بغداد - وكالات
من المتوقع أن تعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية خلال الأيام القليلة المقبلة نتائج أولية للانتخابات العامة التشريعية التي جرت في السابع من الشهرالجاري التي أظهرت نتائجها الجزئية تقدماً طفيفاً لقائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي على «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، إثر فرز 92 بالمئة من محطات الاقتراع في الانتخابات التشريعية.
وقال المسؤول في المفوضية سعد الراوي لوكالة فرانس برس: إن «هذه النسبة تتضمن حوالى ثمانين بالمئة من التصويت الخاص و27 بالمئة من تصويت الخارج». وتظهر المعطيات وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس حصول «العراقية» على مليونين و543622 صوتاً مقابل مليونين و535704 صوتاً لائتلاف المالكي.
وبذلك تشير الأرقام المتوفرة إلى تفوق قائمة علاوي بحوالى ثمانية آلاف صوت.
وبحسب نتائج جزئية للمفوضية، ستحقق قائمة المالكي 91 مقعدا في البرلمان الجديد الذي يتكون من 325 مقعدا، تليه بفارق بسيط قائمة» علاوي بـ88 مقعدا، ثم الائتلاف الوطني العراقي بزعامة المجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم بـ 68 مقعداً، يليه التحالف الكردستاني بزعامة الحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بـ 39 مقعداً.
وحصدت قائمة نوري المالكي المقاعد في بغداد والبصرة وكربلاء والنجف وواسط وبابل والمثنى، فيما حصد منافسه اياد علاوي المقاعد الأولى في مدن كركوك وصلاح الدين والموصل والأنبار وبعقوبة.
من جهته قال الدكتور حميد فاضل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد: أصبح المشهد السياسي اليوم معقدا وأعتقد ان اياد علاوي أصبح رقماً صعباً ربما ستحسم أصوات الخارج صعوده وتفوقه على قائمة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي».
وأضاف «المشهد حاليا مفتوح على كل الاحتمالات..
والتحالفات المقبلة ربما ستدفع برئيس قائمة العراقية اياد علاوي ليكون رئيسا للحكومة العراقية، وهو الذي لايرغب بالتحالف مع قائمة المالكي، فيما يجري اتصالات مع الاطراف الاخرى التي تشير الدلائل إلى اقتراب وجهات النظر فيما بينهم على العديد من المواقف والقضايا في حين تبدو حظوظ المالكي ضعيفة في استمالة القوى الاخرى لأنه متمسك بخيار تشكيل حكومة الاغلبية وهو أمر صعب للغايه بالنسبة له وربما يبقى المالكي وحيدا».
وأوضح فاضل أن «خصوم المالكي وأبرزهم علاوي أصبحوا أقوياء بمفردهم اوبتحالفهم وأعتقد ان المالكي في اطار هذه الصورة لن يكون رئيسا للحكومة المقبلة وأرجح ان يكون علاوي هو المرشح القوي لرئاسة الحكومة المقبلة، وسيكون حظه قويا وسيستمر طويلا في الحكم لأنه سيحصد ثمار حكومة المالكي وسيتجه إلى مرحلة البناء والاعمار وسينال ثقة الناس، وسيكون من وجهة نظر الناس أنه المنقذ».
بدوره قال الدكتور حسين حافظ، استاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد: أعتقد ان النجاح الكبير الذي حققته قائمة علاوي عكس سخط الشارع العراقي إزاء البرامج التي طرحتها الاحزاب والكتل الدينية كما أن هذا النجاح شكل ضربة قاسية وتراجعا كبيرا على مستوى التأييد الشعبي للتيارات الدينية، وبالتالي فإن صعود علاوي أظهر رغبة الشارع العراقي في التغيير والبحث عن بديل جديد لإدارة البلاد، وهذا ماتجسد في فوزه بمناصب في المدن الشيعية في وسط وجنوبي البلاد فيما لم يحقق المالكي أي تقدم في المناطق الغربية والشمالية».
من جانبه قال الدكتور كاظم المقدادي، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام: أعتقد ان أصوات العراقيين في الخارج هي التي ستحسم التقارب الكبير بين المالكي وعلاوي، خاصة أصوات العراقيين في عمان ودمشق التي تضم أكبر جالية في الخارج مؤيدة لعلاوي ويبدو أننا سنكون بانتظار آخر لحظة لحسم التقارب بين الفريقين».