طالعتنا الأخبار بتهديدات من رئيس الوزراء اليهودي بالمحرقة المزعومة لإخواننا في قطاع غزة، هذه المرة ليست من زعيم النازية بل من زعيم اليهودية. وهو ما أكد الهوس الوحشي الكامن في عقول دولة الاحتلال، وسعيها لإبادة الشعب الأعزل إبادة جماعية، وهو ما يطلق عليه - الهولوكوست - بالإنجليزية، ومعناها قتل عدد كبير من الآدميين حرقاً، واشتهرت بإطلاقها على ما يزعم أنها محرقة ومذبحة قام بها هتلر للقضاء على اليهود الأوربيين في عام 1943م. ودولة اليهود في فلسطين تستمد شرعيتها كثيراً من هذا الحدث، وقال ادجار برونغمان: رئيس الكونجرس اليهودي العالمي قال: (الهولوكوست لا يمكن أن ينتهي أبداً) ويدعم تبني اليهود لهذه الفكرة أن هتلر - لسان حال ألمانيا النازية كان يقول وبصراحة -: (الشعوب الشرقية يجب أن لا تعيش، وإذا قُدِّر لها أن تعيش فيجب أن تدرب كما تدرب... الصغار)!!
وهنا وقفة.. لو حدثت المحرقة فعلاً كيف سيكون ردة فعل العالم العربي، وكذلك العالم الغربي الذي قد يلتزم الصمت ليستغل المحرقة الفلسطينية المزعومة لو قام بها اليهود لتكون نهاية التوتر والدفعة الأخيرة لدية النازية، وطي الصفحة الأخيرة من تاريخ أوروبا الأسود مع اليهود والذي بدأ يحسن صورته منذ أعلنت لندن وعد بلفور عام 1917م مؤذناً بقيام دولتهم اليهودية التي قامت فعلاً عام 1948م، وكانت بلغراد أول دولة ترحب به وتطالب بتنفيذه وجعلته بنداً رئيسياً في سياستها الخارجية، وبلغراد هي نفسها التي تعارض اليوم قيام دولة كوسوفا!!!(.. في البوسنة الذين أصبحوا فلسطيني أوروبا). ولن نتحدث عن الولايات المتحدة لوضوح موقفها اتجاه هذا التهديد، ومنها فقد استغلت دولة اليهود المحرقة التي وقعت لتقلب السحر على الساحر واستطاعت أن تكسب تعاطف العالم معها، وحولت الكثير من الأرصدة النازية لحساباتها، فهل نحن مستعدون لاغتنام الفرص؟ هل سننجح كما نجحوا هم؟ هل سنحول المصائب إلى مكاسب والدركات إلى درجات.. الأيام كفيلة بالإجابة.