لا شئ أفضل من الاعتذار كي نمتحن قدرتنا على المبادرة، فالاعتذار يقوي شعورك بذاتك، خاصة إذا كان أمنك الشخصي يعتمد على صورتك أمام الآخر كشريك حياتك أو وصفك الاجتماعي أو كونك على صواب دائماً.الاعتذار يطهر النفس ويدفع بك لمستويات عالية من الصفاء والسعادة.
وإن كانت لحظة الانفعال لا تظهر في حياتنا سوى لجزء من المئة بالمئة من الوقت، فإنّ هذا الجزء البسيط من الوقت سيعكِّر صفو حياتنا ما لم نتحمل مسؤوليتنا عن الخطأ ونعتذر عنه، لأنّ الآخرين لا يعرفون متى يضربون وتراً حساساً لدينا، ولهذا يشعرون دائماً بالقلق الداخلي ويحاولون حماية أنفسهم من الوقوع في هذا الخطأ من خلال معاودة تخمين سلوكنا ومحاولة إيقاف ردود أفعالهم الطبيعة التلقائية.
إننا كلما أسرعنا بتعلُّم الاعتذار كان أفضل. فعندما نختلف مع شريك حياتنا نحتاج إلى أن نتفق معه بسرعة - ليس على موضوع الخلاف - بل على الحق في الاختلاف - في أن نرى الموضوع كما يراه، وما لم نفعل ذلك فسيعمد الآخر إلى حماية نفسه وموقفه من خلال وضعنا في سجن ذهني داخل عقله. ولن نتحرر من هذا السجن إلا عندما نذهب على أبعد مدى حتى نعترف بخطئنا بكل خضوع في حرمانه من الحق في مخالفتنا، ولا يمكن أن نفعل ذلك إذا قلنا للطرف الآخر: (لن أعتذر إلا إذا بدأت أنت بالاعتذار)!
فإذا حاول أحد الطرفين التظاهر بأنّ الخلاف قد انتهى وذلك بأن تتصرف كأن شيئاً لم يكن ولم تعتذر، فستظل الشكوك تساور شريكك، وفي هذه الحالة ستبقى سجين تلك الانطباعات الذهنية أو الشعورية التي أخذها عنك داخل عقله، وهو ما يعطيه شعوراً بعدم توقع الكثير منك.
جميعنا نخطئ من وقت لآخر، وحينها علينا أن نعترف بذلك ونعتذر عنه بصدق، ولذا لاحظ هذه الاعتذارات:
- حبيبي أنا آسفة لأنني أحرجتك لم يكن حرياً بي أن أفعل ذلك أنا آسفة أرجو أن تمنحني فرصة ثانية.
- عزيزتي أعتذر عن مقاطعتك بهذه الطريقة لقد أردت اطلاعي بشيء تهتمين به لكنني كنت مشغولاً بشؤوني الخاصة لدرجة أنني انفعلت عليك دون مرر هل لك أن تسامحيني؟.
وهذه الاعتذارات تحتوي عن أبجديات الاعتذار الفعّال:
- الوعي بشأن ما حدث.
- مساءلة الضمير واستشارة الشعور الأخلاقي.
- المبادرة بالتصرف الفعلي.
إنك إذا تجاهلت الخطأ سوف تنهار جهودك وستجد ذاتك تحاول الدفاع عن نفسها دون مبرر، أو تغطي أسلوبك الهمجي بأي طريقة! لذا عليك أن تعتذر اعتذاراً فعالاً عميقاً يتبع النقاط الثلاث التي احتوتها الاعتذارات السابقة.