عنوان هذه المقالة ليس مبالغة منى ولا تحيزاً مني لتخصصي، بل هو أمر يسلم بصحته الأطباء والمهندسون والمحامون وغيرهم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية - وهي ليست دائما المثال- يقوم الرئيس الأمريكي شخصيا كل عام بتكريم أفضل معلم على مستوى الولايات المتحدة، هذا التكريم الرئاسي للمعلم شرف لا يحظى به سوى المعلم فقط، هذا التكريم الرئاسي لا يحظى به المهندس ولا الطبيب ولا المحامي، فقط المعلم. ولذا لم يكن مستغربا أن تتربع هذه الدولة على قمة هرم العالم، ولم يكن مستغربا أيضا أن تسيطر على70% من جوائز نوبل في العلوم والعلوم التطبيقية.
في كل الدول المتقدمة يحظي دور المعلم بالاحترام والتقدير أما في الدول المتخلفة فالصورة معكوسة. الدور التنموي للمعلم يفوق الدور التنموي للمهندس المعماري أو المحامي أو الطبيب مع عدم التقليل إطلاقا من دور أية مهنة. في عالمنا العربي يضرب التخلف أطنابه بسبب الثقافة المحلية التي تزدري دور المعلم. قد أجد تفسيرا لقصور فهم العوام عن إدراك الدور التنموي المفصلي لمعلم المرحلة الأساس وللمؤسسة التي تعده، ولكنني أقف عاجزا عن فهم قصور نظرة من تلحقهم الشرهة لدور معلم الابتدائي وللمؤسسة التربوية التي تصنعه.
شكرا لمجلس الوزراء الذي شدد على الحفاط على هوية الكلية التي تصنع معلم المرحلة الابتدائية.