لا يوجد فن حلال وفن حرام, وإنما الأمر منوط بفعل البشر, فطريقة التعاطي مع الفن هو الذي يحدد الحكم الشرعي, فسلوك شخص ما في مجال فني معين, قد يكون حراماً شرعاً, وسلوك آخر في مجال فني معين قد يكون حلالاً شرعاً, وثمة أمور كثيرة تدخل في منطقة (الشبهات) وهي شبهات تخضع لاجتهاد البشر في استصدار حكم شرعي لها سواء بالحل أو الحرمة.

أما من حيث الضرورة, فإن الفن حسب الدراسات والبحوث حالة ضرورية للبشر دون استثناء, فبدون الفن لا تستطيع أن تنعتق من روتين الحياة وتعيش حالة الجمال والبهجة والفرح؛ فالناس لا تحتفي بالذي يصوغ لهم القوانين بقدر احتفائها بالذين يصوغون لهم مساحات واسعة من الفرح.

والفن ضروري لأنه يرتقي بالإنسان إلى درجة سامية, فلا يضعه (شيئاً) من الأشياء, أو (سقط متاع) لا يلتقطه المارة, أو مجرد (رقم) ضمن ستة مليارات نسمة, فالذين يعرفون أهمية الفن يوفرون له كافة الموارد التي تجعله في الوضع المناسب له بدلاً من الإهمال الذي قد يعيش فيه.

والفن واجهة حضارية للدول والأسر والأفراد, بوصفه يدخل في كل متعلقات الإنسان، فهناك فن في التواصل مع الآخرين, وهناك فن في انتقاء الألفاظ, وهناك فن في الحوار, وهناك فن اللباس وهناك فن ديكور المنزل, وهناك فن في الخطبة السياسية, وهناك فن مشية المشاهير, وهناك فن في الالتفاتة بالوجه والإيماءة باليدين, وهناك فن في فلكلور الشعوب, وهناك فن في طريقة فرحة اللاعب بالهدف... إلخ.

وأخيراً.. إذا لم يقترب الفن من السحر, فليس حرياً أن يقال له فنوووووو.