عندما نذهب لأي دولة خارج دول الوطن العربي سواء في الشرق أو الغرب وعلى سبيل المثال أوربا ننبهر كثيراً بما هو هناك وبالأخص بالمباني العمرانية لديهم .. وخصوصاً بالمباني القديمة.. ولكن لم نتساءل لم تبهرنا؟.. بعضنا أو الأغلبية سيقولون: لجمال شكلها وتصميمها ورغم قدمها إلا أنها تظهر بأجمل حلة.. وأنا أضيف السبب أيضاً هو إخلاصهم وإفناؤهم عندما قاموا ببنائها فهذا الأهم ولم يتخلصوا منها.. فكيف يتخلصون منها؟! وهم عندما قاموا ببنائها أخلصوا وأفنوا في بنائها كما ذكرت، ولكن عندما نعود لكوكبنا..!! أقصد وطننا العربي.. أسف فقد تذكرت مقارنة المذيع أحمد الشقيري في برنامجه خواطر عندما شبه وطننا العربي بكوكب والشرق أي اليابان بكوكب آخر.. وهنا طغت علي هذه المقارنة وفعلا نحن بكوكب وأوربا أيضاً بكوكب.. لا أطيل عليكم.. فعندما نعود لوطننا العربي لاتزعلون.. نادراً مايبهرنا شيء من المباني العمرانية التراثية الا الأثرية والتي هي ليست من صنعنا بل من صنع القدماء الذين قبلنا، كالأهرامات في مصر والبترا في الأردن ومدائن صالح في السعودية وغيرها مثيل لها في دولة أخرى.. والأقوى والأجمل منهم والأشرف طبعاً هي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة التي بناها سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام.. فهي من ذاك الوقت ومع مرور السنين الطويلة لا تزال شامخة وبنيانها يزداد قوة ولاتبهرنا لوحدنا بل تبهر جميع العالم والسبب أنه عندما بناها سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل أفنوا وأخلصوا بالعمل بها، يا إخوتي لم لانبدع ونخلص عند قيامنا بأي عمل نبدع به ونخطط له جيداً قبل قيامنا به ونعلم إذا كنا بحاجة له أولا، فنحن أحفاد إسماعيل عليه السلام لا نقتدي به وشعوب الكوكب الآخر يقتدون.
قبل العام سافر أحد أصدقائي لإحدى الدول الأوربية ورأى متجراً لإحدى ماركات الثياب العالمية قيد الإنشاء.. وبعدما عاد هذه السنة وجد أنهم لايزالون يعملون به ولم ينتهوا منه بعد.. انظروا كيف هم يبدعون ويفنون في عمل أي شيء، لذلك عندما نذهب لكوكبهم نرتاح كثيراً بمناطقهم الشعبية قبل الحديثة.. لأنهم عندما قاموا ببنائها خططوا لها جيداً.. فبعد عدة أعوام سيخلفون للأجيال الذين من بعدهم تراثاً يذكرهم بهم ويفتخرون به بين الأمم، عكسنا فنحن واسفاه تخلصنا كثيراً من مبانينا التراثية (الشعبية) لا أقصد التاريخية التي من قبل آلاف السنين بل التي خلال المئة عام الماضية تخلصنا منها وسرعان ما يقدم شكلها وننزعج منها نجدها قد اهترت، والسبب أننا ومن سبقونا بفترة قصيرة لم يخلصوا ببنائها.. قد يعتقد بعضنا أو يقول أن ما يقومون به في الغرب (الكوكب الآخر) تعاجز وكسل أو لضعف وقلة المادة.. ربما فكل شيء جائز لكن لم لا نحسبها لصالحنا ونكون أفضل منهم ونقتدي بمن هم قبلنا بكثير ونهتم في عملنا ونخلص به لنخلف لأجيالنا الذين من بعدنا تراثاً يذكرهم بنا ويفخرون به، وليس فقط يكون إبداعنا في المباني العمرانية بل بجميع المجالات لنرتقي ونكون بمصاف الدول (الكواكب) الأخرى.