كتب - زيد السبيعي
بعد انتظام ماجد أحمد عبد الله مع النصر، امتدت مسيرة ماجد عبد الله الرياضية على مدى اثنين وعشرين عاماً والتي ستظل محفورة في سجلات التاريخ كالعصر الذهبي لنادي النصر .. فقد كان لماجد شرف المشاركة في المنتخبات السعودية التي حققت كأس آسيا للمرة الأولى عام 1984، والمرة الثانية عام 1988، والتأهل للأولمبياد للمرة الأولى عام 1984، والتأهل لكأس العالم للمرة الأولى عام 1994. كما حقق ماجد مع ناديه إحدى عشرة بطولة محلية وخليجية وقارية، إلاّ أنّ الرقم الأهم والأكبر في مسيرة ماجد هو عدد أهدافه المحلية والدولية، فهو يعتبر الهداف الأول في تاريخ الكرة السعودية والخليجية والعربية والآسيوية، وبرقم قياسي يتجاوز الـ 533 هدفاً.
وقد اشتهر ماجد على الساحة الخليجية والعربية والآسيوية بأهدافه الخارقة ومواهبه الفذة وحضوره القوي واللافت في أغلب لحظات الحسم مع ناديه ومنتخب بلاده، وقد وصل النصر والمنتخب السعودي إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخهما، وتجاوزت شهرته العالمية بعد أن حفر اسمه كهداف عالمي قادر على هز شباك كل المنتخبات والأندية العالمية التي يواجهها، خاصة تلك التي سبق لها الفوز بكأس العالم، حيث سجل في البرازيل هدفين وفي الأرجنتين هدفاً وفي إنجلترا هدفاً أيضاً، وكذلك فعل مع أندية عالمية، حينما سجل ثنائية رائعة في مرمى بوكا جونيور الأرجنتيني وثلاثة أهداف في مرمى ساوباولو البرازيلي وبنفيكا البرتغالي وهامبورج الألماني في الثمانينات الميلادية، وبلغت شهرته الآفاق بعد أن تصدّر قائمة نادي المائة الدولية، وذلك بعدد 147 مباراة. ورغم أن الاتحاد الدولي ألغى من السجل 8 مباريات ودية وأوليمبية باعتبارها ليست من الدرجة (أ) إلا أن ماجد ظل متصدر القائمة لثلاث سنوات متتالية في الفترة من 1995 حتى 1998 حيث إن رصيده 139 مباراة وكان رصيد أقرب منافسيه 138 مباراة، ولا يزال اسم ماجد يظهر في قائمة الأوائل رغم اعتزاله اللعب. وهو أول لاعب عربي وآسيوي يتصدر النادي المئوي، وهو اللاعب الوحيد الذي حافظ على الصدارة لمدة ثلاث سنوات متتالية.
وقد أقيم له حفل تكريمي ضخم عام 1995م حضره نجوم الكرة الخليجية والعربية كالخطيب وشوبير وفهد الهريفي ومحيسن الجمعان وزهير بخيت وسعيد العويران وغيرهم الكثير في تظاهرة فريدة من نوعها.
حظي ماجد بشرف اختياره للمنتخب طوال الفترة من 1977 حتى 1994 (عدا فترات الإصابات التي بلغت خمس سنوات على مدار مشواره الرياضي)، اعتزل الكرة على المستوى الدولي في يوليو عام 1994 بعد مشاركاته في نهائيات كأس العالم بأمريكا 94م وقيادته منتخب بلاده للتأهل لدور الـ 16 في إنجاز فريد من نوعه لم يتكرر حتى الآن، ولهذا أطلقت عليه الجماهير السعودية لقب (القائد الذهبي) لارتباط اسمه بأفضل الإنجازات السعودية على مدى عقدين من الزمن.
وفي العشرين من ذي الحجة لعام 1418هـ (1998م) أعلن ماجد اعتزاله الكرة نهائياً بعد أن لعب آخر مبارياته مع نادي النصر (12-4-1998) أمام فريق سامسونج الكوري الجنوبي على نهائي كأس الكؤوس الآسيوية، وفاز النصر حينها 1-0 وحُسم اللقب تحت قيادة ماجد عبد الله والبلغاري ستويشكوف والنجم محيسن الجمعان، بعد ذلك توج قائد الفريق الكابتن ماجد من قِبل الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بكأس البطولة الآسيوية، وكان ختاماً مسكاً.
أجمع عليه النقاد والمتابعون من داخل وخارج المملكة على أنه أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب السعودية على مر التاريخ.
(بداياته الكروية)
بعد أن عرض النصر على والد ماجد (المدرب أحمد عبد الله) تدريب أشبال النصر واستقروا في مدينة الرياض، تعرّف ماجد على كرة القدم عن قرب أثناء مرافقته لوالده إلى نادي النصر والاستمتاع بمشاهدة تمارين الفريق.
وبدأ بمزاولة الكرة في مدرسة الجزائر الابتدائية وذلك ضمن فريق الحارة في حي العطايف، ولم يكن له مركز محدد، إلا أنه كان يميل كثيراً إلى حراسة المرمى نظراً لطوله بين أقرانه .. فكيف تحوّل ماجد من حراسة الشباك إلى مهاجمتها بكل الوسائل .. جاء ذلك أثناء مشاركة ماجد لفريق الحي ونظراً لغياب أحد المهاجمين، فقد طلب منه المدرب الانتقال للهجوم لسد النقص، وفي تلك المباراة أبدع ماجد وسجل هدفين ليخرج فريقه فائزاً (3- 1)، ومنذ ذلك اليوم ولحسن حظ الكرة السعودية لم يغير هذا المركز خلال السنوات التالية حيث تحوّل ماجد إلى مهاجم هداف، ولاعب ممتع للجماهير، وانطلقت شهرته على نطاق واسع، سواء في دوري المدارس، أو مباريات الحواري.
بعد أن اشتهر ماجد، حاول أكثر من ناد الظفر به وستجيله، إلا أنه وعبر السنوات كان قد ارتبط بنادي النصر كمتابع ومشجع، ولم يكن يرى سوى حلم واحد هو ارتداء قميص النصر الأصفر.
وفي عام 1395هـ (1975م) أتيحت الفرصة لمدرب النصر آنذاك اليوغوسلافي (بروشتش) رؤية ماجد، فأثار إعجابه ما رآه من موهبة ونبوغ مبكر وطالب بتسجيله فوراً.
وفي 6-11-1395هـ الموافق 9-11-1975م تم تسجيل ماجد رسمياً في نادي النصر، ويتحقق حلم ماجد ويبدأ في التدريب مع فريق الناشئين وهو لا يزال في المرحلة الدراسية المتوسطة.
ولم تكن البداية سهلة، فقد وجد من الصعب عليه الابتعاد عن مشاركة رفاقه خارج النادي، وكان كثيراً ما يترك تمارين نادي النصر بإلحاح من زملائه ليشاركهم ي دوري المدارس أو الحواري، إلا أن الاهتمام الذي وجده من رئيس نادي النصر الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) آنذاك ومن مدرب الفريق بروشتش دفعه إلى الالتزام بتمارين النادي بشكل تام بعد ذلك.
(أول مباراة خاضها مع
النصر ومنتخب الناشئين)
لعب أولى مبارياته مع نادي النصر عصر الجمعة 24-1-1397 الموافق 14- 1-1977، في مباراة ودية أمام الفتح الرباطي المغربي، بينما كانت أول مباراة رسمية مع النصر في الدوري الممتاز مساء يوم الجمعة بتاريخ 2- 2-1397 الموافق 21-1- 1977 أمام نادي الشباب في النصف الثاني من الدوري .. حاز على شرف المشاركة في أول دوري سعودي للأندية الممتازة 1396-1397هـ - 1977م.
وقد تم اختياره لمنتخب الناشئين بعد خمس مشاركات فقط في الدوري، ومن ثم ضم للمنتخب الأول مباشرة، ومثل المنتخب السعودي لأول مرة عام 1397 هـ - الموافق 1977م أمام فريق بنفيكا البرتغالي في لقاء ودي وسجل هدفين.
.. أنهى نادي النصر مشاركته الأولى في الدوري الممتاز محتلا المركز الثاني من بين ثمانية أندية، واستبشرت جماهيره بقدوم نجم كروي موهوب تحلم كل الأندية بالحصول عليه هو ماجد عبد الله وفي الموسم التالي تم زيادة الأندية إلى 10، إلا أن نادي النصر لم يتجاوز المركز الثاني، ورغم الغياب الكبير عنه ذلك الموسم للإصابة إلا أن ماجد حقق المركز الثاني في قائمة الهدافين.
(الاستغناء عن المدرب
الداهية بروشتش)
وفي ثالث موسم له مع النصر حقق ماجد لقب هداف الدوري الممتاز للمرة الأولى في حياته الرياضية بعدد 13 هدفاً، إلا أن نادي النصر وللمرة الثالثة على التوالي حقق المركز الثاني، ولم تجد إدارة النادي مخرجاً سوى الاستغناء عن المدرب (الداهية) بروشتش، رغم أنه كان صاحب الدور الأكبر في تأسيس الفريق الجديد للنادي، وفي اكتشاف الكابتن ماجد في ذلك الوقت.
(بداية الإنجازات التي
حققها اللاعب مع النصر)
في موسم 1399-1400 الموافق 1980 كان ماجد ورفاقه عاقدي العزم على عدم التفريط باللقب الذي اقتربوا منه في السابق أكثر من مرة، وتحت قيادة مدرب جديد هو البرازيلي (فورميقا) انطلق الفريق في تحقيق الانتصارات تلو الأخرى ولم ينته الدوري إلا والنصر هو البطل، وحقق ماجد لقب هداف الدوري للمرة الثانية على التوالي بعدد 17هدفاً، ولم يستطع أي لاعب في الدوري السعودي حتى الآن تحقيق هذا اللقب مرتين على التوالي.
ويأتي العام الذهبي بنادي النصر في موسم 1400- 1401 الموافق 1981 ليحقق إنجازاً لم يسبقه إليه أي نادٍ سعودي وهو تحقيق بطولة الدوري للمرة الثانية على التوالي، ثم فاز بكأس الملك ليجمع بطولتي الدوري والكأس في موسم واحد .. أما ماجد فقد حقق لقب هداف الدوري للمرة الثالثة على التوالي برصيد 21 هدفاً سجلها في 15 مباراة فقط نظراً لغيابه عن آخر ثلاث مباريات بسبب الإصابة. وقد أهّله هذا الرقم لتحقيق لقب هداف العرب والحصول على الحذاء الذهبي.
الإصابات والمنتخب يبعدان ماجد عن النصر لموسم كامل
ولأن وجود ماجد عبد الله مع نادي النصر يعتبر ميزة عن كل الفرق، فقد دفع النصراويون ضريبة الاعتماد الكلي عليه بابتعاده عن الفريق كثيراً بسبب الإصابات، وصلت بعض الأحيان إلى موسم كامل وأيضاً بسبب ارتباطات المنتخب الكثيرة ولكن كلما عاد ماجد وكان الفريق في حالة جيدة فنياً ومعنوياً، يعود النصر لتحقيق البطولات.
(ماجد أعاد النصر للبطولات
بعد غياب أربع سنوات)
.. فبعد غياب سنوات أربع، عاد النصر إلى ساحة البطولات في الفترة (1406- 1410) (1986-1990) حيث حقق بطولة الدوري الممتاز للمرة الثالثة، وبطولة كأس الملك ثلاث مرات.
وخلال الثمانينيات استطاع ماجد تحقيق رقم إعجازي حينما حاز على لقب هداف الدوري الممتاز ثلاث مرات إضافية، ليصبح مجموع مرات فوزه باللقب 6 مرات، وهو رقم لم يقترب منه أي لاعب في الدوري السعودي حتى نهاية القرن الميلادي. ولولا كثرة انقطاع ماجد عن الدوري في تلك الفترة بسبب التزامات المنتخب وتوالي الإصابات لربما فاز باللقب أكثر من ذلك.
(إصابة قاسية أبعدت
ماجد عن الملاعب)
شهدت الفترة 1411- 1413 (1991-1993) أكثر من إصابة قاسية أبعدته عن الملاعب لموسم كامل، ورغم أن النادي حقق بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين عام (1994) 1414هـ وهي بطولة الدوري الممتاز بعد تغيير اسمها ونظامها، إلا أن ماجد لم يلعب مع النادي أي مباراة بسبب استدعائه للمنتخب أثناء مراحل التأهل لكأس العالم 1994م وذلك بعد تعافيه من الإصابة مباشرة.
(ختام مسك مع فريقه النصر)
بعد انتهاء مشاركته مع المنتخب، عاد ماجد إلى النادي ليختتم قصة عشقه مع النصر بأحلى ختام، حينما قدم لهم وعلى مدى أربع أعوام متتالية بطولة كل عام، وهي بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين عام 1415 هـ (1995م)، بطولة أندية مجلس التعاون عامي 1416 (1996) و1417 (1997)، وأخيراً بطولة كأس الكؤوس للأندية الآسيوية عام 1418 (1998)، وهي البطولة التي شهدت آخر أهدافه وآخر مبارياته.
( العصر الذهبي للكرة
السعودية ونتائج ملموسة)
حينما انضم ماجد إلى المنتخب الأول عام 1397هـ (1977م)، كان المنتخب يعيش أحلك فتراته بسبب فشله المتكرر في تحقيق أي إنجاز، وكانت الجماهير تهتم بمباريات الأندية أكثر من مباريات المنتخب .. إلا أن المواهب الجديدة التي أفرزتها منافسات الدوري الممتاز بدأت تعطي المنتخب هوية جديدة وتسلب اهتمام الجماهير نحوه.
سجل ماجد حضوره على الساحة الخليجية في عام 1399هـ (مارس -1979م) حينما شارك في دورة الخليج الخامسة التي أقيمت ببغداد، حيث أحرز سبعة أهداف في خمس مباريات، ورغم أنه حل ثانياً في قائمة الهدافين، إلا أنه حقق في تلك البطولة رقماً قياسياً لم يتمكن أحد من تجاوزه حتى نهاية القرن الميلادي، وذلك حينما حقق خمسة أهداف في مباراة واحدة أمام قطر التي انتهت بفوز السعودية 7-0.
شهدت نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية مرحلة البناء الصعبة للمنتخب السعودي الشاب، فرغم أن الفريق تطور كثيرا في المستوى، إلا أن النتائج لم تتحسن بنفس الدرجة. وبعد أن فشل المنتخب في التأهل لنهائيات كأس العالم 1982 تحت إشراف البرازيلي مانيللي، تم استبداله ببرازيلي آخر هو الأسطورة زجالو (الذي كان مدرباً للنصر حينها). وواصل زجالو تطوير أداء المنتخب إلا أنه فشل في تحقيق أية نتيجة.
أثناء دورة الخليج السابعة في عمان عام 1404 (1984م) تعرض المنتخب لخسارة قاسية أمام العراق بنتيجة 4-0، ليقرر الاتحاد السعودي الاستغناء عن زجالو في خضم الدورة واستبداله بالمدرب السعودي خليل الزياني الذي لم يكن يمتلك أية خبرة دولية قبل ذلك، ورغم أن الجميع نظروا إلى الزياني كمدرب مؤقت لتسيير الأمور إلا أن (أبو إبراهيم) كانت له نظرة أخرى .. حيث كان لحضور الزياني مفعول السحر، ففي المباريات الثلاث المتبقية في دورة الخليج حقق المنتخب انتصارين وتعادلاً وقفز من المركز السادس إلى الثالث.
ورغم تحسن النتائج إلا أن الجماهير كانت تتطلع بخوف إلى مصير المنتخب في التصفيات النهائية لأولمبياد لوس أنجلوس 1984 التي ستقام في سنغافورة بعد أسابيع من انتهاء دورة الخليج التي خرج منها ماجد مصابا، كما أن خلافاً قبل دورة الخليج بين زجالو وكابتن المنتخب أدى إلى إيقافه عن المشاركة، هذا بالإضافة إلى إشراف مدرب قليل الخبرة الدولية تقريباً على المنتخب.
ولكن على عكس كل التوقعات تألق المنتخب في تلك التصفيات وأبهر جميع المتابعين الذين سبق أن استبعدوه من أية ترشيحات، وبقيادة المدرب الزياني تحقق الفوز على نيوزيلندا 3-1 ثم التعادل مع البحرين 1-1 ثم الفوز على الكويت 4-1 واختتمها بالفوز على كوريا الجنوبية 5-4، ليبلغ مجموع ما سجله 13 هدفاً، وشهدت تلك التصفيات بزوغ نجم جديد اسمه محيسن الجمعان الذي سجل خمسة أهداف في أول مشاركاته الدولية .. إلا أن الحضور الأكبر كان لماجد عبد الله الذي نهض من إصابته ليسجل ستة أهداف في المباريات الأربع، اثنان أمام نيوزيلندا واثنان أمام الكويت ثم اختتمها بهدفين في المباراة الحاسمة التاريخية أمام كوريا التي فازت بها السعودية 5-4 بعد أن كانت متأخرة 0-2 في الربع الساعة الأول.
.. ويتأهل المنتخب السعودي إلى أولمبياد لوس أنجلوس للمرة الأولى في تاريخه، وتتعرف آسيا على (الفتى السعودي الأسمر) صاحب الرقم 9 والأهداف الإعجازية.
ورغم أن التأهل إلى الأولمبياد قد لا يعتبر إنجازاً ضخماً بمقاييس اليوم، إلا أن من عاصر تلك الفترة، فقط، يعلم أن الكرة السعودية لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه لولا توفيق الله ثم ذلك الانتصار، فقد كان الإنجاز الأول، وكان نقطة التحول في مسيرة الكرة السعودية .. في نهائيات الأولمبياد وبحكم أنها أول مشاركة سعودية على مستوى عالمي خسر الفريق مبارياته الثلاث، بما فيها مباراة البرازيل التي سجل فيها ماجد أول هدف سعودي على المستوى العالمي.
(ماجد يقود المنتخب
السعودي لتحقيق أول لقب على القارة الآسيوية)
في شهر ديسمبر من نفس العام (1984م) كان ماجد ضمن صفوف المنتخب السعودي الذي يشارك للمرة الأولى في تاريخه في نهائيات كأس الأمم الآسيوية الثامنة في سنغافورة، وكان على المنتخب هذه المرة أن يثبت أن إنجازه الأول بالتأهل للأولمبياد لم يكن صدفة أو ضربة حظ، وبالفعل واجه المنتخب منافسة قوية، فافتتح المشوار بالتعادل مع كوريا الجنوبية 1-1 حيث كان المنتخب خاسراً 1-0 مع نهاية الوقت الأصلي حتى تمكن ماجد من تحقيق هدف التعادل في الوقت الحرج، تلا ذلك الفوز على سوريا 1-0 والتعادل مع قطر 1-1 واختتم المرحلة التمهيدية بالفوز على الكويت 1-0، وفي نصف النهائي تجاوز الفريق الإيراني الصعب بعد ضربات الجزاء الترجيحية التي سجل ماجد أولها، ويتأهل ليقابل الصين في نهائي تاريخي حسمه السعوديون 2-0، وكان الهدف الثاني من نصيب ماجد، الذي ربما يعتبر أجمل أهدافه على الإطلاق.
لقد كان العام 1984 عاماً ذهبياً للكرة السعودية، فبعد حرمان طويل يحقق المنتخب بطولتين في عام واحد.
وعاد المنتخب السعودي في العام 1408هـ (1988م) وفي دوحة قطر، ليحقق كأس آسيا للمرة الثانية على التوالي، تحت قيادة البرازيلي كارلوس البترو بيريرا. ولأن المنتخب السعودي أصبح معروفاً على الساحة الآسيوية فقد واجه تحديات كبيرة في تخطي الفرق التي قابلته، فتعادل مع الكويت والبحرين وهزم سوريا والصين، وللمرة الثانية على التوالي يقابل إيران في نصف النهائي ويسجل ماجد هدفاً رأسياً لا ينسى ويتأهل المنتخب للمباراة النهائية أمام كوريا الجنوبية، وبعد مباراة قوية انتهت بالتعادل السلبي، تفوز السعودية بالكأس بالضربات الترجيحية 4-3، ويسجل ماجد إحدى هذه الضربات.
وما زالت المجموعة التي حققت كأس آسيا للمرة الثانية، في نظر الكثير أفضل تشكيلة مثلت المنتخب السعودي في تاريخه من حيث تكامل وانسجام عناصره.
وقبل ختام مسيرته الكروية نال ماجد عبد الله شرف مشاركة المنتخب السعودي في أكبر إنجازاته، ألا وهو التأهل لنهائيات كأس العالم لأول مرة ومن ثم التأهل إلى المرحلة الثانية وأيضاً ماجد يقود المنتخب السعودي للتأهل لكأس العالم 1994م في أمريكا .. ورغم أن ماجد كان مصاباً في معظم فترات مراحل التأهل، إلا أنه شارك في آخر مباراتين في التصفيات التمهيدية أمام ماليزيا والكويت وسجل فيهما ثلاثة أهداف حاسمة عجلت بانتقال المنتخب إلى المرحلة النهائية من التصفيات التي أصيب في أولى مبارياتها أمام اليابان ولم يكمل المشوار الذي انتهى بتأهل المنتخب لكأس العالم 1994 في الولايات المتحدة.
ماجد كابتن المنتخب السعودي في كأس العالم 1994
وبحكم خبرته وأقدميته، تشرّف ماجد بحمل شارة قيادة المنتخب السعودي في أول ظهور له في قمة الكرة الدولية (كأس العالم)، وشارك في مباراة هولندا الافتتاحية ثم غاب عن مباراة المغرب، وعاد في مباراة بلجيكا التي انتهت بفوز المنتخب 1-0، ونقلته إلى المرحلة الثانية من كأس العالم كأعظم إنجاز للكرة السعودية في القرن العشرين.
نشرة الأخبار الرسمية تعلن اعتزال ماجد دولياً
... وتشهد مباراة بلجيكا آخر حضور لماجد عبد الله في قميص المنتخب الأخضر، حيث اعتزل الكرة الدولية بعد عودة المنتخب إلى المملكة، وتم إعلان ذلك في نشرة الأخبار الرسمية، وهو ما لم يحدث لأي لاعب قبله.