Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/02/2009 G Issue 13284
الثلاثاء 15 صفر 1430   العدد  13284
ممر
محاكمة المتشبهين بالهيئة
ناصر صالح الصرامي

 

لو انتحلت شخصية موظف في الخطوط، وألغيت رحلات لعائلات تسافر في إجازة؟ هل ستكون خارجا عن الأنظمة بلا رقيب أو حسيب؟ وأنك صاحب فعل خير تسد باب الذرائع؟ وتنفذ من العقوبة؟.

ولو انتحل أشخاص هيئة رجل أمن، وتدخلوا في حياتنا الخاصة، أو مناسبة عامة أو حدث، أو من أجل إفساد مناسبة رسمية أو تعطيلها، أو ارتكاب حماقات أو مجازفة أمنية في حق عائلة أو ضيوف على بلادنا، أو اقتحم بيت أو محل تجاري؟ هل يعقل أمنيا أن ينفذوا من العقوبة؟ هل يكون ذلك مقبولا؟.

وهل سنقبل من جهازنا الأمني اليقظ، أن يترك الحبل على الغارب لانتحال شخصية رسمية أمنية كانت أو مدنية، دون حساب أو عقاب؟ ودون أن نسأل أو نعاتب ونطالب بالمحاسبة والحماية؟.

أسئلة من حقنا إثارتها، مع التبريرات المتكررة لتجاوزات جهازنا الحكومي، الموكل إليه مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو من قبل المتشبهين به، والمتخذينه واجهة لممارستهم المتشددة، وتدخلاتهم غير المحسوبة، ضد المناشط والتجمعات الثقافية والاجتماعية في البلاد.

ولنرى كيف تبرأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ناصرية الرياض الأسبوع الفائت، من 12 متشددا دخلوا بزي موحد (مشالح) لمركز الملك فهد الثقافي بدعوى رغبتهم في مشاهدة مسرحية (الإكليل) التي تدعو لوقف القتل والإرهاب بدعوى مقاومة الموسيقى.

وفور نزول الموسيقى التمهيدية للمسرحية قام أحدهم لإلقاء كلمة للحضور قبل أن يمنع من ذلك لتبدأ المشادة بين الجانبين.

مشهد يتكرر لتجاوزات تنفي الهيئة الموقرة علاقتها بها، خصوصا مع التجاوزات التي تجعل من هذا الجهاز مؤسسة غير محببة لنفوس الناس والمواطنين وتولد علاقة سلبية.

ومع استمرار اعتذار الهيئة -أحيانا- من التجاوزات التي تشوه سمعتها، وتتيح الفرصة للمترصدين والمتصيدين لها من الصادقين أو المخلصين -أو حتى العلمانيين وأصحاب الشهوات لاستغلالها، كما يحب أن يردد خطاب الدفاع التقليدي-.

فإن الهيئة مطالبة الآن وباسم الناس الطيبين، والصادقين على الأقل، بأن تكون أكثر قسوة ومحاسبة وصرامة في مواجهة المنتحلين لهيئتها وشكلها وصفتها الرسمية، ومحاسبتهم وفقا للنظام المعمول به في كل أجهزة الدولة، أو الإعلان والتشهير بهم في الصحف المحلية، مع التشديد على موظفيها بتقلد بطاقة رسمية تحد من تقمص عضوية هيئة رسمية حكومية لحماية سمعتها وأهليتها.

وحين تبدأ في عقاب المنتحلين لهويتها أو دورها، فإنها ستخلق ثقة مع عامة الناس المحبين والمنتقدين، ولن تحتاج البحث عن أساليب متكلفة لتحسين صورتها العامة.

إلى لقاء..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد