تنعكس فروسية الأمير الشاعر بدر بن محمد بن سعود الكبير بشكل جلي في قصائده، إذ يجيد قفز الحواجز العاطفية متى تطلب الأمر ذلك، ويلكز قلب الحبيب لينبض بسرعة متى صار الوقت ملائماً، ويبطئ من حركة (الحب) إن كان الفوز بقلب الحبيب في متناول اليد. |
كما أن قصائده، تنطوي على شيء من الحكمة، التي تنشأ عن تجارب رصينة، وتصرفات راقية، وأفكار صافية، ولا شيء أدل على ذلك من قوله: |
من يوجه لي وأنا مقفى سهم |
ما يواجهني وأنا مقبل حسام |
صعب وضع السّيف في موضع قلم |
وصعب وقت الحرب تسْلِيم وسلام |
ويستخدم الأمير الشاعر بدر بن محمد لغة شعرية أنيقة ورقيقة، تصل إلى الهدف مباشرة، وتترك وراءها أثراً مع سبق الإصرار والترصد، ليقتفيه المحبون الراغبون في منح أرواحهم بعض السكينة، وجعل قلوبهم بمنأى عن عواصف الرغبات العاطفية التي تجتث برياحها أحياناً كثيرة (الحب من جذوره).. |
وتتكشف هذه الصور في العديد من أبياته التي تراوح بين (حب) جياش، غير آبه بما ينتظره، كما في قوله: |
أسعفت أو ما أسعفت أنا الموت فيني |
إن مت من هالحب أو ميت بلاه |
أو (حب) آخر (متردد) يتأرجح بين العناد الشديد، والإصرار على بلوغ المبتغى، كما في قوله: |
أحصد قطاف البعد ما دمت زارع |
واصبر ترى صبري على صبرك يفوق |
أنا ادري انك داريٍ بي وسامع |
وتحس بي كني وسط جسمك عروق |
ويجيد الأمير الفارس الشاعر بدر بن محمد، صياغة شعره، وفق معطياته الخاصة، ومفرداته التي يحكم قبضته على رسنها جيداً، لذا هي لا تنفلت منه، ولا تذهب في غير الاتجاه الذي لا يريده، فتأتي أبياته على شكل رسائل، تحمل معناها فقط، مغلقة الباب في وجه أية احتمالات أخرى، وإن كان الشعر هو ابن التأويلات، والتفسيرات المتنوعة، إلا أن الأمير بدر بن محمد يمنحه رونقاً فخماً حتى وهو يعرضه ضمن احتمال واحد: |
قدرك تراب يروح تسري به الريح |
الله يعين اللّي بتدخل عيونه |
تعميه مثلي لا مشى خطوه يطيح |
صدّق ظنونه يوم كذبت ظنونه |
مثلك يعلم طيب القلب تجريح |
حتى يصير جروح للّي يبونه |
|
يا ليتني ساعة نَسُوني تناسيت |
برضاي قبل تكون عن غصب عني |
ما بين عل ولو، يمكن ويا ليت |
العب على ظنوني بحلم التمني |
خالد بن فايز الحارثي |
|