صار اسم الجنادرية رمزاً نحو الآفاق الثقافية إذ الجنادرية تجارب الماضي وآفاق المستقبل تمزج بين عبق المجد والتراث وتجسد الأصالة وتعمق الثقافة وتؤصل معاني الإخاء وتعزيز الانتماء لهذا الوطن وتعميق الإحساس به ولا غرو فلهذه البلاد تاريخ مشرق الصفحات وضاء المعالم يحفل بالماضي العريق والحاضر الزاهر ولكل أمة من الأمم تراث تعتز به هو تعبير عن تجربة معاشة ورؤية معينة وموقف من مواقف الحياة.. والتراث يجسد أنماطاً شتى من العادات والتقاليد والأخلاق والأفكار والتاريخ ويعطي صورة عن الواقع التاريخي والفكري والاجتماعي لكل أمة. والتراث عنصر مهم من عناصر الأدب له مكانته الفكرية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية. والتراث كنوز وذخائر زاخرة بألوان من المعارف والتاريخ. ومهرجان الجنادرية وجه للثقافة وصورة للتراث ومحور لهذا النشاط التراثي والفكر الأصيل حقق نجاحاً كبيراً في إعطاء فكرة متميزة عن منجزنا الحضاري وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة عن نهضتنا وتطورنا كما تهتم الجنادرية بالثقافة العربية والتواصل العربي والإسلامي والعالمي حيث دعي للمهرجان أعلام من العالم العربي والإسلامي والعالم وإيجاد الحيوية والتجديد في النشاط الثقافي والمحاضرات والندوات مما له فائدة وأثر في الساحة الأدبية السعودية ولقد أتيح لي اللقاء بعدد من المفكرين والأدباء في خارج المملكة فسمعت منهم ما يسر ويبهج عن تطورنا الفكري والأدبي، وإلى جانب ذلك نرى الاهتمام بعرض الصناعات والحرف وإحياء أمجاد ماضية حافلة. كما تمثل جوانب من نهضة بلادنا وتطورها ورقيها ونهضتها الحضارية ومنجزنا التنموي ونهضتنا الثقافية والاجتماعية والعلمية في مختلف المجالات، كما أن القرية الشعبية تحكي الماضي بمختلف صوره وأشكاله وليتعرف الأحفاد على ماضي الأجداد بكافة ضروبها وألوانها، ففي هذه القرية بكاملها امتزج الماضي بالحاضر والجديد بالقديم حيث يتجسد ذلك مبرزاً حياة أسلافنا وصبرهم ومعاناتهم الصعبة ومثابرتهم وأصالتهم وما كانوا يمارسونه من حرف وأعمال فيها مشقة وعناء وما قاسوه من شظف العيش والعمل الشاق الذي أكسبهم القوة والصلابة والصحة وكانوا مثالاً في عزة النفس والإباء والكرم والأخلاق والمحافظة على المثل والدين والمروءة ومكارم الأخلاق ولا شك أن الندوات والمحاضرات والأنشطة الفنية ومعارض الوثائق والكتاب وسباق الفروسية وندوات الأدب والشعر الفصيح والشعبي إلى غير ذلك من الفعاليات وهناك الكثير والمتجدد مما نراه في كل عام. لقد أصبحت الجنادرية رمزاً فكرياً وصورة للتراث وعنواناً تاريخياً ونافذة وحدثاً وصوتاً ثقافياً يطل المرء منها على التاريخ والفكر والتراث ولقد قيل: