Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/07/2008 G Issue 13061
الاربعاء 28 جمادىالآخرة 1429   العدد  13061
أكد وجود خطط تكفل السيطرة على التضخم.. خادم الحرمين الشريفين لصحيفة السياسة الكويتية:
أطمئن الجميع.. هنالك حلول ملائمة لقضية غلاء أسعار بعض المواد الغذائية.. وسنستغل الوفرة المالية للقضاء على التضخم

جدة - واس

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن عجلة النمو في المملكة العربية السعودية سريعة، ولكن سرعتها مقصودة لأن الهدف دائماً وأبداً هو أن يتحدث المواطنون عما أفاء الله تعالى به عليهم من الخير، مشيراً حفظه الله إلى أن نعم الله على بلد الحرمين الشريفين كثيرة ومن المهم أن يتفاعل المواطنون مع هذا النمو ويكونوا هم صنّاعه وجنوده ورجاله، فالنمو العمراني والاقتصادي يصبح سراباً ما لم يوازه نمو بشري وإنساني وفكري. وطمأن خادم الحرمين الشريفين الجميع بأن قضية غلاء أسعار بعض المواد الغذائية التي يعانيها العالم بأسره وانعكست بالتبعية على المملكة يوجد لها حلول ملائمة لدى المسؤولين في الدولة من خلال الأموال السيادية، خصوصاً المواد الغذائية الأولية، كما أن هناك خططاً تكفل السيطرة على التضخم الذي يتحدث البعض عنه، وذلك باستغلال الوفرة المالية التي تتمتع بها المملكة في موضعها الصحيح المحدد له سلفاً، بمرئيات واعية قوامها رفاهية المواطن السعودي والحفاظ على مدخراته السيادية.

وقال الملك المفدى إن المملكة أوضحت خلال اجتماع جدة للطاقة الذي عقد مؤخراً موقفها المناوئ للارتفاع المطرد في أسعار النفط، كما أكدت مجدداً أن سياستها منذ قيام منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) تقوم على تبني سعر عادل للبترول لا يضر المنتجين والمستهلكين، حرصاً منها على مصالح العالم أسوة بحرصها على مصالحها الوطنية، مؤكداً - رعاه الله - أنه يتطلب من الدول المنتجة والمستهلكة معاً أن تكشف الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الأسعار للتعامل معها بكل وضوح وشفافية حتى لا يؤخذ البريء بجريرة المسيء. جاء ذلك في حديث أدلى به خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - لصحيفة (السياسة) الكويتية أجراه رئيس تحريرها أحمد الجارالله نشرته في عددها الصادر اليوم. وفيما يلي النص الكامل للحديث:

سؤال: سيدي خادم الحرمين الشريفين: دعني في البداية أسألك كيف سارت أعمال مؤتمر جدة الذي جمع أخيراً ممثلي الدول المنتجة والمستهلكة للنفط ووجهتم خلاله كلمة شفافة وضعت النقاط على الحروف وحددت مواطن الخلل التي تؤدي إلى الارتفاع المستمر في أسعار النفط؟

جواب: لقد أوضحنا خلال هذا المؤتمر موقفنا المناوئ لهذا الارتفاع المطرد في أسعار النفط، كما أكدنا مجددا على أن سياسة المملكة منذ قيام منظمة (الأوبك) تقوم على تبني سعر عادل للبترول لا يضر المنتجين والمستهلكين، حرصاً منا على مصالح العالم أسوة بحرصنا على مصالحنا الوطنية. فنحن ليس لنا شأن في ارتفاع أسعار النفط الحالية، والعلة تكمن في عوامل أخرى لا نفتأ نذكرها منها: عبث المضاربين بالسوق في سبيل مصالح تهمهم وزيادة الاستهلاك في عدد من الاقتصاديات الواعدة، وكذلك الضرائب المتزايدة على البترول في عدد من الدول المستهلكة، الأمر الذي يحتم على الأخيرة أن تخفض ضرائبها على النفط المصنع فيها إذا ما ارتأت حقاً المساهمة في تخفيف العبء على المستهلك.

ولكن رغم هذه العوامل التي أشرت إليها، ورغم التزام (أوبك) بتلبية الطلب المتزايد على النفط وعدم فرضها تسعيرة محددة منذ مدة طويلة تاركة الأمر للسوق، إلا أنه لا يزال هناك من يشير بأصابع الاتهام إلى (أوبك) وحدها، وهذا يتطلب من الدول المنتجة والمستهلكة معاً أن تكشف الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الأسعار للتعامل معها بكل وضوح وشفافية، حتى لا يؤخذ البريء بجريرة المسيء، فمن يدعي أن زيادة الإنتاج ستخفف من وطأة المضاربات الحاصلة في السوق مخطئ وذلك لأن هناك مرئيات كثيرة لدى هؤلاء المضاربين يعتقدون معها أن أسعار النفط ستظل عالية، وهذه المرئيات لا شأن لنا بها - كدول منتجة - فنحن نعرض بضاعتنا في السوق الدولي وفقا للأسعار المتحققة سواء كانت تلك الأسعار عالية أو منخفضة.

وقد علمت أن هناك توجها لدى دول عديدة من الدول المستهلكة لتخفيف حدة تلك المضاربات في السوق، ولكن - كما قلت - هذا ليس شأننا، فالعالم يشهد نمواً هائلاً والنفط عصب هذا النمو والحاجة إليه تزداد. في السابق عندما كانت (أوبك) تحدد سعر النفط اعترضت الدول المستهلكة على ذلك، وطلبت إخضاع السعر للعرض والطلب، فاستجابت المنظمة والآن يصب البعض جام غضبه عليها محملا إياها مسؤولية ارتفاع السعر.. هذا ليس عدلاً. ومع هذا ومن واقع قراءات لتقارير الخبراء أقول إن السعر الحالي للبترول يعد رخيصا إذا ما قورن بأسعار البدائل الأخرى للطاقة التي تشهد أيضاً ارتفاعا متزايدا، بفعل تزايد الطلب عليها أو كلفة إنتاجها، نتيجة تنامي معدلات النمو الاقتصادي في العالم.

كما أن تقارير الخبراء تشير في الوقت ذاته إلى أنه مع تزايد معدلات النمو سيزداد الطلب على النفط مستقبلاً باعتباره عصب الحياة، والحمد لله تعالى، منطقتنا تنعم باحتياطي نفطي كبير يلبي هذا الطلب مستقبلاً وهذا هو الأهم. نعم.. قد يختلف البعض معنا في طروحاتنا ولكننا لسنا معنيين بهذا، فنحن كنا ولا نزال صريحين وشفافين في مرئياتنا لضبط السوق العالمي، ونأمل من الآخرين أن يجدوا الوسائل التي تخفف عن شعوبهم كاهل الحاجة إلى مثل هذه الطاقة الحيوية. وفي هذا الشأن وإيمانا من المملكة بأهمية التعاون الدولي في شؤون الطاقة وإدراكها ضرورة مساعدة الشعوب الفقيرة التي تعاني ارتفاع أسعار النفط، فقد أعلنت في مؤتمر جدة عن إطلاق مبادرة الطاقة من أجل الفقراء وذلك لكي نُمكن الدول النامية من مواجهة تكاليف الطاقة المتزايدة، كما دعوت المجلس الوزاري لصندوق (أوبك) للتنمية الدولية للنظر في إقرار برنامج مواز لبرنامج الطاقة من أجل الفقراء بصفة مستمرة، وأن يخصص لهذا البرنامج بليون دولار أميركي.

وفي النهاية أعتقد أنه بتضافر جهود الإدارات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى المتقدمة في العالم سنجتاز بإذن الله تعالى أزمات كثيرة في هذا الشأن، وعلى الدول المستهلكة أن تتكيف مع أسعار وأدوات السوق وأن تعالج أمورها بمنطق عادل.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: مشروعات التنمية الضخمة في المملكة أصبحت حديث الأوساط الاقتصادية الدولية.. إلى أين المسير؟

جواب: مع الوفرة المالية التي أفاء الله سبحانه وتعالى بها على المملكة، علينا أن نكسب الوقت حتى ولو تطلب الأمر أن نقفز من حاجزه بزيادة الإنفاق والكلفة على المشروعات التي تعود بالخير الوفير على أبناء شعبنا من جيل المملكة الحالي والأجيال المقبلة، نريد أن يتمتع السعوديون من جيلنا الحالي بمظاهر النمو في بلدهم، وأن يورثوا هذه المشروعات لأجيالهم المقبلة لينعموا بها وبخيراتها. أوافقك أخ أحمد أن عجلة النمو في المملكة سريعة، ولكن سرعتها مقصودة، لأن هدفنا دائما وأبدا أن نرى بلدنا يتحدث مواطنوه عما أفاء الله تعالى به عليه من الخير، فنعم الله على بلد الحرمين الشريفين كثيرة، ويهمنا كثيرا في الوقت ذاته أن يتفاعل الإنسان السعودي مع هذا النمو ويكونوا هم صناعه وجنوده ورجاله، فالنمو العمراني والاقتصادي يصبح سرابا ما لم يوازه نمو بشري وإنساني وفكري. والحمد لله تعالى، الفرص كثيرة ومتاحة ومرئيات المستقبل واضحة بالنسبة لنا، وقد تحدث أخطاء لكنها أخطاء العاملين، فالذين يعملون هم الذين يخطئون، ولكن كل شيء مسيطر عليه ويمضي إلى مستقره، وهناك وسائل موضوعة لمعالجة أي خطأ حال حدوثه. اليوم، توجد وفرة في الصناعة، وهناك مدن صناعية واقتصادية شيدت وأخرى في طور الإنجاز، لدينا تشجيع كبير لحركة النمو، الكل يعمل بجد ويجني ثمار عمله، والهدف واحد وهو نهضة المملكة العربية السعودية في شتى المجالات، المهم أن يعمل الجميع فالفرص تصبح سراباً إذا لم نتجاوب معها بالعمل لاستغلالها.

وأود هنا أن أطمئن الجميع بأن قضية غلاء أسعار بعض المواد الغذائية التي يعانيها العالم بأسره وانعكست بالتبعية على المملكة، هناك حلول ملائمة لها لدى المسؤولين في الدولة من خلال الأموال السيادية، خصوصا المواد الغذائية الأولية، كما أن هناك خططا تكفل السيطرة على التضخم الذي يتحدث البعض عنه، وذلك باستغلال الوفرة المالية التي تتمتع بها المملكة في موضعها الصحيح المحدد له سلفاً بمرئيات واعية قوامها رفاهية المواطن السعودي والحفاظ على مدخراته السيادية.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: في ظل الوفرة المالية التي تسود دول مجلس التعاون الخليجي، هل يريحك التعاون الاقتصادي القائم بين دول المجلس؟

جواب: يصفنا إخواننا في دول المجلس بالشقيقة الكبرى، وهذا يجعلنا في المملكة حريصين تمام الحرص على مواصلة دورنا في طرح كل ما من شأنه زيادة عرى التعاون والتلاحم بين دولنا، فهناك تعاون اقتصادي قائم بين الشقيقات الست في المجلس، إلا أننا ندفع دوماً بأن تكون وتيرة هذا التعاون أسرع وأفضل، ونتطلع إلى ذلك اليوم الذي نرى فيه حلم شعوبنا في الترابط الاقتصادي قد تحقق على أرض الواقع وأعطى أكله. فالمنطقة كلها تنعم اليوم بوفرة مالية يتعامل معها البعض بتوجه اقتصادي جيد يخدم مستقبل الأجيال المقبلة، ونحن في المملكة - كما قلت لك - يأخذ النمو لدينا شكلاً سريعاً في أدائه، وهذا ما أردناه ليتمتع شعبنا بمظاهر التقدم والازدهار والرخاء في مختلف المجالات ويخلف لجيله المقبل ما زرع له. المملكة ليست - والحمد لله تعالى - بحاجة إلى أية أموال من تلك الفوائض في دول الخليج، بل بالعكس السعودية تزيد ولا تنقص من رخاء أشقائها، وكل ما نتوخاه أن نكون جميعا واعين لأي مخاطر تحيط بنا.

لقد كان ألمنا كبيراً جداً عندما تعرضت الشقيقة الكويت لتلك الكارثة في عام 1990م، ولم يهدأ لنا بال إلا عندما رجعت الكويت لأهلها، واسترد شعبها أرضه، ولا نريد لأي دولة في مجلس التعاون أن تتعرض لمثل هذه الكارثة، وهذا مسار سرنا عليه منذ أن ولدت الدولة السعودية، نريد أن يبقى أشقاؤنا في حرز بعيدين عن المخاطر والكوارث كتلك التي حلت بالكويت، وهي مخاطر جاءت من العراق حينها، ولا نريد لها أن تأتي من أي جهات أخرى في وقتنا الحالي.

أمامنا الآن ما يجب أن نحصن أنفسنا منه.. من كل من لا يريد الخير لهذا الإقليم أو هذه المنطقة، وأن نكون على وعي تام بهذه المخاطر قبل حدوثها. علاقاتنا مع دول المجلس بلا استثناء - كما تعرف - على أحسن ما يرام، ونسعد كثيراً عند نبذ أي اختلافات أو خلاف في الرأي بين أحد منهم، ونكون أكثر الناس راحة حينما تنتهي بعض الاختلافات أو خلاف في وجهات النظر بيننا وبين إحدى دول المجلس بالود والعلاقة الجيدة كوننا نعتبر أي قضية محل نقاش مع أشقائنا وأن يكون الأمر مجرد اختلاف في وجهات النظر لا خلافا يخلق حالة جفاء.

وفي كثير من المواقف أتت المملكة على نفسها، ولا نستاء من ذلك بل يتسع صدرنا لمثل هذا الأمر ما دمنا نثري لغة التناصح فيما بين دولنا، وتبقى هي اللغة السائدة والمقبولة والمفهومة بيننا لدرء أي شر يراد بنا، خصوصاً أن شعوب المنطقة ذات وضع اجتماعي متقارب يحتم علينا كشقيقة كبرى أن نعمل على زيادة التلاحم مع بعضها البعض سواء كان تلاحما اجتماعياً أو اقتصادياً أو ثقافياً.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: أسمع وأنا دائم التردد على بلدكم وشعبكم الطيب حديث مواطنيكم عن مرئياتكم للمستقبل التي تهدف إلى إصلاح اجتماعي ينسجم مع لغة العصر..؟

جواب: التقدم الاجتماعي الذي لا يخرج من رحم خصوصيات الشعوب لا جدوى منه، ولذلك نحن ماضون في هذا التقدم ولكن وفق ما ينسجم مع تقاليد وعادات وموروث المواطن السعودي وأولاً وأخيراً عقيدتنا الإسلامية الغراء التي بها نقتدي وعليها نسير ونهتدي. العقيدة الإسلامية دين ودنيا ولندعو لها بالحسنى ونطبقها بالسماحة التي أمرنا بها دستورنا الإلهي القرآن الكريم. هناك من يتحدث أيضاً عن مسار العمل السياسي، وأنا أعتقد أن العدل إذا ساد فإن الحكم حينها يكون صحيحاً ومريحاً للناس، خصوصاً وأنت أمام خصوصية يجب أن تراعيها لشعبك، فالقوة ليست في ترهيب الناس أو تخويفهم، بل في العدل والإنصاف بينهم، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على تسيير أمور بلدنا وفق هذا المستقر، فالناس - كما قلت - تتلاحم مع قياداتها وحكامها عندما ترى الأمن مستتبا والعدل هو السائد بينهم، أما اللغو فيذهب جفاء لأنه لا ينفع الناس.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: ما مرئيات المستقبل السياسية لشعوب هذه المنطقة أمام الوفرة المالية التي تتمتع بها الآن؟ .

جواب: شعوب الخليج والمملكة على وجه الخصوص لا تريد أن تتكرر الكارثة التي تعرضت لها الكويت في سنوات مضت، كما أننا لن نسمح لأصحاب المرئيات الطائفية بأن يروجوا بضاعتهم الفاسدة بين شعوب المنطقة التي تمقت هذا الطرح البغيض وتعي خطورته وحتى تأنف سماعه، وستقف هذه الشعوب - بعون الله تعالى - سداً منيعاً أمام أي أناس لا يريدون الخير للمنطقة وشعوبها عبر إثارتهم النعرات الطائفية أو ما شابه ذلك من أمور دخيلة على مجتمعاتنا، وأعتقد أننا في طريقنا نحو إحقاق الحق بهزيمة هذه الطروحات والمرئيات غير السوية، ولا سيما أن الوفرة المالية التي أنعم الله تعالى بها على شعوبنا يمكن توظيف بعضها في التصدي لأي صعوبات أو دعاوى أو أيديولوجيات غير سوية، وكما ذكرت لك أن العدل بين الناس هو المسار الذي نسير عليه ونشدد على التمسك به في حكمنا وهو الكفيل - بإذن الله تعالى - بإجهاض أي أيديولوجيات عقيمة.. الجدل الذي لا ينفع الناس بلاغة كلامية بلا مضمون، ويذهب جفاء ولا يمكث في الأرض.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: ما الذي تطلبه من شعوب ودول المنطقة وأنت تحكم بلد الشقيقة الكبرى السعودية، وكذلك من شعبكم الطيب؟

جواب: المملكة - بعون الله تعالى - ستبقى شقيقة كبرى لشقيقاتها من دول المجلس، أمينة على رسالتها في تعزيز علاقات شعوب المنطقة نحو مزيد من التقدم والازدهار، وستستمر في سعيها الدؤوب إلى تحصين شعبها وأشقائها من أي تدخلات أو دعاوى سياسية بعيدة عن خصوصياتها ومرئياتها التي وفرت لها الأمن والاستقرار.

أما من حيث الشق الثاني في سؤالك فأنا أسعد الناس بالمشاعر الطيبة التي يبديها لي شعبي الوفي في أي محفل أو مناسبة أو لقاء أخوي معهم، وهذا الود والمحبة السائدان بين الحاكم والمحكوم في المملكة ليس وليد اليوم، بل ولد مع ميلاد الدولة السعودية، وأسأل الله تعالى أن يوفقني في حمل هذه الرسالة الخيرة في خدمة أرض الرسالة وشعبها الوفي، الذي تعهدت أمامه عندما توليت الحكم وكذلك في كل خطاباتي أن أعمل لإسعاده ورفاهيته وتأمين أمنه وسلامته، وها هي المملكة تنعم والحمد لله تعالى بالاستقرار والطمأنينة، وذلك نتيجة التعاون الدائم بين أبناء شعبنا والأجهزة الأمنية، والذي كان له بالغ الأثر في ملاحقة الفرق الضالة ووأد مخططاتها الإرهابية حتى اضمحل نشاطها، والعملية الأخيرة التي أوقع فيها رجال الأمن بعدد من الإرهابيين قبل أن ينفذوا مآربهم التخريبية أبلغ دليل على أن بلادنا محصنة والحمد لله تعالى، خصوصاً أن هذه الضبطية جاءت بعد ما يناهز الأعوام الثلاثة من تلك الأعمال الإرهابية التي شهدتها المملكة التي انتهت كلها إلى الفشل، أي أن هذه الفترات المتباعدة بين كل عملية وأخرى تؤكد أن هذه الفرق الضالة إلى الزوال بعد أن تصدى لها الشعب السعودي بأسره بتعاونه الدائم مع رجال الأمن في الكشف عن هوية وأوكار هؤلاء المغرر بعقولهم. وأؤكد لك أخ أحمد مجددا أن المنطقة يعمها والحمد لله تعالى وعي فكري كبير رافضاً لتلك الأفكار والأيدلوجيات التكفيرية أو أي محاولة لإذكاء الفتن الطائفية التي هي في الأساس إلى غروب.. إن الله لحامٍ رسالته.

سؤال: سيدي خادم الحرمين الشريفين: شعب لبنان وجد فيكم (خشبة الإنقاذ) من الذي حل به.. فهل نطمئن اللبنانيين أنهم آمنون في وطنهم؟

جواب: تأكد أن الفعل والفكر الخير هو الذي سيسود ساعة غروب الذين أرادوا الشر للبنان والمنطقة، وربما للإقليم بأسره.. ساعة غروبهم تدنوا وإني والله أرى أنه لا يمكن أن يخسر الفعل الخير أمام فعل الشر، وإن بانت مظاهر هذا الشر لبعض الوقت.. لبنان في طريقه إلى التمتع بما أراده له الخيرون.. وسيهزم الذين أرادوا له الشر، ونحن لا نريد للبنان وأهله سوى أن يعيش سيرته الأولى متوافقاً مع بعضه مستقلا مستقراً.. لا نريد أن يكون ساحة لصراع الكبار أو يكون منفذا لتصدير عبث العابثين ممن لا يريدون لهذا الإقليم وهذه المنطقة أن تنعم بالأمن والأمان وأن تسير في تقدمها ونموها الاقتصادي وحراكها السياسي التفاهمي الذي يستمد جذوره من موروث هذه المنطقة التي عرفها العالم بأنها منطقة السلام ومهبط الرسالات.

سؤال: سيدي خادم الحرمين الشريفين: ما مرئياتكم لقادم الأيام؟

جواب: نحن نحاول اختصار الزمن، فالوقت لا يرحم.. نريد أن تسبق أعمالنا أقلامنا، وسنكون أسعد الناس ونحن نرى ما وعدنا به قد أنجزناه، ويعلم الله تعالى كم كنت سعيداً وأنا افتتح تلك المشروعات الضخمة في المنطقة الشرقية، وهي مشروعات منتجة وليست رعوية.. مشروعات لمصانع كيماوية وصناعات هائلة ستنضم إلى منظومة المشروعات القائمة لتصبح مكملة لها، وذات مردود ربحي عال للدولة والمواطن السعودي. العام الماضي شهد تحقيق أحد أحلامنا في المملكة بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي سيتخرج منها العلماء في مختلف المجالات المعرفية والتقنية والطبية والإنسانية العالية وجميعها تعود بالخير على وطنهم وأمتهم. وأخيرا أطمئن الجميع أن مرئياتنا للمستقبل محاطة بفكر متقدم غايته أن نستفيد من تلك الفوائض النقدية وتوظيفها في وجهتها الصحيحة التي تضمن إسعاد شعبنا ورخاء واستقرار بلادنا التي أكرمها المولى عز وجل بسدانة الحرمين.. وللبيت رب يحميه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد