بروكسل - (ا ف ب)
تثير الأزمة الاقتصادية اليونانية، التي تُعدُّ أول اختبار كبير لمدى تلاحم منطقة اليورو، الفرقة بين الدول الأوروبية بشأن مدى ملائمة تقديم المساعدة لهذا البلد وبشأن خيار اللجوء إلى صندوق النقد الدولي الذي يزداد احتمالاً. وقد أوضحت ألمانيا صراحة الجمعة أنها (لا تستبعد اللجوء إلى موارد صندوق النقد الدولي) لمساعدة اليونان إذا ما اقتضى الأمر.
وبرلين ليست الوحيدة التي تتبنى هذا الموقف إذ إن كلاً من هولندا وفنلندا والسويد وبريطانيا وحتى إيطاليا تطرح بدورها إمكانية اللجوء ولو جزئياً إلى صندوق النقد الدولي في إطار آلية دعم مالي. وقال وزير المالية الهولندي يان كيس دي ياغر: (نحن من أنصار اتباع طريق صندوق النقد الدولي) رغم أنه (لن يكون كافياً) حيث يتعين (انطلاق حلٍ موازٍ من المنطقة) الأوروبية. واعتبر نظيره الفنلندي يوركي كاتينين أنه (من الجيد أن يكون صندوق النقد الدولي جزءاً) من آلية دعم لليونان تستند إلى مساعدات (ثنائية).
أما وزير المالية الإيطالي جيليو تريمونتي فقد أبدى مؤخراً انفتاحاً على هذا الاحتمال شرط أن يتدخل صندوق النقد الدولي (كبنك مع رؤوس أمواله) وليس (كمؤسسة خارجية تدخل صحراء سياسية). وكانت دول منطقة اليورو 16 رفضت في بداية الأمر بالإجماع فكرة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي تحت ذريعة أن ذلك سيشكل اعترافاً بفشلها. وحتى الآن تعارض المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وكذلك فرنسا هذا الخيار. لكن يبدو أن هذه الجهات بدأت تلين موقفها في مواجهة تشدد ألمانيا التي لا تريد أن تدفع سنتاً واحداً للمساعدة في حل مشاكل اليونان المالية. حتى رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو لم يستبعد هذه الفكرة الجمعة معتبراً في حديث صحافي أن المهم ليس (الهيبة) وإنما الفاعلية. وتساءل مصدر في دولة مؤيدة لهذا الخيار (لماذا نستبعد إمكانية تدخل صندوق النقد الدولي الآن بالرغم أن الاتحاد الأوروبي هو الذي وضع فعلاً الشروط) لتقديم مساعدة لليونان وأن الصندوق (سيستخدم كأداة وليس كمؤسسة مهيمنة؟). لكن الحل الأوروبي الصرف لم يستبعد كلياً بعد.