اختفت أو أُخفيت الضوابط اللازمة والمفترضة فاختلط الحابل بالنابل إلى درجة استعصاء قدرة العقلاء على فرز وجهة النظر الجديرة بالاحترام من (التكريعة)، فضلا عن العجز في فرز وتمييز النقد المبني على الأسس الصحيحة والرغبة في الإصلاح، من طفح وإفرازات العقد النفسية ومشتقاتها(؟!!).
لم نعد ندري ما الفرق بين الرأي القابل للتأمل والنقاش وبين (انتعال) الكلمة فيما نقرأ ونسمع سواء عبر الصحافة أو البرامج الرياضية المتلفزة (؟!!).
كذلك الحال بالنسبة لما يندرج تحت عنوان حرية الطرح حينما يتحول إلى انفلات لا فرق في محتواه بين المحظور والمباح(!!).
كنا في الماضي نعاني من إسفاف وهزال طرح فئة عذرها الشرعي أنها لم تستطع تجاوز واقعها الضحل والمتخلف.. لذلك كان المتلقي الفطن يتعامل مع طرحها على هذا الأساس.
أما اليوم وقد بات من السهل جداً على أي متحذلق أو (معتل) نفسياً قذفت به المحسوبية إلى أن يتبوأ مساحة من الورق في الصحيفة.. يقذف هذا، ويتهم ذاك من الشرفاء، ويعمل جاهداً على زرع بذور الفتنة والتباغض استجابة لشيطانه ورضوخاً لتأثيرات علله النفسية.. فذاك (والله) لهو من الأمور التي يندى لها الجبين.. فضلا عن أنها لا تبشر بأي خير سواء على الصعيد الاجتماعي، أو على الصعيد الرياضي(؟!!).
- إن استسهال ممارسة الطعن في ذمم عباد الله وقذفهم واتهامهم بخيانة التنافس الشريف دونما براهين، والمجاهرة بذلك وتسويقه عبر وسائل الإعلام.. فضلا عن السماح بنشر هذا النوع من الغسيل القذر من قبل المسؤولين عن تلك الوسائل الإعلامية في ظل انعدام الحسيب والرقيب المسؤول، وفي ظل منح أولئك الرهط ممن ابتلي بهم إعلامنا الرياضي، إجازات مفتوحة لضمائرهم.. إنما هي جريمة بحث الرياضة والمجتمع والإعلام الرياضي، وسيكون نتاج هذا النوع من المدارس جيلا لا يفرق بين الصراحة والوقاحة، ولا بين الحرية المشروعة والانفلات(؟!!).
إن من يمنح الحرية المطلقة لغير من يعي آدابها من الأسوياء وذوي الضمائر الحية.. هو كمن يضع قطعة سلاح في يد مجنون ثم يتركه يسرح ويمرح وسط خلق الله(؟!).
فلو كان ثمة ضوابط حتى في أدنى معدلاته، لما تجرأ ذلك (الأخرق) للكتابة متهماً الهلال بالتواطؤ لصالح الشباب.. وبعد أن كسب الهلال شقيقه الشباب مستوى ونتيجة كتب مبدياً استعداده للاعتذار للهلال ولكن بشرط مبطن يتمثل في تسليم المباراة القادمة للاتحاد.. فأي عبث هذا، وأي انحطاط يأخذنا هذا وأمثاله إليه، وأي قيمة لصحافة تتداول مثل هذا (العار)(؟!!).
وكوني أشرت إلى هذا الشخص في موضوعي هذا فليس لأنه الوحيد.. إذ إن هناك مجموعة من أشباهه ينهلون من ذات المياه الآسنة، ولكنني أخذته كعينة.. ثم لكونه يشغل إحدى الوظائف الإدارية لأحد أنديتنا.. فضلا عن كونه صاحب باع طويل في هذا الصنف من الممارسات المخزية.
المضحك المبكي معاً هو أن ثاني أكبر مسؤول في المطبوعة التي تنشر غسيله اليومي، وعلى إثر عبثه ذاك.. خرج عبر إحدى الفضائيات يشجب ويستنكر وينتقد ذلك النوع من الطرح والتوجه الهابط مما حدا بأحد جلسائي إلى القول: إما أن هذا المسؤول آخر من يعلم عما يُنشر في المطبوعة.. أو أنه لا يملك من أمره وأمرها شيئاً وبالتالي فلا عجب ولا غرابة في أي يأتي النتاج بهذا الشكل والمستوى(؟!!).
الخلاصة
من المعلوم أن صحافتنا تُصّدر للخارج، وأن من السهولة الاطلاع على محتوياتها من خلال الدخول على مواقعها النتية من أي مكان وبالتالي إمكانية رصد كل محتوياتها السلبية، حتى إذا حدثت لنا قضية ما (لا قدر الله) مهما كانت صغيرة.. ثم فوجئنا بأن من يناقشنا يحاجنا بما خطته أيدينا .... وأن رياضيينا ورياضتنا أنظف وأشرف من أن يلوثها نفر من المتأزمين بدافع الحقد والكراهية(؟!!).
خلاصة الخلاصة
حقيقة لقد طفح الكيل.. وأضحى من الواجب والضروري تدخل ولاة أمر رياضتنا وإعلامنا لإيقاف هذا العبث المتنامي، وتنظيف الوسط من هذا الهدر الرامي إلى تلويث سمعته في عيون الغرباء فضلا عن تشويه صورته على طريقة (من فمك أدينك)، وألا تُترك الدرعا ترعى إلى أن تبلغ سمعتنا الحضيض، وحيئنذ لا ينفع الندم، لأن الشرف والسمعة كالزجاج، إذا تعرض للكسر فمن المستحيل تجبيره.. ثم إن المسألة ليست مستحيلة، وكذلك ليست معادلة كيمائية حتى نعجز عن حلّها أو تركيبها بقدر ما هي عبارة عن سطرين فحواهما (قل خيراً أو اصمت).
بيت القصيد
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا