Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/05/2009 G Issue 13379
السبت 21 جمادى الأول 1430   العدد  13379
شبابنا ولعبة الموت!

 

ظاهرة منتشرة منذ زمن في شوارع المدن الرئيسية بالمملكة وخاصة الرياض، لكنها ازدادت انتشارا في الآونة الأخيرة وهي بحاجة ماسة إلى تشخيص وعلاج. هذه الظاهرة آذت كثيرا من الناس، وعطلت مصالح آخرين، وخربت عددا من الممتلكات الخاصة والعامة. وتسمى هذه الظاهرة بالعامية الدارجة.. التفحيط، والتي سماها أحد المسؤولين الأمنيين بلعبة الموت!. وقد لعبت وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت والجوالات دورا في انتشار هذه الظاهرة وسرعة التجمع في الشوراع التي اشتهرت بممارسة هذا الشغب الجنوني الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى المقبرة أو إلى غرف الإنعاش!.

هذه الظاهرة ارتبطت بظواهر اجتماعية وأمنية أخرى لا تقل خطورة عنها، كالإدمان، والسرقة. فقد يعمد من يقوم بالتفحيط إلى سرقة السيارات من أجل ممارسة لعبة الموت. وقد أورد أحد الضباط اعترافا لأحد المفحطين مفاده أنه ورفاقه يسرقون كل شيء، السيارات ولوحات السيارات والإطارات وغيرها من أجل التفحيط!. وقد يكون المفحط تحت تأثير المسكر أو المخدرات! كون التفحيط يعتبر احتفالا مجنونا وصاخبا يتناول المفحطون فيه شتى أنواع المحرمات!. ولذلك فإن هذه الظاهرة إن لم تعالج أمنيا ونفسيا واجتماعيا فإنها ستكون سببا من أسباب انتشار الظواهر الخطيرة الأخرى.

ومما من شك في أن هذه الظاهرة آذت كثيرا من الناس وخاصة الساكنين بالقرب من الشوارع التي يتجمع فيها المفحطون. إذ إنهم يقومون بإقفال الشوارع ويعطلون الحركة المرورية محدثين بذلك اختناقات في السير وذلك لممارسة جنونهم الذي قد يستمر لفترة ليست بالقصيرة. فضلا عن أنهم يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر!.

ولا شك في أن التفحيط مرتبط بضعف الوازع الديني لدى المفحطين ومن يشجعونهم من رفاق السوء، ومرتبط أيضا بالفراغ، والتأثر بالأفلام التي تحتوي على مشاهد مطاردات والتي تصاحبها كثير من المؤثرات الإخراجية الخادعة.

ومن أجل معالجة هذه الظاهرة المميتة لابد من تضافر الجهود. فلابد أولا من تشديد العقوبة على المفحطين، كي تكون رادعة لهم ولغيرهم، كما ينبغي تكثيف جهود رجال المرور من أجل إحباط أي تجمع بهدف التفحيط وليس بعد ورود البلاغات!. كما أن على المؤسسات البحثية والاجتماعية دراسة هذه الظاهرة لكشف الأسباب بطرق علمية، وتحديد أنواع العلاج المناسبة ومنها القيام بحملات توعوية مدروسة وليست عشوائية!، من أجل خلق وعي لدى الشباب بخطورة هذه الظاهرة التي استفحلت وفاقت التصورات!.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد