كتب - عيسى الحكمي
إذا كان منصور بن سعود يصف ماجد بالفذ، ويسميه محمد بن منصور بالظاهرة، ورئيس النصر فيصل بن عبدالرحمن يعتبره المميز، فإن الأمير طلال بن بدر عضو مجلس هيئة أعضاء شرف النصر يصفه (بالتحفة) الثمينة التي تبقى دائماً محل اهتمام الجميع.
عن ماجد يقول الأمير طلال: ماجد نموذج للرياضي المتكامل، يعرفه الجميع بأنه النجم الأول، وأصفه شخصياً بالتحفة الثمينة التي لا تتغير قيمتها بتغير الزمن. ماجد قبل الاعتزال هو ماجد بعده، إنه ثابت لا يتغير في وقت كل شيء في الرياضة يتغير.
وزاد: يتيح لك ماجد أن تتحدث عن كل شيء، عن الكرة هو هدافها ونجمها الأول، عن الروح العالية هو نموذجها الحقيقي داخل وخارج الملعب، عن القدوة هو مضرب المثل والنجم الذي يقارن به النجوم، عن العمل الإداري هو فكر ناضج يجمع التجربة والخبرة والنجاح.
وعن المراحل التي عاشها عن قرب مع ماجد قال: معرفتي بماجد ليست وليدة موقف، من بدايات ماجد وأنا أعرفه صديقاً وأخاً عزيزاً، وعندما عملت في نادي النصر كان مثالاً في كل شيء، وحين كان لاعباً كان فريقاً بأكمله، الخصوم يضعون له ألف حساب بمفرده قبل الفريق المقابل، لم يخذلني ماجد أبداً، كان عند حُسن ظن بلده وناديه ومحبيه.
ويضيف: أعتقد أن حفظ تاريخ ماجد بطريقة مناسبة عمل لا بد أن يتم، ماجد ليس مِلكاً لنفسه، ماجد ثروة رياضية كبيرة، قدمت أجمل ما تملك، وحان الوقت لتتعلم الأجيال منه شيئاً مما حباه الله به.
ويؤكد الأمير طلال أن ماجد مضرب المثل دائماً بقوله: عندما كنا نتأهب للسفر إلى مونديال كأس العالم كان ماجد المشرف على الفريق، لكنه رفض المغادرة وفضل البقاء مع الفريق الشاب واللاعبين المستبعدين من السفر حتى يستمر العمل والعطاء، موقف كبير يدل على بُعد إداري قلما تجده في زمن عاصف بالأضواء والشهرة.
ورغم الشهرة الكبيرة التي حظي بها ماجد إلا أنه حسب الأمير طلال لم يتغير.. (لا أعتقد أن لاعباً حظي بمثل ما حظي ماجد من شهرة داخلية وخارجية، مع وضد، ومع ذلك بقي ثابتاً حتى اعتزل، يسجل الأهداف ويزرع الفرحة ويغادر بصمت، تلك ميزة لا يتوافر مثلها إلا في المبدعين وماجد أحدهم).
ويقول الأمير طلال: في بطولة الكؤوس الآسيوية عام 1998 أحضر النصر البلغاري سويتشكوف والمهاجم محمد العنزي، ومع ذلك كان الجمهور لا ينظر إلا لماجد. أتذكر في المرحلة الإعدادية الأخيرة بدأ ماجد يدخل التشكيلة فكانت مدرجات ملعب الأمير عبدالرحمن بن سعود تكتظ بالجماهير التي تأتي لتتأكد من مشاركته، وعندما شارك في النهائيات وضع بصمة مؤثرة في نصف النهائي بهدف نقل الفريق إلى المباراة النهائية ومن ثم تحقيق اللقب بهدف النجم البلغاري ويومها حمل الجميع ماجد على الأعناق.
وعن المواقف لسموه مع ماجد قال: لا يمكن حصر المواقف في موقف أو اثنين، لكن دعني أقول إن جميعها كان جميلاً عدا موقفين عندما أُصيب أمام الهلال في حادثة بلع اللسان، وعندما أعلن الاعتزال، كان موقفاً صعبا.. فالأول شكّل خطراً على حياته، والثاني كان قراراً بنهاية المتعة.
ودعا الأمير طلال في نهاية حديثه جمهور المتعة الماجدية للحضور هذا المساء من أجل تقديم وفائهم لنجم لم يقصر معهم، كما تمنى للحفل والنجم الكبير كل التوفيق.