هذه البلاد هي منبت اللغة العربية والتي هي وعاء الإسلام ومستودع ثقافته وموئل تراثه وهي منبت الشعر والأدب واللغة والبيان والفصاحة وغير ذلك من أمجاد القول والكلمة والإبداع إلى جانب ما خصها الله به من مزايا فهي مهبط الوحي ومهوى أفئدة العرب والمسلمين ولقد حمل أبناء هذه البلاد منذ ظهور الإسلام مشاعل الحضارة الإسلامية واللغة العربية فملأوا العالم علما ومعرفة وثقافة وحضارة. وإن تأسيس مجمع لغوي لهو بادرة طيبة ويدل دلالة واضحة على الاهتمام بأهم ما يجب أن نعتز به ألا وهو اللغة العربية ذات الجمال والثراء اللغوي الغزير وبإنشاء المجمع اللغوي سيكون عاملاً مهما في المحافظة على سلامة اللغة العربية وحفظها من كل دخيل وغريب وتخليص اللغة من تسلط الغزو الثقافي المتواصل والابتعاد بها عن تيار التغريب وموجة العامية وربط ماضي اللغة العربية المجيد بحاضرها وتحقيق الأهداف المثلى في مضمار العلم ومجال الأدب والفكر وتنشيط البحث والتأليف في آداب اللغة وتاريخها والآثار العلمية لعلماء اللغة واستنهاض الهمم وبث الروح العلمية، ولقد نصت السياسة التعليمية في بلادنا على أن اللغة العربية لغة التعليم في كافة مواده وجميع مراحله إلا ما اقتضت الضرورة تعليمه بلغة أخرى فهي في الأساس هي الأصل الذي يجب الحفاظ عليه مع الاهتمام بشتى الطرق التي تغذي اللغة العربية وتساعد على نموها وتطورها وتذوقها وإدراك أسرار الجمال فيها، فاللغة هي قوام الحياة..
إن المجتمع سيكون له نفع وفائدة فهو أداة في دعم ورعاية اللغة العربية وآدابها، وسيحقق إن شاء الله أموراً علمية ولغوية كثيرة ويخدم لغة الضاد والمهتمين باللغة وعلومها والعمل على ما يزيدها حياة وقوة وجمالاً وإبداعاً.