الرياض - واس
بث تلفزيون المملكة العربية السعودية عبر قناته الأولى برنامجاً أسبوعياً حوارياً جديداً (همومنا) مساء أمس في حلقة تحت عنوان (متاهات نت) عرض خلاله لقاءين مع إعلاميين من الفئة الضالة هما مسؤولة تحرير مجلة الخنساء الإلكترونية المتطرفة والملقبة (أم أسامة) و(أبو عزام الأنصاري) مسؤول تحرير مجلة صدى الجهاد الإلكترونية المتطرفة إلى جانب تجارب الشباب في الدخول لعالم مواقع الإنترنت وقضاء الأوقات الطويلة فيها ومنها المضللة فكريا وعقديا والتي تسيء للدين دون إلمام فكري ووعي وبصيرة أوعلم شرعي لتبدأ بعدها المتاهة.
فقد تحدث أحد الشباب عن تجربته في الدخول لتلك المواقع من باب الفضول حيث وصف ما وجده فيها من سوء مما يطرح بأنه لا يقبله عقل ولا منطق ولا دين وما فيه من تغرير ببعض الشباب.
وتحدث إعلامياً الفئة الضالة مستعرضين تجربتهما بمعايشة الفكر المضلل من خلال الإنترنت بدءا بما أحاطهما به الفراغ والفضول بالبحث عن الأخبار وصولاً إلى متابعة بيانات تلك الفئة لتتشكل بعدها متاهة.. فينقادان بدون تفكير ويسلبان قدرتهما على وزن الأمور.
وطرح البرنامج موقفاً لأب عاش تجربة تأثر فكر ابنه بدعاوى ذلك الفكر وما عاناه الأب ورحلة ابنه من شخص اجتماعي إلى انعزالي بتأثره بذلك الفكر الذي استدرجه بدعوى الجهاد ليذهب إلى خارج المملكة فتتأكد له حقيقة زيف دعاوى أولئك.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحلقة من البرنامج التلفازي (همومنا) تأتي ضمن سلسلة حلقات أسبوعية لهذا البرنامج حواري اجتماعي جديد في ثلاثين دقيقة يتناول بجرأة وشفافية أهم القضايا والهموم الوطنية التي تواجه المجتمع السعودي وذلك من خلال رؤى الشباب وتجاربهم الشخصية في القضايا المطروحة في كل حلقة بمشاركاتهم المباشرة عن طريق استضافة بعض الشباب المغرر بهم وبعض الموقوفين أمنياً في القضايا ذات الصلة.
وشارك مع الشباب خبراء ومختصون في العلوم الشرعية والاجتماعية والأمنية.
ويخصص البرنامج كل حلقة لمناقشة موضوع أو قضية متعلقة بالهموم الوطنية في المجتمع السعودي، مثل الوطنية والمواطنة، والتربية والإنترنت، والفضائيات، وثقافة القراءة والاستماع بالإضافة إلى القضايا الأمنية المتعلقة بالمشاركة في القتال في بعض الدول العربية والإسلامية، وغير ذلك من الموضوعات المختلفة.
برنامج همومنا
تقوم أركان برنامج (همومنا) على أفكار الشباب ونقاشاتهم وترتكز هويته على حضور الشباب ومشاركاتهم وتمتاز بصمته بالحوار في عوالم الشباب المختلفة وتقديم آرائهم المتنوعة بأسلوبهم وبطريقتهم التي يحبون أن يعبروا عنها.
تتناسل المواقع المتطرفة على الإنترنت بتكاثر مدهش ففي عام 1998م كان هناك حوالي 12 موقعاً متطرفاً ولكن هناك دراسات حديثة تؤكد أن المواقع المتطرفة على الإنترنت تجاوزت 5000 موقع متطرف. كيف نستطيع أن نحمي 5 ملايين مستخدم سعودي من هذا التشدد وأن يكونوا آمنين من التأثر بالمتطرفين.
وفيما يلي نص الحلقة:
فاصل: متاهات نت
المقدم: نحييكم أعزائي المشاهدين في برنامجنا همومنا، نطرح في هذا البرنامج سلسلة من الأجزاء والعنوان العريض هو (متاهات. نت)
الجزء الذي نقدمه لكم الآن تحت عنوان (بدايات) يسرنا أن نستضيف نخبة من الضيوف معنا لنناقشهم ونتحاور معهم ونتحدث إليهم في هذه الحلقة.
نبدأ بفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة. أهلاً بك فضيلة الشيخ.
أيضاً نستضيف الأستاذ عبدالله البليهد وهو والد أحد المعتقلين في العراق ابنه ثامر أهلاً بك أستاذ عبدالله.
أيضاً نستضيف أحد الشباب الذين كان لهم تجربة سابقة في مجال الإنترنت هو أبو سعود أهلاً وشكراً لمجيئك.
أيضاً معنا د. فايز الشهري الباحث في استخدامات الإنترنت ورئيس تحرير مجلة البحوث الأمنية أهلاً بك د. فايز.
نتحدث في البداية عن طبيعة استخدامات الإنترنت بواقع تجارب شخصية ستكون منطلق لهذه الحلقة وسيكون الحديث عنها. تفضل.
أحد الحضور 1: في السابق كان هناك حب استطلاع لا يوجد أي هدف لدخول الإنترنت ثم بدأت الصحف تتحول إلى الإنترنت وبدأت الدوائر الحكومية تتحول إلى الإنترنت.
المقدم (مقاطعاً): حسين.. تجلس أوقات طويلة غالباً في الإنترنت؟
أحد الحضور 1: تقريبا معدلي 8 ساعات.
المقدم: يومياً، الدوافع استخدامك غالبا هي عملية أم ترفيهية أم بحث أم فضول.
أحد الحضور 1: في السابق كان فراغ وكان وقت الفراغ ولما أخرج.. أدخل على الإنترنت لأسباب كثيرة، الإنترنت تقريباً جامعة لكل شيء جامعة للتسلية جامعة للثقافة، جامعة للعلوم الأخرى جامعة للإعلام لأنه الإعلام عندنا له حدود الصحافة لها حدودها التلفزيون له حدوده أما الإنترنت بلا حدود.
المقدم: إذن أنت تبحث عن الفضاء اللا محدود.
أحد الحضور 1: اللا محدود.
أحد الحضور 2: استخدم الإنترنت بكثرة صراحة.
المقدم: تقريباً كم ساعة؟؟
أحد الحضور 2: يعني 6 ساعات، 5 ساعات، 7 ساعات.
المقدم: بشكل يومي.
أحد الحضور 2: تقريباً بشكل يومي والسبب يعود للفراغ الموجود الشباب بس لأنه الشباب ما فيه أماكن ترفيه بره ولا مسرح ولا فنون وما فيه أماكن الصراحة ورفض الشباب لأي مكان في أي مكان.
المقدم: يعني اتجاهك للإنترنت كان إجباري وليس اختياري؟
أحد الحضور 2: إجباري صح إجباري وما عندي وقت أقضية غير الإنترنت غير غصب علي تجاه الإنترنت علشان أتحدث مع في الإنترنت المتواجدين وممكن كان اتجاهي سلبي أو إيجابي في نفس الوقت وكنت أكره القراء فتعلمت القراءة وحب القراءة عن طريق الإنترنت وهذا بالعكس شيء إيجابي أفادني أنا وتعلمت الصبر كنت بس أدور في البيت أدور ما أقعد ما أصبر كثير والإنترنت خلاني غصب صبور مع نفسي ومع أحد ثاني.
المقدم: طيب دعنا نستمع إجابات أحد الشباب أيضاً.
أحد الحضور 3: طبيعة الاستخدام في الإنترنت غالباً يعني في نواحي عديدة يعني ليس مقتصراً على الإنترنت غالباً يعني في نواحي عديدة يعني ليس مقتصر على منتدى أو شات أو محادثة أو تقريباً الاستخدام يكون في أغلب المجالات.
هو بشكل أكبر منتديات إسلامية ومحاولة نشر الإسلام محاولة في الأيام هذه وقبل ثلاث سنوات نشر شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأحداث السابقة هذا طبيعة الاستخدام بشكل عام.
المقدم: أوقات الجلوس على الإنترنت تمتد كم ساعة تقريباً.
أحد الحضور 3: من 3 - 4 تقريباً متقطعة ما في جلوس في ساعة متواصلة تكون متقطعة.
المقدم: طيب شيخ صالح استمعنا إلى آخر متحدث كان يتحدث عن المشاركة في المنتديات الإسلامية والمواقع الإسلامية فضيلة الشيخ حدثنا عن طبيعة الباحثين عن العلم الشرعي في الإنترنت وخصائص كل شريحة من هؤلاء الباحثين إذا سمحت.
الشيخ صالح: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛ أرحب بالجميع وأحييهم ولكن الذي أستطيع أن أقول هو أن ماذا يمكن أن تقول من ضوابط بالنظر في الإنترنت. بمعنى أيها المباركون لا يستطيع أحد أن يمنع الناس من استخدام الإنترنت لأن الإنترنت شيء يتعلق بشخصيتك داخل منزلك وليس لأحد في الغالب سلطان عليك داخل منزلك وأصبح وسيلة إعلامية أيضاً. ولكنه هو شيء يستخدم في أسلوب شخصي والأشياء الشخصية لا يمكن لأحد أن يكون سلطة عليها. ولكن نحن نحاول أن نستمد من الشرع كيف نتعامل مع هذا الجهاز؟ هذا الذي يستطيع أن يقول أي أحد ينتسب إلى العلم الشرعي، أما أترك أو أفعل فهذا أمر بعيد صعب لا يمكن تحقق وقوعه، ليس العاقل من يتكلم في أمور خيالية لكنني قبل أن أبدأ معكم - إذا أذنت - سأضرب مثل المثل يقوم على ركيزة أن الأشياء مرهونة بوقتها وان الإنسان إذا كان ينظر لها نظرة بصير لا تستدرجه العواطف ولا البيئة.
جاء رجل إلى محمد بن سيرين كان يفسر الأحلام فقال أيها الإمام رأيت انني آكل (30 تينة) تعرفون التين (30 تينة) فالإمام فكر قليلا ثم قال: لا أرى في رؤياك إلا انك تجلد (30 جلدة) فالرجل الذي يتلقى لم يجد ربطا بين أكل التين والجلد فلما ذهب قدر له أن يغتسل في سطح منزله - هذا في زمن بني أمية - ثم نزل الماء مع الميزاب فجاء أحد ذوي الجاه فأمر بجلده لأنه تأذى من الماء فجلد (30 جلدة) بعد فترة نفس الشخص رأى أنه يأكل (30 تينة) نفسه، فذهب إلى ابن سيرين وقص عليه الرؤية قلب كفيه وقال أرى أنه سيظهر فيك دُمّل (جراح) ثم لا تلبث أن تبرأ فالرجل تعجب رغم أن الرؤية واحدة والتعبير اختلف، ذهب إلى بيته وبعد قليل بعدها بأيام ظهرت فيه جروح (دمّل) ذهبت بعد فترة، بعد فترة ثالثة ليست بالعيبدة قريبة من الرؤية الثانية رأى أنه يأكل (30 تينة) لما رأى أنه يأكل (30 تينة) ذهب إلى الإمام لأنه ليس عنده أحد غيره فسأله قال أرى أنك ستهدي تغنم مالا بـ(30) دينارا ثلاثين درهما في هذه الأشياء، قدر له أن يغنم (30 دينارا) جاءته هبة، فالرجل ذهب بالدنانير إلى ابن سيرين قال له خذها خذ ما تشاء ولكن أخبرني كيف أولتها؟؟
هنا نأتي أن الإنسان ما يكون محكوم بأثر. يكون محكوم بعلم بعقل. قال: لما جئتني في الأول قلت لي اني آكل (30 تينة) هذا ما هو وقت التين ليس وقت نضج التين فلم يجي في ذهني إلا عراجينها أغصاناً بها تضرب فعلمت انك تجلد ولما جئتني في المرة الثانية كان التين في بدء نضوجه لكنه ليس قابلا ان يطعم (أن يؤكل) فأولتها أنها جراح فلما جئتني في المرة الثالثة كان زمن الصيف وكان أوان (نضوج) التين فأولتها انها غنيمة.
الشاهد من القصة كلها أن العلم بواقع الحال بواقع الأيام هو الذي أعان ابن سيرين أن يعبر كذلك الإنسان قبل أن يدخل هذه المواقع يجب أن يستصحب أمور:
أولها: النور من الله {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} والصالحون لا يطلبون من ربهم أكثر من أمرين في الدنيا رزقا يكتفون به ونورا يهتدون به.
المقدم: سنستكمل بقية المواصفات التي لابد أن يستحضرها مستخدم هذا الإنترنت لكن دعني انتقل إلى د. فايز طبيعة مستخدم هذا الإنترنت يعني اختلاف مزايا المستخدم الآخر.
حدثنا عن شخصية هذا المستخدم للإنترنت الذي تتنوع شرائحه من تعاطيه مع القضايا من ناحية ومن ناحية استيعاب الموضوعات المطروحة أيضاً قابليته للاستجابة للأفكار.
د. فايز: المستخدم العادي لا يختلف عن أي مستخدمي وسائل الاتصال المختلفة سواء كان مستخدما للكتاب أو التلفزيون أو الراديو. المشكلة هي تأتي مع المستخدم غير العادي الذي يبدأ مراحل معينة باستخدام الإنترنت والاستخدام الذي يزيد عن وضعه الطبيعي لاستخدامات شبكة الإنترنت بألا تتجاوز (10 دقائق) أو ربع ساعة يومياً. إذا تجاوز هذا الوضع وأصبحت عادة يومية يدخل في مراحل تصبح الإنترنت رفيقا يوميا قد تشكل كثيرا من قناعاته الفكرية.
المقدم: استمعنا إلى ثلاثة شباب يعني أقل واحد فيهم تقريبا 3 ساعات في اليوم يستخدم الأنترنت هل هذا استخدام طبيعي.
د. فايز: هذا غير طبيعي لأن الإنسان إذا قسمنا 24 ساعة (8 ساعات عمل)، (8 ساعات نوم) كم بقي لدينا للنشاطات الاجتماعية والممارسات الأخرى والهوايات وأداء الصلوات.
المقدم: إذا قسمت هذه (8 ساعات) وراحت (4) للإنترنت بقي 4 فقط.
د. فايز: أربع ساعات لا يمكن أن تؤدي بقية واجباتك اليومية وفروضك المنزلية إذا كنت طالبا وأيضاً فروض الصلاة إذا كنت محافظا على صلاتك وكل هذه الأمور تستهلك الإنترنت من أول والاخطر ليست فقط مجرد مشاهدة وتنتهي هي انغماس تام خاصة عندما يتطور الوضع من استخدام عادي إلى انغماس في هذا العالم واندماج مع أعضاء الكترونيين يراهم في خياله يصور عنهم صور مثالية أحيانا خاصة الذين يكتبون في الانترنت عادة - يقدمون انفسهم بصورة جميلة هذه الصورة الجميلة تجعل هذا الشخص معهم تماما وينعزل عمن حوله خاصة أن الانترنت هي مجتمع الشباب في العالم كله وليس في العالم العربي أو في المملكة الانترنت هي مجتمع الشباب نشأت في حضن الجامعات مجمعات الشباب وانتشرت من خلالهم في المجتمع وهم أغلب سكان هذا العالم الافتراضي.
كما سمعت من الشباب أن الإنترنت للتسلية أو للفراغ أو لعدم وجود بدائل وهذه هي الكارثة يجب على المؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الرسمية ان تنتبه لهذه النقطة. لا يمكن أن يكون الإنترنت وسيلة للتسلية ولا يمكن أن يكون الإنترنت وسيلة لقضاء الفراغ. لأن الإنترنت ليس فقط وسيلة للترفيه و..
أحد الشباب ذكر انه اتجه إلى الإنترنت مجبرا ولم يجد خيارا آخر.
وهنا الخطورة في المرحلة الأولى سيكون الشخص مستكشفا عاديا يتصفح على الإنترنت بدافع الفضول وبعد فترة تبدأ لديه ولو سألت أي مستخدم إنترنت الآن استخدمها أكثر من سنة أو سنتين ستجد أنه لا يتجاوز (10 - 15 موقعا) بشكل يومي.
هذه المواقع التي يشاهدها بشكل يومي هي التي تشكل ثقافته وقناعته الفكرية تتحول في النهاية إلى سلوك وتصرفات.
المقدم: أعود لك فضيلة الشيخ صالح هناك شريحة مهمة جدا في مستخدمي الانترنت وهم الباحثون عن العلم الشرعي تحدثنا كمدخل عن هذا الموضوع إذا تفضلت تعطيني نقاط معينة لابد أن يستحضرها الباحث عن العلم الشرعي في هذا العالم.
الشيخ صالح: وهذا ما كنا نريد أن نتمه ولكن الصنعة الإعلامية غلبت عليكم فجيرتم الحديث أعود إلى ما كنا فيه.
نعود لقضية أن الإنسان إذا دخل على الجهاز لا بد أن يعلم أن جهاز الإنترنت في الأصل ليس موردا للعلم الشرعي هذا الأصل حتى لو كان في الأصل ثم بعد ذلك إذا وجدت مواقع وهي موجودة تبث علما شرعيا مقننا أصحابه معروفون لا يكتبون بأسماء مستعارة يكتبون بأسماء واضحة وجلية ويتعهدون بحماية موقعهم هؤلاء حتى الآخذ عن هذه الأمور لابد العاقل - كما قلت - هذا الذي كنت أسوقه في الأول قضية ابن سيرين يستصحب أنه يعرف ماذا يريد أن يفعل فمثلا كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نور وهو قائدنا إلى الجنة لكن مع ذلك لما أراد أن يهاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كونه لا يعرف الطريق اتخذ خريتا كافرا يسوق له الطريق فالإنسان لا بد أن يعرف لا يقبل أن يدخل في هذه المواقع ليست مظنة علم شرعي وما وجد فيها من مواقع من علم شرعي لابد أن يكون بإرشاد من هو أكثر منك علما وأشد منك تجربة. الصيدلية أيها المبارك كل الذي فيها دواء مرخص له مأذون ببيعه ومع ذلك لا يعقل أن تطلب من الصيدلي ما تريد من الدواء مع أن الموجود في الصيدلية ليس سما قاتلا كله دواء، لكن هذا وهو دواء لا بد أن تأخذه بوصفة طبيب فإذا كان هذا في علاج الأبدان فكيف في علاج الأرواح والعقول أما أن الإنسان يفتح هذه المواقع ويأتي لأي صاحب كنية أو أي صاحب أو أي موقع ثم يريد أن يأخذ دينه الذي يريد أن يلقى به ربه من هذا الموقع فهو يهلك نفسه قبل أن يدري.
المقدم: فضيلة الشيخ هناك مدعون كثر للعلم.
الشيخ صالح: المدعون كثر ولم يعدموا كل يريد لأنه هو لن يعاقب هذا الذي يريد أن يعطيك أصلا يجهل من أنت ويجهل ماذا تريد لكن هو له بغية يريد من هذا الموقع أن يبث ما عنده، ويريد منك أن تلتقطه فإذا جئت تلتقطه أنت بنفس مالة أو سائمة أو تريد أن تفعل الخير ولديك نية صالحة لكنك لا تعرف كيف تصل هذه هي المشكلة.
المقدم: نقاط هامة جدا فضيلة الشيخ لا بد أن يستحضرها جميع الباحثين عن العلوم المختلفة وبالذات في العلم الشرعي.
دعنا نتحدث مع شاب نقدم له الشكر الجزيل لأنه حضر هنا معنا في البرنامج ويريد أن يفيد الشباب بهذه التجربة التي عاصرها ويريد أن ينقل سلبياتها حتى
من لم يدخل في هذا المجال يكون لديه شيء كاف من الوعي حتى يحتاط ويتخذ الحذر.
أبو سعود لديك تجربة في مجال الإنترنت إذا سمحت تحدث لنا عن هذه التجربة.
أبو سعود: أولاً بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة للتجربة بداية كنت ملتحقا بأحد المنتديات العامة فعن طريق هذا المنتدى كان يأتينا روابط لمواقع جهادية الخاصة لموقع الأسري (أسرى جوانتانامو).
المقدم: ربما هناك سؤال لا بد من طرحه هل كان دافعك الالتزام الديني أم دافع الفضول أم دوافع أخرى ربما دخلت بسببها.
أبو سعود: والله دخلت المشاركة في المواقع من باب الفضول يعني لأنه ما كان في المواقع هذه تنزل مواضيع تتعلق بالأسرى، من هذا الباب يعني دخلنا المواقع هذه.
المقدم: ماذا وجدت في الموقع؟
أبو سعود: بصراحة وجدت كل شيء سيئ اتهام المشايخ والعلماء باتهامات باطلة وسيئة.
المقدم: الفترة التي استمريت خلال التجربة هذه، فترة طويلة أم أنها كانت مؤقتة.
أبو سعود: استمررت قرابة (4 أشهر).
المقدم: 4 أشهر، من ضمن ما كان يطرح هل هناك يعني أمور لا يقبلها المنطق ولا يقبلها العقل ولكنها تم التغرير ببعض الشبان في هذه المواقع من بعض مثلاً يقال ليس هناك طريق للجنة سوى المرور عبر هذه الخطة التي توضع للشاب من خلالها.
أبو سعود: نعم هذا هو طبعاً كنت أشاهد أشياء كثيرة ومشاركات لن تدخل الجنة إلا عن هذا الطريق بهذا الطريق طريق الجهاد والقتال والتحريض والتجهيز والدعم إن أردت الجنة فاسلك هذا الطريق.
المقدم: هذا التحريض.
أبو سعود: هذا أقرب طريق إلى دخول الجنة.
المقدم: من يقف خلف هذا التحريض هل تعرفون هؤلاء الأشخاص أم أنها كنية مجهولة؟
أبو سعود: لا ألقاب كلها مجهولة وناس ما نعرفهم يعني.
المقدم: كيف يصدق شاب رمزاً مجهولاً يدعوه ويستدر عواطفه؟ كيف يصدق بعض الشباب هذا برأيك لو سمحت؟
أبو سعود: لأن المشاركات تأتي عن طريق أسماء لبعض المشايخ المعروفين يقولون إن هذا الشيخ الفلاني ذكر الفتوى الفلانية والشيخ الفلاني ذكر الفتوى الفلانية والشيخ ذكر أنه وجوب الذهاب والجهاد في العراق مع المشايخ ومشايخ معروفين.
المقدم: وهل يتم التثبت من هؤلاء الذين نسبت إليهم الفتاوى؟
أبو سعود: لا طبعاً فقط عن طريق الإنترنت كله.
المقدم: د. فايز أود أن أعلق على هذه النقطة الاندفاع خاصة من قبل الشباب في هذا الاتجاه خلف هذه المواقع التي تبث شيئا من تحريض وشيئا من تزوير حتى في المعلومات الدينية. طبيعة تعامل الشباب خاصة في الفئة السنية ما بين 16 - 25 سنة كيف يتعاملون مع هذه المواقع؟
د. فايز: علماء النفس والتربويون يقولون إن هذه السن سن العواطف الجامحة يكون الشاب دائماً لديه حماس وتوقد ويبحث عن غير المألوف لا يريد الخطاب المألوف الذي يسمعه في المسجد أو المنزل أو القناة الرسمية ويبحث عن الخطاب غير المألوف ويتزامن مع هذه الشخصية ظروف ضاغطة وأحداث دولية وأحداث سياسية وما إلى ذلك نجد هناك أشخاصا يستثمرون في هذه المآسي وهذه الصراعات ثم يذكون هذا الصراع ويبحثون عما يسمى بالإعلام البديل هذه الرسائل تسمي الجهاد فريضة والجهاد ذروة سنام الإسلام وقيمة عليا في دين الإسلام وبالتالي عندما يأتي شخص من هذا المدخل هو لا يدخل من باب الباطل وهو لا يقول لك اشرب الخمر أو افعل الفاحشة هو يدخل لك من مدخل الجنة ومدخل المكافئ والإنترنت بوسائل التأثير لإسناد ثقافة الشباب واستخدام الوسائط المتعددة وتأثيرات الصوت واستحضار الكرامات والبشائر والأحاديث الضخمة عما يحصل للمجاهدين في العراق وأفغانستان والشيشان تظهر صور وفي منتهى الوجه النوراني الملائكي طبعاً بإضافات فنية معينة، هذا الشاب القابع في غرفة منزوية مظلمة في بيته لا ينتبه له أحد أو قد يكون معزولا اجتماعياً.
المقدم: هذه ملاحظة مهمة طبعاً نجد بعض مواقع الإنترنت بعض القتلى يضعون عليهم بعض الأمور التي تبيض الوجوه تجعلهم مختلفين في هيئاتهم ويقولون انظر إلى بعض السمات التي يتوقعون أنها بشائر خير مثلاً.
د. فايز: يعني كنا نتحدث في السابق وكثيرون يسألون وما أدراك والآن الأخ أبو سعود تحدث عن تجربة فعلية الحيل الإلكترونية وإعادة إصدار الصور والمنتجات بشكل أكثر إغراء هذه تناسب عقلية الشاب الذي يحب المغامرة ويحب الأشياء المتحدية وأيضاً دائماً الشباب في هذا السن لا يحب السلطة أياً كانت سلطة البيت أو سلطة المدرسة أو سلطة المسجد فيبحث عن هذا الفضاء الذي يفتح له ويعبر عن انفعالاته وبالتالي يجد خطابا صاخبا يتناسب مع شخصيته.
المقدم: دعني أعود إلى أبو سعود لو سمحت يا دكتور أبو سعود الشباب من خلال متابعتك لتلك المواقع هل تلحظ أنهم يتفاعلون مع هذه الدعوة التحريضية يتجاوبون معها أم أن هناك بعض الإحجام.
أبو سعود: لا بالعكس جميع المشاركين والأعضاء ما دخلوا المواقع هذه إلا للتفاعل والحب والفضول مثلما تقول.
المقدم: هناك شباب عاصروا فترة من الفترات تجربة معايشة الفكر المتشدد من خلال الإنترنت بدءاً بالفراغ مروراً بالبحث عن الأخبار وصولاً إلى متابعة بيانات المتشددين مع خلطة من الفراغ والفضول تتشكل أول فصول المأساة بالدخول في المتاهة.
موقوف 1: أبحث عن أخبار حقيقية أمريكا تتكتم على خسائرها في العراق وما تذكر أخبارا حقيقية والإرهاب ما ينقل أخبار عموماً أخبار معينة مغلفة محددة ما أتوسع فيها الإنترنت مجاله مفتوح لأي شخص حتى يريد أن يذكر خبر يذكر الخبر منها هذه بداية اهتمامي بالإنترنت حتى أبحث عن أخبار المجاهدين وأخبار أفغانستان وأخبار العراق هذا من ناحية وبدأت وأبحث عن مواقع التي تحتوي أخبار ومنتديات تتم فيها أخبار.
الفتاة: جبت إنترنت في البيت وأتعرف مثلما قلت ودخلت المنتديات وبدأت مثل كذا وكذا ودخلت عالما جديدا عالما منفتحا. تلقى أشياء أنت ما تعرفها تعرفت على ناس كثير منهم ناس اللهم مثل ناس متحمسين وما هناك شيء جديد فيهم.
موقوف 2: في البداية كان دخولي على الإنترنت على مواقع الإنترنت الجهاد لمتابعة أفلام الجهاد ومن ثم بعدها متابعة تصريحات أمثال أسامة بن لادن وعبدالعزيز المقرن بدأت أتابع تصريحاتهم ويؤكدون وبعض الشبه بدأت أتأثر بها.
موقوف 1: ثم بدأ الإنترنت يتطور إلى مرحلة فكرية متطورة وبدؤوا يتحدثون في الإنترنت في المواقع وكنت في البداية مطلعا اطلع وأقرأ وأشاهد المنتديات. أنا شخصياً أحد الذين تأثروا بالإنترنت، أعتقد كثير جداً ممن يدخلون في الإنترنت مواقع جهادية يتأثرون بها جداً.
موقوف 3: أولاً الإنترنت سبب كنت أولاً أرى المواقع وأتحمس للأمر وعزمت عليه ومشيت وأنا ما أذكرها فقط مواقع كثيرة.
موقوف 1: في وسائل الإعلام ما يقدر ينشر كتب مطبوعة ومجلات مطبوعة الإنترنت ما يوجد هذا ينشر هذا الفكر.
في الإنترنت أفراد عاديون حسب معرفتك الشخصية يكون أشخاص عاديون ما أحد يعرف الشخص المقابل ما يعرف أهو جماعة من خلال تعامل معه هو شخص عادي هو يتعامل معي على أني شخص وأنا أتعامل معه على أنه شخص مناصرين محبين للجهاد يحبون أن ينصروا الجهاد من خلال الإنترنت.
فيبدؤون تكوين علاقة مع بعض في جو آمن نسبياً ما هو مثل الأشخاص الذين يعرفون بعض ما يعرفون بعضا بحيث مثلاً قبض على واحد مثلا فالآخرون ما يضرهم شيء إذا عرف شخص الآخرين ما يعرفون فيكون الجو آمنا نسبياً لهم فتتكون علاقات بهذه الطريقة يبدأ كل شخص عنده خبرة أو عنده مجال يجيده يبدأ في هذا المجال يعمل في عمل المجلة.
المقدم: استمعنا إلى تجارب تحدث عنها أصحابها سنناقشها ونتحدث عنها بإسهاب ودور استغلال العاطفة والفراغ وأيضاً الكثير من العوامل تحدث عنها هؤلاء الذين عاشوا التجربة ولكن سنتحدث الآن مع الوالد عبدالله البليهد وهو والد أحد الموقوفين في العراق.
أستاذ عبدالله عشت 7 سنوات من التجربة المريرة من الألم من المعاناة نود أن تحدثنا عن هذه التجربة كوالد وتنقل تجربتك أيضاً إلى أولياء الأمور تجاه ما هو مطلوب حيال أبنائهم والانتباه لهم.
عبدالله البليهد: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله أرحب بكم ألادي وإخواني. التجربة التي عشتها أنا والمأساة التي أعيشها الآن يا أخي عبدالرحمن هي قبل الإنترنت يعني كان لقاء مباشرا ولكن ولدي ثامر لما ذهب إلى العراق ما كنا نلحظ عليه في السابق أي شيء يعني خلال (10-15 يوما) انقلب الولد.
المقدم: أليس هناك أي عزلة في تصرفاته أو في سلوكياته؟
عبدالله البليهيد: في السابق أبداً كان ممتازا وكان اجتماعيا بدأ ينعزل إلى أناس مخصصين وكان يدعي أنه معهم في الصلاة ويروحون في مسجد واحد وهكذا.
المقدم: تعرف الأشخاص الذين كانوا معه.
عبدالله البليهد: قد يأتي أناس من الخارج من خارج منطقتنا منطقة بعيدة عن حفر الباطن في عام 1424هـ في يوم 14 رمضان عادة أنا عندما أذهب للمسجد آخذ أولادي معي قلت لثامر ليش اليوم معند وين وين قال اليوم تبي تعذرني أنا ابي أصلي في مسجد قلت المهم إن شاء الله فطورنا سوا وقال إن شاء الله. طلعنا فوالدته لاحظت شيئا آخر وبعد ما جيت من الصلاة بلغتني وقالت يا عبدالله ثامر وينه قلت ثامر في المسجد يصلي قالت صلى معك في المسجد قلت لها صلى في مسجد ثاني اللي هناك قالت الولد ما هو طبيعي يعني ملابسه اللي معدة له يلبسها بعد الوضوء ما لبسها لا زالت باقية وكان عليه ارتباك وحاولت أبحث عنه ويعني مصدق وغير مصدق ولم نكن نتوقع أن هناك أمرا أو أنه هناك شيء مبيت للذهاب إلى العراق أبداً.
رحنا أفطرنا وبكرة السبت وانتظرنا اولد انه يجيء الساعة 3 بعد صلاة العصر فوجئنا باتصال من فاعل خير يقول أنا فاعل خير يكلم أمه ما كلمني أنا قال أنا فاعل خير وأبشرك ثامر، قالت ثامر صار له شيء؟ قال: لا أبشرك اجتاز الحدود إلى العراق وإنه مجاهد. فأنا كنت غافيا نائما والأم طايحة علي.
المقدم: الاتصال جاء من داخل المملكة أم خارجها؟
عبدالله البليهد: من داخل المملكة نعم من كبينة فهل الذي كانوا مرتبا له العملية كان موجودا بينهم وانه تجدوا سيارته على طريق الشمال وتجدوا جواله. فعلا رحت أنا وأخوه وجدنا السيارة ووجدنا الجوال وبعدها بت (10 أيام) يوم 28 رمضان وردني اتصال منه بالليل بعد صلاة التراويح السلام عليكم وعليكم السلام أنا ثامر آه ولدي ثامر وين أنت قال يا يبه جميع ما ذهبت إليه غير صحيح وجميع ما شفته بعيني غير صحيح.
المقدم: ولم يكن هناك جهاد.
عبدالله البليهد: لم يكن أي شيء وبيقول نباع ونشتري كالبهائم ويقول ندخل هنا ليلة ويشيلونا ثاني ويدخلوننا في مكان آخر ويشيلونا ونباع من ناس إلى ناس ومن شلة لأخرى ومن منظمة إلى منظمة.
المقدم: أبو ثامر ربما البعض يسمع في فترة من الفترات أنه الشباب السعوديون يساقون كالبهائم في مناطق الصراع وربما لا يصدقون الآن أنت أحد الشهود على هذه الحادثة.
عبدالله البليهد: أنا ابني بيع بـ250 دولارا وبعد 10 أيام من ذهابه اتصل قال أنا راجع بكرة قلت له ارجع قلت مين يجيبك قلت أجي قلت أحاول أرتب لك بالمجيء أو أي شيء قال أبدا قال أنا أحد الإخوان سيوصلني إلى الحدود وأسلم نفسي إلى الحدود قلت بركة فمن حرة لوعتي كوالد بلغت أمه وقلت لها الولد اتصل علي وإن شاء الله بكرة جاي فتصور الفرحة اللي نعيشها بقدومه بعد ما تبلغنا وأخذت فطور معي ورحت 50 كيلومترا عن حفر الباطن بانتظاره وأنا عارف ما راح يجي ولكن.. وقبل الفطور بنصف ساعة عاد اتصل علي وقال يا والدي ترى أنا الآن أنظر إلى الحدود قلت طيب ادخل قال لا أبغى حتى يجين بالليل وأسلم نفسي قلت أي إنسان أي مواطن أي عسكري تجده وتشوفه في الحدود سلم نفسك له وأنت في أمان قال إن شاء الله إن شاء الله وسكر الخط أفطرت واتصلت عليه على الجوال ما أحد يرد بعد نصف ساعة بعد ساعة قال لي الرجل اللي أنا وجهت ابنكم قلت أن بدي أفطر وياك سوا وأفطرت أنا وياه وقال وأنت وش عندك مشكلة قلت أنا ما عندي شيء.
وأنت على أمل انتظار الابن؟
انتظر والله ياجماعة الخير كل ما أقبل زول أقول هذا داهو وأنا داخلياً أعرف ما راح يجي بالطريقة البسيطة لأن بس لكنه فرجعت الساعة 11 أو 12 البيت وين الولد والله ما جاء تصوروا الصدمة وين قلت والله يا عيالي ما أدري اتصل علي وقال شوف الحدود أمامي وانقطعت الأخبار بيني وبينه.