من منطلق الواجب الديني كما جاء في النص القرآني المنزل من فوق سبع سموات: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).. ومن منطلق الواجب الوطني الذي يُملي علينا المساهمة في حفظ أمن هذه الديار المباركة أحب أن أشير إلى سوق سلعتها أنياب إبليس وهراواته، حيث إن هذه الأسواق التي يتم فيها تداول السلاح الأبيض وبعض إكسسوارات السلاح الناري تتواجد على طرقاتنا السريعة، فغالبية محطات الوقود على طرقاتنا السريعة تُباع فيها أنواع شتى من الأسلحة البيضاء والهراوات التي يقتنيها المراهقون وهم الزبائن الرئيسون لمثل هذه الأسلحة البيضاء كما تُسمى، ولو سُميت أنياب الشيطان لكان أفضل، وهذه السكاكين والهراوات التي تباع في تلك المحطات على حسب علمي المتواضع تستخدم في الصراعات والحروب والبلطجة والإجرام في مناطق الصراعات، فتلك الأنواع المعروضة في غالبية تلك المحطات المقصودة ليست سكاكين خضار أو لحم، بل سكاكين وهراوات تُصنّف ضمن الأسلحة الخطيرة، فكيف يتم السماح لأصحاب تلك المحطات على الطرق السريعة ببيعها وبشكل علني أيضاً يدل على غياب الجهات المسئولة عن تلك المحطات التي تُدار من قِبل عمالة وافدة همّها المكسب المادي فقط وبأي وسيلة كانت.. فهل من المنطق أن تُباع مثل تلك الأسلحة البيضاء كما تُصنف بهذا الشكل على الطرق السريعة وبشكل علني مما يثير علامات وإشارات تخلُّف تلك المحطات والقائمين عليها، فهذا النوع من السلع التي يُعاقب القانون مقتنيها كيف تُباع بهذا الشكل العلني في محطات الوقود على الطرق السريعة؟.. فعليه نرجو ونتأمل من أهل الاختصاص فرض مد السلطة الغائبة عن تلك المحطات التي تُمارس بيع مثل تلك الأسلحة وعلى مرأى من بعض أهل الاختصاص الذين يتغاضون عن مثل تلك السلع، فهل من المعقول أن لا يمر مسئول أمني على تلك المحطات.. أو أن النظام يسمح ببيع مثل تلك الأسلحة! فكل تلك المحطات تقريباً تمارس بيع هذا النوع من هذه الأسلحة منذ مدة طويلة، فلا بد من إيجاد حل جذري يضمن عدم بيع وانتشار مثل هذا النوع من التجارة ولا بد من فتح تحقيق موسع مع أصحاب تلك المحطات ومحاسبتهم عن مثل هذا النوع من التعدي على أمن هذا البلد، فكيف لأصحاب تلك المحطات أن يسمحوا ببيع مثل تلك البضائع في محطاتهم التي يقومون طبعاً بتشغيلها بأيادٍ وافدة لا تهتم ولا تلتزم بقوانين هذا البلد الآمن الذي يحظر بيع وتداول مثل هذه الأسلحة بشتى أنواعها إلا بشكل رسمي منظم، فنرجو من المسئولين وأصحاب تلك المحطات أن يبادروا بمنع بيع هذه السلع وبهذا الشكل الذي يدل ويشير ويوحي إلى وجود تخلف، فمنظر تلك السلع وهي معروضة وبهذا الشكل العلني يعطي انطباعاً عن هذا البلد المبارك.. انطباع غير لائق نربأ ببلدنا ووطننا عنه، فنرجو تصحيح هذا الانطباع ومحاربة كل أنواع الشر ووسائله.. وأسأل الله أن يحمينا من شر تلك الأسلحة ولا يجعلنا من ضحاياها.
- الزلفي