رعاية خادم الحرمين الشريفين أمس الأحد لحفل وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الاستراتيجية لجامعة الملك سعود، والتي تبلغ قيمتها أكثر من 14 مليار ريال، تأتي ضمن اهتمام المملكة، واهتمامه الخاص -حفظه الله- بتطوير التعليم العام والعالي إيمانا منه بأن التنمية لا يمكن أن تتحقق -بعد فضل الله تعالى- إلا بالعلم المتقن في مختلف الميادين. إذ إن أمة لا تعلم أبناءها لا يمكن لها أن تنافس الأمم الأخرى، بل إنها ستصبح عالة على العالم، وهو ما لا تريده المملكة حتما.

ولذلك قامت المملكة بخطوات جبارة في مجال التعليم منذ تأسيسها. فعلى مستوى التعليم العام بلغ عدد الطلاب والطالبات أكثر من خمسة ملايين. أما عدد المدارس فتجاوز واحدا وثلاثين ألف مدرسة. وعلى مستوى التعليم العالي، زاد عدد الجامعات بالمملكة من جامعة واحدة - وهي جامعة أم القرى - عام 1369هـ إلى إحدى وعشرين جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم نحو 200 كلية إضافة الى 19 كلية جامعية أهلية موزعة جغرافيا لتغطي احتياجات المملكة.

ليس هذا فحسب وإنما ابتعثت المملكة عددا كبيرا من أبنائها للتعلم في أرقى الجامعات العالمية لنيل الشهادات العليا الجامعية والماجستير والدكتوراة. وعلى سبيل المثال؛ ففي إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بلغ العدد الاجمالي للطلاب المبتعثين أكثر من 40 ألف طالب وطالبة، وقد خصصت لهذا البرنامج ميزانية ضخمة تصل إلى10 مليارات ريال. وحرصا من المليك -رعاه الله- على أبنائه المبتعثين وتلمسا منه -حفظه الله- لاحتياجاتهم. صدر قبل أشهر أمره الكريم بزيادة مكافأة الطلبة المبتعثين بمعدل50 بالمائة.

ومما يشير إلى اهتمام المملكة بالتعليم، قيامها باقتطاع النصيب الأكبر من الميزانية لهذا القطاع الهام. وهذا يؤكد رؤية المملكة بأن الإنسان السعودي هو حجر الزاوية لنجاح التنمية التي تهدف بدورها إلى تحقيق رفاهيته وتقدمه واستقراره وأمنه؛ اجتماعيا واقتصاديا في الإطار الرحب لقيم وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة.