كما تعودت حين دهشة، بمواقف مبادرات جريدة الجزيرة المستشرفة للآتي، المتحركة نحوه بقوة، المنفِّذة لحضوره بثقة، إذ، فاجأتني الجزيرة هذا الفجر الجميل، بخبر ثري، مشرق، يضع يد هذه الصحيفة على موطنٍ، قد فرُغ مدىً طويلاً من الانتباهة الواعية، فجاءت هذه اليد، لتصبَّ فيه جدولاً من الأمل المجسَّد، واقعاً، هو هذه الخطوة الكبيرة، والكبيرة فعلاً لا قولاً:
«القسم النسائي».. ليس بمفهوم المكتب ذي الطاولات، والمقاعد، وكؤوس الشاي، ورنين هواتف الأخبار الصحفية، وتحبير الأوراق، وشحن النوايا، وصناعة التماثيل، بل القسم، المنفِّذ لعملية منهنية طويلة، بدأت من الفكرة، فالتخطيط، فالاستقطاب، فالتدريب، فالتجريب، فالتقييم، فالتطبيق، فالمتابعة، ومن ثم الممارسة، داخل بوتقة محضة الكيان الأنثوي، لتعزز أدوار المرأة، في مجالِ مهنية الصحافة، هذا المجال الحلم، الذي راود، وخايل، غير أن منهجية تحقيقه، لم تتضافر لها الرغبة، والعزيمة، والإمداد عند أحد، إلى أن جاءت به الجزيرة، وبصمتها المعهود، تعمل، وتعمل، ومن ثمَّ، تعلن ما قد فعلت... بعد أن استوى الكيان حقيقة.
مركز المرأة العاملة بمهنية واحترافية، لا تقوم على تفرد الموهبة، التي كانت حجر الزاوية عند كل تعثر، أو قفزة النجاح، في تاريخ صحافتنا، بخطوة الجزيرة الرائدة قد تقنَّنت هذه المفاهيم المؤطرة، وتطوقت بالعلم والمعرفة، في زمن التخصص الدقيق، محكُّ المواهب، ومؤسس الخبرات، وداعم الطموحات،..
مركز المرأة المدربة، المؤهلة والمختصة، والممارِسة خلف الورقة، والشاشة، وعند مطارق النشر، في تقديم وقفة تصحيح لغوي، يُتَطلبُ فيه منتهى الوعي المعرفي، وفي يقظة ابتكار في التصميم، والإخراج عند أسئلة أشواق القارئ، لصحيفته، بحللها، وأشكالها الثابتة، والمبهجة، وفي مبادرة متمكنة، عند لهفة مُعلِنٍ، في تحقيق تخيلاته، عن تصميم إعلاناته، بدافعية التسويق الأسرع والأجذب لأغراض مجاله،..
وفي مقدرة، من خلال ممارسة علاقات تسويقية مدروسة ووفيرة الخطوات، تتفهم روح الواقع ومنافذه...
وهذا المركز، يشد من أزر طموحاتنا الموغلة في التمني، ويحقق قفزةً، هي في وقتها متأخرة، لكنها في وقتها أيضاً مبادرة، جاءت تتمازج، وتمزج بين طبيعة حاجات المرحلة، وحدة دافعياتها، وبين طبيعة مجتمع، يضع يده دوماً على صدره، حين يكون الحديث قبل الفعل، هو الصحافة والمرأة، مع كامل ملفات التجارب، التي مرت بها صحفنا.. والتي هي لا تزال، في أضابير التدوين.
مركز المرأة في جريدة الجزيرة، جاء بالوجه الناصع، وبالفكرة الدعامة، للمهنية من جانب، ولطبيعة توجه دولاب الوقت، واحترافية العمل..
مركز المرأة في الجزيرة، على ما تكوَّن من أجله، وبه، ومنه، فكرة، وموقعاً، وعناصر، وبكل ما خُطط له، من أهداف، ونفِّذ منها، ليقوم في وجه الشمس، خلف جدران، وداخل كينونة الجزيرة، لهو واحد من ضمن منجزات مهنية عالية الطموح، بعيدة المرمى، كبيرة الآمال..
مفرح والله مفرح هذا الذي تفعله يا خالد المالك..
تهنئتي العميقة، وأمنياتي الصادقة للجميع، وتحديداً العزيزة ماجدة السويح، النبيهة الطموحة، وفريق العمل معها اسماً اسماً،... وسأتطلع يومياً لبهجة الصفحات، ولعبق الطموحات، ولشيء ما خرج للتَّو من صدري، ليكون ماثلاً بعد هذا الخبر، على كف الواقع، فوق أديم أول صحيفة في الوطن، يكون لها سبق التنفيذ لهذه الخطوة..
تهنئة خاصة للعزيز أبي بشار، رجل الطموحات والمبادرات، وللمؤسسة بمن فيها وبقيادة المهندس عبداللطيف العتيق، وبكل الصامتين العاملين بقوة، لا تظهر أصواتهم إلا بإنجاز.. وحتماً التهنئة لتطلعات وآمال كانت حبيسة حتى فاجأنا بمثولها خبر الجزيرة هذا الفجر من يوم السبت 11-4-1431 للهجرة.