قد يحدث ونحن نتطرق كإعلام سعودي لبعض أمورنا الرياضية الداخلية أن تحصل بعض التجاوزات والهفوات التي قد تتجاوز في بعض الأحايين حدود النقد البنَّاء والهادف.. وذلك باجتهاد وغيرة ومحبة وحسن نية وهدف يتمثل في تحقيق المصلحة العامة.. وعادة ما تتبيَّن الأطروحات وتختلف الموضوعات كل حسب رؤيته واجتهاده وتفسيره لما يشاهده أمامه.. تتحكم في ذلك بالطبع عاطفتنا البشرية ورغباتنا الشخصية والظروف المحيطة بنا.. ولكن عندما يتعلق الأمر بالوطن وسمعته وسيادته وقادته ورموزه فإن الصفوف تتراص والمواقف تتوحد والقلوب تتآلف.. ويصبح الهدف مشتركاً والتوجه واحداً والجسد أيضاً واحداً.. ديدننا في ذلك محبة الوطن التي ليس فيها مزايدة أو مساومة أو اختلاف.. وليس لنا فضل في ذلك أو مِنة فالوطن هو حضننا الدافئ وحصننا الواقي وعزنا الباقي.
أقول كل ذلك وأنا أشهد وألاحظ بكل سعادة وسرور الموقف المشرف لإعلامنا الرياضي بمختلف أنواعه وتوجهاته بعد صدور بيان المكتب التفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي لم نعتبره موجهاً ضد سمو الأمير سلطان بن فهد شخصياً بل أحسسنا أنه ضدنا كدولة وضدنا كذلك كأشخاص منتمين لهذا البلد المعطاء الخيّر.. فأصبحنا كلنا سلطان.. معه وخلفه فيما كل ما قال من كلام.. وفي كل ما اتخذ من مواقف وأفعال ضد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي كنا نحترم رئيسه الأستاذ محمد بن همام ونعزه ونقدره قبل أن يسقط هذه السقطة ويزل هذه الزلة بحق أحد رموزنا وقادتنا الذين نفتخر بهم ونرى أن أي مساس شخصي بهم كما حدث في البيان (المتهور) هو مساس لكرامتنا وانتقاص من سيادتنا وتعرض لكياننا.. وسلطان قبل هذا وإن اجتهدنا وخالفناه سابقاً في بعض الأمور فنحن في النهاية نتفق معه ولا نختلف عليه.. فهو رمز العطاء الرياضي وقائد المسيرة الشبابية وحامل لواء الرياضة العربية ووجه السعد الذي واصلت شمس الرياضة السعودية في عهده إشراقتها وتفوقها وإنجازاتها إقليمياً وقارياً وعالمياً.. وكلام في حق رجل بهذا الجحم وبعبارات من هذا من النوع التي تضمنها البيان.. هو بدون شك إساءة لمشاعر كل الناس المحبة وطعنة في كل القلوب المخلصة التي ترى في سموه شخصية عظيمة وفذه متسمة بروح الحلم والتسامح وقائداً، وقدوة وعنواناً متميزاً في مجال العطاء الرياضي وخدمة القطاع الشبابي.. وهي متأكدة وواثقة أن مثل هذا البيان يسيء لأصحابه ولا يقلل من قدر سموه وشأنه فهوه قامة شامخة وجبل شاهق لا تهزه ريح ولا يزعجه عبث العابثين ولا تطاول الجاحدين.
