Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/02/2009 G Issue 13284
الثلاثاء 15 صفر 1430   العدد  13284
إشاعة الإشاعة.. من المسؤول..؟!
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

 

لا يمكن أن نصفها بالظاهرة ولكنها تكاد أو توشك أن تكون.. هل هو العبث أم اللامبالاة أم التعمد المنحول؟.. هل هي الفرصة أم الحدث أم الحقد في نظرهم؟!.. أسئلة تجول في خاطر كل من اكتوى بشعلة هذه الإشاعات (الصارخة)....

....فَيُرى للبعض بأنها الدخان الصاعد من نار الحقيقة (الصارمة) التي تبعث الضوء لا الضباب!.

إن من ينظر إلى حال الإشاعة وطبيعة نموها في مجتمعنا سيلحظ تطورها (تدريجياً) لتنقل -بلا استئذان- من البدائية إلى عالم التقنية الفسيح فتستفيد من كل مكتسباته المعرفية (الصاعدة) لتصل إلى آفاق بعيدة شاهقة تهوي من بعدها على مجتمعنا فتنفجر وكأنها قنبلة موقوته (مرتقبة) من قبل الداني لا القاصي الذي أراخ سمعه لهذه السوانح (الشيطانية) والتكهنات (الجنونية) التي تمس -في صميمها- حياة السعوديين وتنخر فيها بلا هوادة, لا أريد أن أدلف إلى عالم التوصيف لأسهم في وضع هالة -لا أساس لها- من هذه المشكلة المفتعلة, التي قد يراها البعيد تافهة بينما يتقلب من تستهدفه هذه الكوارث في حرقة وألم، فهي وإن كانت إشاعات (مغرضة) إلا أن لها أبعاداً متنوعة قد يصعب إداركها.

قد تكون ارتجالية بلا تخطيط؛ أوكيدية مدججة بأنواع الخطط والإستراتيجيات (السادية) التي تهدف إلى الأضرار بالبشر التنكيل بهم من دون مبرر -مع أن مثل هذه السلوكيات لم يكن لها في يوم من الأيام أي مبرر منطقي على الإطلاق- في مجتمعنا السعودي (الضافي) تنتشر الإشاعة كما النار في الهشيم، كيف لا فلها جنود مجندة هَمُّهم خدمتها على مدار الساعة.. يترقبون جديدها ليل نهار ليسهموا وبكل تفان وإخلاص في الدعم (اللوجستي) ليضيفوا عليها بهارهم (العفن) الذي لا يزيدها إلا (ثُبورا), وهذه الفئة من مجتمعنا نذرت نفسها لخدمة هذه التوجهات المريضة فلا همّ لها سوى نشر هذه الترهات وتدعيمها بالأدلة الواهية التي لا يستقبلها عاقل.

ما يثير الاشمئزاز والحرقة أن جزءاً من هؤلاء هم من (علية القوم) البارزين على المستوى المالي -وهم الأغلب- ممن لم تتح لهم فرص التعليم (الوافي) والاجتماعي، وقد تناط ببعض هؤلاء بعض الأعمال الحكومية الحساسة؛ ومع كل ذلك لا يردعهم جُلُّ ذلك أو بعضه دون هذه الممارسات الضّارة بمجتمعهم وبمصالحهم التي يهدمونها بأيديهم وهم لا يشعرون.

حريّ بنا وبهم أن نستذكر في كل لحظة نعيشها بأننا سعوديون وعرب وقبل ذلك مسلمون, لعل السَّمت أن يَمُنَّ علينا وعليهم بالارعِواء قبل أن يصل كُلَّ واحدٍ منا الدور وعندئذٍ سيردد الكل (الصيف ضيعت اللبن).. (فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد