العلاقات السياسية المتميزة ليست مجرد تصريحات إعلامية أو قناعات فردية لسياسي أو مسؤول, بل إنها الصمام الحقيقي للحفاظ على الاستقرار ودعم قواعده بين الدول. والحديث الذي أدلى به الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لصحيفتي الجزيرة والوطن السعوديتين والذي نُشر أمس، كان يجسد في ثنايا إجاباته أهمية دور العلاقات المتميزة بين البلدان في محاصرة القلاقل والاضطرابات التي تعرض منطقة ما إلى فقدان التوازن وفتح كوة في جدار الأمن الإقليمي للمنطقة لتنفذ من خلالها أجندات خارجية تستهدف المنطقة وأبناءها ومقدراتها. العلاقات السعودية اليمنية المميزة وفعالية التنسيق بين الجانبين هو ما عجَّل بوأد العصابة الحوثية ودحر طغيانها ليعود الأمن والاستقرار إلى المنطقة الحدودية بين المملكة واليمن. هذا النموذج من العلاقات وهذا الرصيد من استشعار أهمية الاستقرار يمثل نموذجاً حقيقياً لسلامة العلاقات السياسية ونمائها، إذ إن رصيد العلاقة وعمقه لا يمكن أن يغني شيئاً دون تحقيق الاستقرار والعمل عليه واحترام خصوصية الوضع الداخلي لكل دولة وعدم القفز على عربة الصراعات الداخلية وتوظيف تناقضاتها لأجندات خفية. الرئيس اليمني كان صريحاً وشفافاً في حديثه عن التبشير بمذهب ديني لخدمة أجندة سياسية تؤثر على أمن اليمن ووحدته، مؤكداً أن هذه المحاولات مكمن خطورة في تأجيج الصراعات الطائفية والسياسية.
حديث الرئيس اليمني عن العلاقات السعودية اليمنية كشف أحد الجوانب المهمة والحيوية التي يؤديها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في لَمّ شمل الأمة العربية والإسلامية والحفاظ على مواطن قوتها ودعمها, فشجاعة الملك عبدالله كما قال الرئيس اليمني كانت وراء معاهدة الحدود بين البلدين وزرع الثقة بينهما في رفع مستوى التنسيق والتعاون. هذه الصورة التي ذكرها الرئيس اليمني هي ما يتطلع إليه العرب لتعميمه في جميع علاقاتهم وتعاونهم في ظل التحديات الكبيرة والتاريخية التي تمر بها المنطقة والتي يمكن أن يكون نموذج العلاقات السعودية اليمنية فيها مثالاً يحتذى.
* * *