يوافق السادس والعشرون من شهر جمادى الآخرة لعام 1429هـ ذكرى مرور ثلاثة أعوام على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لمقاليد الحكم، حيث حافظت المملكة بقيادته على نهج الملك المؤسِّس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله،،

التمسُّك بالأسس الدينية والقيم الاجتماعية. فقد شهدت المملكة في عهده إنجازات قياسية مقارنة بالفترة الزمنية، حيث تحقّقت العديد من الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والعمرانية، كان لها مردود إيجابي كبير على واقع ومستقبل الوطن والمواطن.

وكان من أولويات خادم الحرمين الشريفين تلمُّس احتياجات المواطنين وتفقُّد أحوالهم عن كثب والسعي لتحسين مستواهم المعيشي، حيث أمر بزيادة الرواتب لجميع فئات المواطنين وزيادة المخصصات لقطاعات الضمان الاجتماعي وصندوق التنمية العقاري وصندوق التنمية الصناعي وبنك التسليف إلى إنشاء مصرف الإنماء. وامتد اهتمامته إلى تطوير مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي لمساعدة ذوي الدخل المحدود للنهوض ورفع المستوى التعليمي والمهني ليصبحوا قادرين وفعالين في المجتمع، كما أرسى قواعد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لتلمس جوانب الحق للمواطنين ومعرفة النواقص لمساعدتهم في إيجاد الحلول المناسبة ولتحقيق العدل وردع الظلم، كما تبنّى فكرة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ليجسِّد معنى الشفافية والمكاشفة البنّاءة التي عبّر عنها في عدّة مناسبات لترسيخ أسلوب التعامل والحوار ليصبح عادة للمجتمع وأسلوباً متبعاً في التعامل.

ومن الإنجازات الاقتصادية التي تمّت في عهده انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، والبدء في بناء المدن الاقتصادية في رابغ وحائل وجازان والمدينة المعرفية في المدينة المنورة لجذب القدر الأكبر من الاستثمارات الإقليمية والعالمية وتوفير المناخ الاقتصادي المستقر، إضافة إلى إنشاء المركز المالي في الرياض الذي يضع المملكة في المجال التنافسي العالمي بين المؤسسات المالية والاقتصادية.

أمّا في مجال النقل، فقد شهد عهده أكبر مشروع للسكك الحديدية في العالم وسيبلغ طوله عند اكتماله حوالي 2400 كيلومتر وبتكلفة إجمالية 20 مليار ريال ويربط مناطق المملكة، وتوسعة المسعى لاستيعاب أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين وتشييد جسر الجمرات على فترات وفي فترة زمنية قصيرة بتكلفة أكثر من أربعة مليارات ريال.

وتوالت إنجازاته لتمتد إلى الخدمات الصحية لتوفير الخدمات الطبية للمواطنين والمقيمين، حيث بدأت وزارة الصحة على مستوى المملكة بتطبيق الخطة الإستراتيجية لإنشاء مستشفيات مرجعية تعرف بمستشفيات الحزام الصحي يتراوح سعتها حسب التجمُّعات السكانية لكل منطقة بهدف تقديم الخدمات العلاجية اللازمة. وامتدت اهتماماته إلى تدشين العديد من المستشفيات والمراكز الصحية ومبانٍ للطوارئ والعيادات الخارجية تم تصميمها وفق معايير هندسية تتلاءم مع المتطلبات الطبية، كما وضع حجر الأساس لمدن طبية في أنحاء المملكة.

وبتوجيهاته عكفت وزارة التربية والتعليم على بناء العديد من المدارس للبنين والبنات في جميع مناطق المملكة لتكون ملائمة وفق المعايير البيئية التربوية وتعتمد على تصاميم هندسية تتناسب مع المتطلبات العصرية، مع توفير الإمكانيات اللازمة من الوسائل التعليمية، كما تم التوجيه بتطوير المناهج الدراسية لجميع المراحل.

وفي مجال التعليم العالي وضع حجر الأساس ل(جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية) لتكون على مستوى العالم ولإقامة مجتمع بحثي يرتكز على نشر المعرفة في المجالات العلمية وغيرها للارتقاء بحياة الإنسان إلى الأفضل. وواصل جهوده لإعادة هيكلية التعليم العالي من الناحية الأكاديمية ولرفع جودة البحوث العلمية، والبدء في تنفيذ برامج مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم وفتح مجال الابتعاث من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين والحرص على إدخال التعاملات الإلكترونية في الملحقيات الثقافية وللطلبة المبتعثين. وتم التوجيه بفتح العديد من الجامعات الجديدة ووضع حجر الأساس لبعضها واعتماد مبالغ كبيرة لتشييدها في مناطق المملكة.

إنّ خادم الحرمين الشريفين يسعى إلى الارتقاء بحياة الأفراد من بوابة المعرفة التي أصبحت تشكِّل المحرك لدعم عجلة النهضة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها، لكي تتبوأ المملكة مكانة علمية ومعرفية على مستوى العالم. ولتتواكب مع تطلُّعات ورؤى خادم الحرمين الشريفين ولتكتمل المنظومة التي تبنّاها في عهده العصر الرقمي، فإنّ جميع هذه المنشآت التي تم إنجازها أو الجاري العمل بها من المؤمل أن تعتمد على شبكات الألياف الضوئية لتكون الأسس الرقمية للفصول الدراسية الذكية في المدارس والجامعات والمستشفيات ولإقرار التعاملات الإلكترونية في جميع التعاملات ولتوفير المنازل بالتقنيات الرقمية بربطها بشبكات الاتصالات الداخلية والخارجية، إضافة إلى الشبكات اللاسلكية المتصلة بالأقمار الصناعية للتأكد على تدفُّق المعلومات بسرعة فائقة لتلبِّي احتياجات المجتمع.