كان الأب مع أبنائه الثلاثة في مدينة الألعاب المخصصة للأطفال، وكان الأب قد تفاجأ أنّ كرت الألعاب الذي اشتراه من مكتب الاستقبال لا يعمل وقد جرّبه على أحد الألعاب، وقال في نفسه ربما أنّ هذه اللعبة معطّلة لعلِّي أجرِّب لعبة أخرى، إلاّ أنّ الوضع لم يتغير حيث لم يعمل الكرت، وهكذا في اللعبة التي تليها حتى قام بتجربة الكرت على معظم الألعاب، وكانت النتيجة ذاتها في كل مرة، ضاق الأب ذرعاً و نادى أحد مشغلي الألعاب وقام بشرح مشكلة الكرت الذي اشتراه إلا إنه لم يلاق حلاً، ثم اضطر لمناداة مشرف الألعاب وكانت النتيجة كسابقتها، ثم اضطر للذهاب لمكتب مدير صالة الألعاب الذي أكد له سلامة الكرت من الناحية التشغيلية، خرج الأب من مكتب مدير الصالة بلا حل، وعندما همّ بالخروج، تقدمت إليه طفلته التي في السابعة من عمرها وقالت له والدي: هل تسمح لي بأن أرى شكل كرت الألعاب الذي بين يديك، فقال لها وماذا ستفعلين أنت، فإنّ الفنيين ومدير الصالة قبلك لم يستطيعوا حل هذه المشكلة، وكان مضطراً لإعطائها الكرت ليرى ماذا ستفعل هذه الصغيرة، وكانت المفاجأة عندما رأت الصغيرة الكرت فقالت له إنّ هذا الكرت لا يخص هذه المدينة وإنما يخص مدينة ألعاب أخرى والتي قد ذهبنا إليه في النزهة الماضية، عندها بدأ الأب بتفتيش جيوبه ليجد المفاجأة الأخرى أنّ كرت المدينة الصحيح قد وضعه في جيبه الآخر دون أن يكلف نفسه هو أو فنيو الصالة أو حتى مدير الصالة عناء النظر في شكل الكرت الذي بين أيديهم.
(إنّ الكثير من المشاكل لا وجود لها وإن وجدت فربما يكون الحل لدى أناس لا نلقي لهم بالاً فلنتذكّر أهمية احترام آراء الأشخاص بغض النظر عن أعمارهم).