جاء في الأثر أن الله إذا اجتبى عبداً حبّب عباده فيه.. وهكذا هو ماجد محبوب من الجميع.. لأخلاقه وتواضعه.
والفذ ماجد بن أحمد عبدالله، ومن خلال معرفتي به عندما كنت عضوا في مجلس إدارة نادي النصر أيام الرمز الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله -، ومنها ستة أعوام مديراً للكرة.. عرفت في ماجد عدة خصال؛ فبالإضافة إلى موهبته الكروية، كان خلوقا جدا، لا أتذكر أن أحداً من زملائه في النصر وخارجه اشتكى منه. كان متواضعاً جداً يداعب الصغار قبل الكبار وخجولاً إلى درجة أنك يصعب أن تسمع كلامه ما لم تقترب منه، كثيراً لم أسمعه يرفع صوته طوال سنين معرفتي به.
أيام انخراطه كلاعب لم يعرف عنه السهر، ولا الانضمام إلى شلل اللاعبين أو غيرهم ممن يبحثون عن أصحاب الشهرة ليلتفوا حوله، حقا كانت تجمعه صداقة مع محيسن الجمعان ويوسف خميس، إلا أن الثلاثة كانت علاقاتهم محصورة بين الملعب والنادي.
الشيء الآخر الذي لمسته في ماجد، هو حبه وتقديره واتباعه لتعليمات والده الذي كان يراقبه ويوجهه، توجيه الأب والمدرب الخبير.
عم أحمد كان مدربا بالخبرة بعد اعتزاله اللعب في النادي الأهلي بجدة وكانت نصائحه لابنه مطعمة بالعاطفة والحب وعصارة لاعب ومدرب، وكان ماجد مستمعاً ومنفذاً ولم يخرج عن طوع أبيه فنياً وسلوكياً، ما إن ينتهي التدريب حتى يتوجه إلى منزله.. هكذا عرفت ماجد.
وعندما أحضر نادي النصر المدرب العالمي بروشتش كان ماجد أكثر اللاعبين إنصاتا لهذا المدرب، كثيراً ما كنت أشاهدهما يتحادثان.. تطول أحاديثهما وفي بعض الأحيان أرقب حركات للأرجل أو الرأس تتخلل حديثهما.. دائماً ماجد منصت.. وبروشتش يتحدث.
واللاعبون في علاقاتهم جلسات وسهرات، وكثيرا ما تجد اللاعبين في منازل إداري النادي وأعضاء الشرف، كنت أجد معظم اللاعبين، إلا ماجد ويوسف ومحيسن، يندر أن تجدهم في الجلسات، وحتى في المناسبات كانوا يؤدون الواجب ويغادرون.
هذا اللاعب الفذ الخلوق حريٌ أن يكرم، والحمد لله أن صبره توج بعمل تكريمي يليق به، فشكراً للأمير فيصل بن تركي بن ناصر الذي حمل راية تكريم الجوهرة.. لأن في تكريمه تكريماً للقيم والأخلاق.. قبل تكريم الموهبة.