تطفو على السطح آثار لمشكلات ذات جذور وأسباب عاطفية، فكثير من مشاكل الأولاد (الأبناء والبنات) تعود أسبابها لفقد أو نقص عاطفة الأبوين تجاههما، وأيضاً الزوج والزوجة قد يفتقد أحدهما العاطفة من الآخر، وكذلك الفتاة والشاب كلٌ منهما يحتاج إلى عاطفة الآخر فيتأخر عن الزواج، والصديق وصديقه، أنواع من العواطف والعلاقات الاجتماعية قد لا يتوفر فيها الإشباع العاطفي الصادق.
لا شك أنّ من خطوات العلاج إرشاد الآخرين إلى أساليب الإشباع العاطفي لمن تحت أيديهم أو من تربطهم بهم علاقة، لكن يضاف إليه علاج أشمل وأكمل وهي كبسولة (حب الله) بالتوجُّه إلى الله وتعلُّق القلب به سبحانه وتعالى والتقرُّب إليه، وترطيب اللسان بذكره، ومناجاته والخلوة به في الليالي، إنّ تلك اللحظات والخطرات هي وسيلة للإشباع الحقيقي لكل ما تحتاجه النفس الإنسانية، وهي التي قال عنها السّلَف: لو علم الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.
ولو أنّ علماء الغرب في عصرنا الحاضر من أطباء النفس وأساتذة علم الاجتماع والتربية، تعرّفوا إلى هذه الكبسولة لجعلوها علاجاً عالمياً وألزموا بها المرضى وكل من يعاني من المشكلات، ولأوصوا الأطباء والأخصائيين بضرورة تطبيقه وإلزام مرضاهم به.
إنّ من آثار هذه الكبسولة الشفاء من كثير من الأمراض النفسية والوقاية منها، وحلاً لمشكلة تؤرق العالم وهي تزايد حالات الانتحار, هذه الكبسولة صنعها ديننا الإسلامي يقدمها لصلاح البشرية بأفرادها ومجتمعاتها، فكيف تؤدي هذه الكبسولة إلى تلك الآثار الإيجابية ؟ تأمّل هذا الحديث، روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) (رواه البخاري في صحيحه)
جدِّد حياتك ولوِّن أيامك وتناول هذه الكبسولة لترتقي بروحك إلى حيث عالم الشفافية، والنعيم الحقيقي في كنف الله.
أسماء بنت عبد الرحمن بن زايد