ثمانية وسبعون عاماً مرت على إعلان توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - واليوم الوطني من الأيام الخالدة في ذاكرة المواطن السعودي لما يحمله من تجسيد لعزة ورفعة الوطن والمواطن..
ولأنه يوم ابتدأ معه إعلان استتباب الأمن والوحدة والسلام والتضامن وبدء عصر النهضة والعمل الجاد الدءوب الصادق من أجل كفاح الجهل والمرض والفقر من أجل تحقيق الرفاهية والرقي للشعب السعودي. وهذا ولله الحمد قد تحقق على ارض الواقع من خلال المنجزات الكبيرة في عهد المغفور له الملك عبد العزيز ومن خلفه الميامين البررة ملوك البلاد، وبعد اثنتين وثلاثين سنة من الجهاد والعمل المستمر لتحقيق استقرار شامل ووحدة عظيمة لم تتكون منذ عدة قرون مضت ولم تكن لتتحقق لولا الإيمان الراسخ والعزيمة الوثابة والصبر والشجاعة من لدن المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين، وها نحن ولله الحمد بفضل هذه الوحدة المباركة نعيش في رخاء واستقرار وازدهار من نتاجه أن شمل هذا الرخاء كل بلادنا الغالية والعالم قاطبة، إنها ذكرى تستحق الوقوف والتأمل عندها وإجلالها وتقديرها وقد توثقت عرى هذه الوحدة المباركة في المسيرة التي قادها ملوك البلاد, فمن حسن الطالع في هذه الظروف المختلفة على كافة الأصعدة المحلية والعربية والدولية أن يدير دفة الحكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فقد تعززت مكانة المملكة العربية السعودية وأضحت بإمكاناتها وطموحاتها وعزتها وشموخها وعقيدتها الإسلامية السمحة تخطو وتسير بثبات وتحقق إنجازات رائدة في كافة المجالات والمستويات العلمية والثقافية والنهضة العمرانية غير المسبوقة، فعزيمة وحزم وإصرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورغم التحديات الداخلية والخارجية المتنوعة إلا أنه حفظه الله قام على تجاوز كل الصعوبات والمعوقات والتحديات، يسانده ويعاضده ساعده الأيمن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، فها هي المملكة الغالية تبتهج وتحتفي بهذا اليوم وهي ترفل بثوب العز والمجد بفضل ما تحقق لها من إنجازات عظيمة لا يمكن حصرها واختزالها في مساحة مختصرة محدودة، من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وصولاً إلى العهد الزاهر عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين حفظهم الله وأمد في أعمارهما وأعزهما الله بالإسلام وأعز الإسلام بهما، ويشرفني أن أهنئ وأبارك لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي عهده الأمين بحلول العشر الأواخر من رمضان وأن يكتب لهم فيها الأجر والمثوبة على ما قدموه من خير ومعروف للأمة الإسلامية أجمع، وأبارك لهم باليوم الوطني أعاده الله عليهم وهم في سعادة وسؤدد، أسأل الله أن يزيدنا إيماناً ويقيناً بأن حب الوطن من الإيمان، وأن نعمل جميعاً على استقرار أمن الوطن وصون منجزاته في كل مكان وكل زمان.