Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/06/2009 G Issue 13422
الأحد 05 رجب 1430   العدد  13422
مسلسلاتنا .. هل يحق لي أن أستنكر؟
شذا عبد العزيز العجلان

 

لا أدري، أيحق لي أن أحنق وأغضب وأهتف في ضيق (أووووف.. نفس الموال!!)..

لكم ترددت قبل أن أخط حروفي هذه!! أكثر من سنتين وأنا أفكر في كتابة رأيي الشخصي في ما آل له طابع مسلسلاتنا الخليجية!! لكني كنت أتردد متسائلة:

هل يحق لي أن أنتقد؟

هل يحق لي أن أستنكر؟

هل يحق لي أن أطلب الأفضل؟

والآن ها أنا ذا أجمع شتات أفكاري، وأدني قلمي من صديقتي الورقة بعزم لأقول:

إنني مواطنة ترغب في تطور مجتمعها وتقدمه.. فلماذا نرسل صورة سيئة عنا للخارج؟ ولماذا نطبع أفكاراً غير مناسبة عنا لديهم؟

أتساءل دائماً: لماذا نظرة الآخرين لنا بهذا السوء؟ لماذا دائماً ترتبط صورة العربي والخليجي بالذات بصورة المتخلف والمتأخر؟ لماذا ترتبط صورتنا دائماً بصورة عديمي المسؤولية ذوي التفكير السطحي؟ ومن يسكب النقود على من حوله دون اهتمام ودون اكتراث؟

مسلسلاتنا.. هي السبب في ذلك!!

مسلسلاتنا التي يعمها الاستهتار.. والتي يظهر فيها رجالنا بصورة سيئة، فهذا سكير، وهذا مدمن، وهذا متعته ولذته في تعذيب زوجته أو أخته، وذاك عاق بوالدته، وذاك يترنح في الشوارع باحثاً عن فتاة يغازلها ولم تسلم فتياتنا أيضاً من التشويه وكأن هذا هو مجتمعنا!

أعتقد أن ما نراه على الشاشات - وإن صدق - فهو يمثل الأقلية النادرة في مجتمعاتنا!!

فلماذا نصور مجتمعنا كله على هذا النحو، لماذا لا نرسم الصورة الحسنة، لماذا لا نختار مواضيع هادفة بنّاءة؟

ألا نعلم أن هذه المسلسلات التي نعرضها على الشاشات هي رسالتنا للمجتمعات الأخرى؟

ألا نعلم أن ما نبثه من مسلسلات هو ما سيترسخ في ذهن كل من سيشاهدها في أنحاء هذا الكوكب؟

لماذا لا نلجأ من خلال هذه المسلسلات لتحسين صورتنا أمام المجتمعات الأخرى؟ لماذا لا نحاول أن نريهم المجتمع العربي من خلال واقعه الصحيح؟

المجتمع المتفتح والمحافظ في ذات الوقت، المجتمع الذي يواكب العصر والتطور، لا ذلك المجتمع الذي يظهر بصورة يبدو فيها متخلفاً كما هو على الشاشات!! والذي لا زال كقبائل الأزتك القديمة والتي كانت تقدس السحر وتلجأ إلى الساحر لحل مشاكلها وللوصول إلى غاياتها!!

كلما تذكرت ذلك أنا العربية الخليجية ترتسم في ذهني صورة مجتمعنا وكأننا نعيش في غابات الأمازون بين الأشجار ونسكن الأكواخ المبنية من القش ونهرع في عجلة من أمرنا إلى الكهف حيث الساحر نطلب منه حل مشاكلنا!!

فما بالنا بمجتمعات لا تعلم عن مجتمعنا سوى الاسم وتتخيل الجزيرة العربية حتى الآن وكأنها تلك الصحراء القاحلة التي يتنقل فيها الناس بالجمال!!

أعود وأقول لست بناقدة، فلو كنت كذلك لما تركت مسلسلاً على شاشاتنا دون أن أفرغ عليه من سخطي الكثير، لكنني مجرد خليجية يسيئها أن ترى صورة غير صحيحة عن مجتمعنا تعرض على الشاشات فيصدقها من لا يعرف مجتمعنا حق معرفته، وأيضاً يتأثر بها جيل جديد غض، يبحث عن قواعد قوية ليبني نفسه عليها، فكيف سيبني نفسه وهو يرى على الشاشات مجتمعه بهذه الصورة؟!

لا أملك ما أضيف!! وكفى مسلسلات تافهة لا تمثل حقيقة مجتمعاتنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد