الجزيرة - حازم الشرقاوي
شهدت فعاليات اليوم الثاني والأخير من (ملتقى شباب الأعمال 2008) مساء أمس (الاثنين) مناقشات واسعة وعميقة دارت حول العديد من أوراق العمل التي حفل بها الملتقى، وشارك في المناقشات جمع كبير من المتخصصين والمهتمين وذوي الخبرة والكفاءة من الاقتصاديين والأكاديميين ورجال وسيدات الأعمال البارزين وممثلين للجهات الحكومية والخاصة وجهات التمويل والبنوك، إضافة إلى الحضور من شباب وشابات الأعمال الذين شعروا بأن الملتقى كان بمثابة تظاهرة من أجلهم، وحتى يضعوا أقدامهم على بداية الطريق الصحيح في عالم التجارة والأعمال.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض قد افتتح الملتقى مساء أمس الأول الأحد نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بقاعة الملك فيصل بفندق إنتركونتننتال، حيث تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ممثلة في لجنة شباب الأعمال، وتشارك مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية في دعمه ورعايته كشريك إستراتيجي هذا العام وصحيفة الاقتصادية كراعٍ إعلامي وقناة المجد كراعٍ فضائي وشركة صدق، كما افتتح سموه المعرض المصاحب الذي تشارك فيه العديد من الجهات والقطاعات المعنية بشباب الأعمال وصغار ومتوسطي المستثمرين، وكذلك الشركات التي تسوق المشروعات والفرص الاستثمارية وغيرها من الجهات المعنية.
سياسات السعودة
وكان برنامج الفعاليات العلمية للملتقى في يومه الثاني والأخير أمس (الاثنين) قد بدأ بعقد الجلسة العلمية الثالثة وعرض فيها الدكتور ياسر بن محمد الحربي عضو لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض دراسة أعدتها الغرفة بعنوان: (تأثير سياسات السعودة على الأعمال الناشئة)، وألقى الحربي الضوء على تأثير سياسات السعودة على صغار المستثمرين، وأكد المحاضر أن سياسة السعودة تسهم في تبني توظيف المواطنين وتوطين الوظائف، إلا أنها ينبغي ألا تعرقل أو تؤثر سلبياً على الأعمال الناشئة، ثم دار نقاش ثري بين مقدم الدراسة والمشاركين والمشاركات.
ثم عرض خلال الجلسة نفسها التي رأسها الأستاذ فهد بن عبدالله القاسم رئيس اللجنة الوطنية لشباب الأعمال، دراسة أخرى بعنوان (واقع شباب الأعمال في إدارة منشآتهم) عرضها الدكتور صالح بن عبدالعزيز النصار أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب بجامعة الملك سعود، واستعرض فيها الوسائل الشائعة التي يدير من خلالها شباب الأعمال منشآتهم ومشروعاتهم التي يواجه الكثير منها بعض العقبات والتحديات، بينما شباب الأعمال الذين يلجؤون إلى الأساليب الإدارية الناجحة والواعية، فإن هذه المنشآت تشق طريقها نحو النجاح .
وفي ختام العرض فتح باب النقاش أمام المشاركين والمشاركات، وجرت مداولات ونقاشات جادة وطرحت أفكار وآراء تفتح الطريق أمام شباب الأعمال لإدارة منشآتهم ومشروعاتهم بطريقة إدارية ناجحة تمكنها من تثبيت أقدامها في السوق والارتقاء نحو مكانة أكبر وأكثر استقراراً .
وتركزت الجلسة الرابعة حول عرض نماذج للتجارب المتميزة لرجال وسيدات الأعمال، وقام بعرضها أصحاب التجارب نفسها، من أجل إثراء مناقشات الملتقى والإسهام في خروجه بتوصيات ونتائج تعزز أهداف بناء أجيال من شباب وشابات الأعمال قادرة على التعامل الواعي والكفء مع تحديات عصر العولمة الاقتصادية، ولتوضع أمام فهم وفكر شباب الأعمال لتكون نبراساً يضيء لهم الطريق نحو دنيا التجارة والأعمال.
حيث استعرض الأستاذ طارق العسيري مدير عام شركة أرقام دوت كوم تجربته الناجحة كذلك استعرض الأستاذ عبدالإله بن عبدالعزيز الدباس (مدير عام شركة باجه) تجربته.
شابات الأعمال
ثم عرضت الأستاذة سمراء بنت عبدالله القويز (شريك شركة أصول المالية) تجربتها المميزة في مجال الأعمال، خلال الجلسة التي رأسها الأستاذ فهد بن عبدالعزيز السنيدي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، وعرضت الأستاذة سمراء نموذجاً بناءً يثري تجارب شابات الأعمال ويستفدن منها وهن في بداية الطريق إلى عالم التجارة والأعمال، في إطار مشاركة فاعلة من سيدات ونساء الأعمال جنباً إلى جنب مع رجال الأعمال والخبراء الاقتصاديين.
أما الجلسة الخامسة فكانت بعنوان (تحسين التنافسية الاستثمارية وأثرها على شباب الأعمال) قدمها الدكتور عواد بن صالح العواد نائب محافظ الهيئة العامة للاستثمار لشؤون المدن الاقتصادية، حيث شرح الدكتور العواد الجهود التي تبذلها الهيئة من أجل رفع معدلات التنافسية الاستثمارية للمملكة وبلوغ مكانة متقدمة.
وأشار العواد إلى خطة الهيئة المسماة بعشرة عشرة التي تهدف إلى وصول المملكة إلى المكانة العاشرة كأفضل بيئة تنافسية في مجال اجتذاب الاستثمارات الأجنبية بحلول عام 2010م، وتطرق العواد إلى تأثيرات تحسين التنافسية على شباب وشابات الأعمال، كما دار نقاش معمق بينه والمشاركين حول مسألة تحسين مستويات التنافسية وسبل توظيفها لمصلحة شباب وشابات الأعمال.
وفي الجلسة نفسها تناول الدكتور على بن سعيد الغامدي وكيل جامعة الملك سعود لشؤون الفروع، الحديث عن (إبداع الشباب في صناعة المعرفة)، وتطرق إلى أهمية تشجيع الجوانب الإبداعية والمهارات العلمية التي يمتع بها الشباب السعودي واستثمارها في تطوير صناعة المعرفة بالمملكة، مشيراً إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالارتقاء بصناعة المعرفة واستثمارها لمصلحة الوطن والنهوض به، حيث أمر - أيده الله- بإنشاء مدينة المعرفة في المدينة المنورة لتكون منارة للنهوض العلمي وتحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي.
استشراق المستقبل
واختتم البرنامج العلمي للملتقى بالجلسة السادسة والأخيرة التي قدم خلالها الدكتور أيوب الأيوب مستشار التنمية البشرية محاضرة بعنوان (استشراف المستقبل)، حيث عرض رؤية علمية لما ينتظر العالم من تطور علمي وتقني وضرورة توظيف ذلك واستثماره لخدمة المملكة وشعبها، والسعي لاستيعاب هذه التطورات والتفاعل النشط والواعي معها حتى لا تتخلف المملكة عن ركب التطور العلمي والحضاري وممارسة دورها وإسهامها لإثراء حركة النهوض الحضاري الإنساني، واستثمار كل ذلك في خدمة شباب وشابات الأعمال، ثم جرت مناقشات ثرية في ختام المحاضرة بين المتحدث والمشاركين.
هذا وقد شهدت فعاليات الملتقى حضوراً مكثفاً من جميع الفئات من الشباب والشابات من داخل مدينة الرياض ومن خارجها بالإضافة إلى رجال وسيدات الأعمال والمختصين.