استطاعت المملكة وبشهادة الجميع أن تقلص إلى حد بعيد من خطورة الإرهابيين، وذلك عبر مكافحتها أمنياً وفكرياً، ولذلك لم يكن مستغرباً أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيف القيود المفروضة على إقامة دبلوماسييها في المملكة.
والنقطة المهمة في التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب أن المملكة حاربت الإرهابيين وفككت خلاياهم النائمة دون أن تدخل المجتمع في جو من الخوف والارتباك الأمني الذي عادة ما يحصل في مثل هذه الظروف!. ففي غمرة الهجمات الإرهابية التي استهدفت مواقع عدة في المملكة، وفي ذروة الاستنفار الأمني لم يلحظ المواطنون والمقيمون على حد سواء أن ثمة ظروف غير عادية في الشوارع والميادين العامة، بل كان كل شيء طبيعياً، مع أن الظروف كانت خطيرة، والتهديد كان كبيراً.
هذا بحد ذاته إنجاز عجزت عنه كبريات الدول التي قد تلحظ أن مجتمعاتها تدخل في ارتباك أمني وإعلامي تخلقه ظروف المواجهات بين الشرطة والإرهابيين، وقد تكون هناك مداهمات وملاحقات تجعل المجتمع يعيش أجواء حرب، وهذا ما لم يحدث في المملكة! ولله الحمد والمنة.
وفي الوقت الذي كان الجميع يعيش حالة من الأمن المستتب في ظل ظروف أمنية دقيقة وحساسة، كان رجال الأمن والاستخبارات في عمل دؤوب ومتواصل لملاحقة الإرهابيين ومداهمة مواقعهم وضبط أسلحتهم ومتفجراتهم، في عمليات أمنية استباقية ناجحة بكل المقاييس، مما جعل دولاً أوروبية كبيرة تمتدح التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب وتدعو إلى دراستها والتعلم منها. وهذه الدول لم تكن تجامل المملكة لأن ظاهرة الإرهاب لا تتحمل مثل هذه المجاملات وليست فرصة مناسبة لها.
ولا شك أن هذا النجاح يعود الفضل فيه أولاً وآخراً إلى الله عزّ وجلّ ثم إلى الإخلاص في العمل، والتدريب العالي الذي يتمتع به رجال أمننا البواسل، فضلاً عن قوة التلاحم بين الشعب والقيادة والذي كان سداً منيعاً ضد الإرهابيين ومن يقف وراءهم من الحاقدين.
***