من وصاية الرجل على كل ما تصنعه المرأة، وأقول تخفف لأننا ما زلنا بحاجة إلى خطوات أخرى تتيح للمرأة أن تحتل مراكز قيادية أخرى سواء في العمل الصحفي والإعلامي أو غيره.
أهنئ (الجزيرة)، كما أهنئ الزميلات، ومجال العمل الإعلامي ككل بهذه الإضافة. وفق الله الجميع.
د. سعد البازعي - عضو مجلس الشورى