الجنادرية - سجى علاقي
على أطراف قرية جازان التراثية بالجنادرية هناك جمل بات محط أنظار زوار الجنادرية لا يتوقف عن الدوران .. يمضي الساعات الطوال وهو يدور، دون كلل أو ملل، لتصنيع السليط بالأدوات البدائية القديمة، وصنّاع السليط الذين حافظوا على هذه الحرفة منذ أزمان بعيدة، رفضوا فكرة الصناعة الحديثة، وذلك لما للطرق التقليدية من أثر في إنتاج أنواع عالية الجودة ذات قيمة غذائية هائلة. وجازان كغيرها من المناطق قد حافظت على مكانتها وشهرتها في إنتاج السليط البلدي (زيت السمسم) بالطرق التقليدية القديمة، كمهنة توارثتها الأجيال الحديثة عمن سبقهم، وحافظوا عليها لتبقى صنعة مهمة صامدة في وجه التطور، وفي الموقع المعروف عند أطراف قرية جازان بالجنادرية، تقبع معصرة السليط التي يشرف عليها حسين أبو راسين، الذي امتهن تلك الحرفة، وبدون ضجيج أو أدخنة متصاعدة وفي جو هادئ جداً ينتج كميات من السليط (6 لترات) من السليط الفائق الجودة كل أربع ساعات في المعصرة الواحدة، ومن أجل ذلك يتطلّب الأمر أربع ساعات من الدوران المستمر من قبل ذلك الجمل المعصوب العينين الذي يجر قطباً خشبياً يقع داخل المعصارة مع متابعة مستمرة من المشرف على ذلك العمل.
أما الزبائن الدائمون الذين يأتون لشراء السليط البلدي المصنع بالطرق التقليدية فقد أبدوا إعجابهم من الطريقة القديمة التي ينتج بها السليط ونقاوته وقيمته الغذائية الكبيرة.