تتشح المملكة العربية السعودية اليوم رداء يومها الوطني الثامن والسبعين مكللة بأكاليل العزة والمهابة التي تحظى بها الدولة والقيادة على مستوى العلاقات الدولية بين وحدات العالم ومنظماته، وفي الداخل تعود هذه الذكرى العزيزة هذا العام وقد ازدادت اللحمة الوطنية قوة بين الشعب والقيادة وتكرست جميع الوسائل والسبل من أجل تكريس التكاتف المعتاد بين الشعب والقيادة الرشيدة والتي أثبتت كثير من المواقف والملمات وقوف الشعب إلى جانبها وانحيازها لها بشكل تام واختياره لها بكل قناعة والتزام. اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وعلى ما به من خصوصية وطنية للشعب السعودي الذي يحق له أن يفتخر بما أنجز في هذا الوطن منذ بدء ملحمة التأسيس إلى الآن, لا يعتبر فقط يوماً مهماً للمواطن السعودي فقط، بل يتعدى ذلك إلى المجال العربي والإسلامي. فعلى الرغم من الإنجازات التي توالت على الداخل الوطني منذ أطلق الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- قطار التوحيد وتحويل شتات القبائل المتقاتلة إلى عوامل بناء وتحضر وعمران وحداثة وطن، نقول على الرغم من ذلك فإن للمملكة العربية من الأفعال والالتزام تجاه القضايا العربية والإسلامية ما يجعل هذا اليوم محل اهتمام وتقدير من خارج إطارها الوطني، فكم كانت ولازلت السياسة الخارجية السعودية صمام أمان للكثير من بؤر التوتر والخلاف المرشحة للانفجار في وجه الوضع العربي، وكم دفعت المملكة بكل ثقلها السياسي والإستراتيجي خلف قضايا العرب والمسلمين الذين لا ينكرون ذلك أو يجحدونه، أضف إلى ذلك البذل والمساعدة المالية التي تنتهجها السياسة السعودية لمد يد العون إلى المحتاجين في العالم الإسلامي والعربي. يظل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية عيداً بهيجاً لكل من انحاز إلى قيم الاعتدال ونبذ التطرف والسعي إلى قيم الإصلاح والتحديث واحترام حقوق الآخرين والبعد كل البعد عن المزايدات والمهاترات السياسية وانتهاج سياسة الإلتزام بالقيم والقناعات العربية والإسلامية وقبل ذلك القيم الإنسانية النبيلة.