البشر من المخلوقات فصيحة اللسان أو الناطقة، وهذا مما يميزهم عن بقية المخلوقات التي لا يستطيع البشر فهم ما تصدره من أصوات إلا قليلاً إثر دراسات مطولة ومستفيضة على يد علماء متخصصين، وانحصرت هذه المعلومات فيما يتعلق بتحذير بعضها لبعض أو نداء إلى طعام، أو مقدمات التزاوج

ونحو ذلك وما عداها ما زال غير مفهوم، علماً أن المبلغ عنه أنها تسبح بحمد خالقها جل شأنه وإن لم نفقه تسبيحها.. راقب عمل النمل والنحل، أو تأمل حركات العصافير وعملها الدؤوب قبيل الغروب على الأشجار وفكر قليلاً بتحليل جزء بسيط من ذلك الصخب الذي يهدأ رويداً كلما غابت خيوط الشمس هل تستطيع تفكيك رموز ما تسمعه أو تراه من ذاك التداخل في الحركات والقفزات وفرد الأجنحة والشقشقة التي تصدر بدرجات متفاوتة من الصوت، أليس في ذلك لغة مفهومة ومعانٍ مدركة تفهمها هذه الطيور الصغيرة بفطرتها؟!

لا شك في ذلك، لكن لا بد لنا من مترجم وقاموس إشاري حتى نفهم لغتها وفحوى إشاراتها وهذا لن يتوفر إلا إذا تطوع بعضنا وتحول إلى حياة العصافير حتى إذا ما تعلم لغتها ينقلها إلينا، فإذا ما انتهينا من علم لغة العصافير فإننا بالتالي بحاجة إلى فرق تطوعية لتتعلم لغات أخرى لحشرات وحيوانات، غير أن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن الله سبحانه قد كرم ابن آدم فهل يعي ذلك؟!