Al Jazirah NewsPaper Friday  07/03/2008 G Issue 12944
الجمعة 29 صفر 1429   العدد  12944

مهرجان الجنادرية وأعراس الثقافة والتراث
عبد الله بن حمد الحقيل

 

صار اسم الجنادرية رمزاً نحو الآفاق الثقافية إذ الجنادرية تجارب الماضي وآفاق المستقبل تمزج بين عبق المجد والتراث وتجسد الأصالة وتعمق الثقافة وتؤصل معاني الإخاء وتعزيز الانتماء لهذا الوطن وتعميق الإحساس به ولا غرو فلهذه البلاد تاريخ مشرق الصفحات وضاء المعالم يحفل بالماضي العريق والحاضر الزاهر ولكل أمة من الأمم تراث تعتز به هو تعبير عن تجربة معاشة ورؤية معينة وموقف من مواقف الحياة.. والتراث يجسد أنماطاً شتى من العادات والتقاليد والأخلاق والأفكار والتاريخ ويعطي صورة عن الواقع التاريخي والفكري والاجتماعي لكل أمة. والتراث عنصر مهم من عناصر الأدب له مكانته الفكرية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية. والتراث كنوز وذخائر زاخرة بألوان من المعارف والتاريخ. ومهرجان الجنادرية وجه للثقافة وصورة للتراث ومحور لهذا النشاط التراثي والفكر الأصيل حقق نجاحاً كبيراً في إعطاء فكرة متميزة عن منجزنا الحضاري وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة عن نهضتنا وتطورنا كما تهتم الجنادرية بالثقافة العربية والتواصل العربي والإسلامي والعالمي حيث دعي للمهرجان أعلام من العالم العربي والإسلامي والعالم وإيجاد الحيوية والتجديد في النشاط الثقافي والمحاضرات والندوات مما له فائدة وأثر في الساحة الأدبية السعودية ولقد أتيح لي اللقاء بعدد من المفكرين والأدباء في خارج المملكة فسمعت منهم ما يسر ويبهج عن تطورنا الفكري والأدبي، وإلى جانب ذلك نرى الاهتمام بعرض الصناعات والحرف وإحياء أمجاد ماضية حافلة. كما تمثل جوانب من نهضة بلادنا وتطورها ورقيها ونهضتها الحضارية ومنجزنا التنموي ونهضتنا الثقافية والاجتماعية والعلمية في مختلف المجالات، كما أن القرية الشعبية تحكي الماضي بمختلف صوره وأشكاله وليتعرف الأحفاد على ماضي الأجداد بكافة ضروبها وألوانها، ففي هذه القرية بكاملها امتزج الماضي بالحاضر والجديد بالقديم حيث يتجسد ذلك مبرزاً حياة أسلافنا وصبرهم ومعاناتهم الصعبة ومثابرتهم وأصالتهم وما كانوا يمارسونه من حرف وأعمال فيها مشقة وعناء وما قاسوه من شظف العيش والعمل الشاق الذي أكسبهم القوة والصلابة والصحة وكانوا مثالاً في عزة النفس والإباء والكرم والأخلاق والمحافظة على المثل والدين والمروءة ومكارم الأخلاق ولا شك أن الندوات والمحاضرات والأنشطة الفنية ومعارض الوثائق والكتاب وسباق الفروسية وندوات الأدب والشعر الفصيح والشعبي إلى غير ذلك من الفعاليات وهناك الكثير والمتجدد مما نراه في كل عام. لقد أصبحت الجنادرية رمزاً فكرياً وصورة للتراث وعنواناً تاريخياً ونافذة وحدثاً وصوتاً ثقافياً يطل المرء منها على التاريخ والفكر والتراث ولقد قيل:

وإذا لم تدر ما قوم مضوا

فاسأل الآثار واستنب الديارا

ولقد أصبح لهذا المهرجان أبعاد دولية وامتداد واسع فهو شاهد على التواصل الثقافي وتعزيز الجوانب الفكرية انطلاقاً من تقدير الدور الثقافي وأهميته والأمل كبير في مزيد من التوثيق والبحث والدراسة للموروث الشعبي والآثار وإخراجها في سلسلة من الكتب حيث إن ذلك عنصر حيوي وجانب مهم خاصة وأن الجنادرية أصبحت منبراً وصوتاً ثقافياً ومنتدى مرموقاً ونتطلع إلى المزيد من الخطوات التطويرية والرقي بالثقافة العربية والإسلامية وجوانبها المضيئة والتعريف بها في مختلف المجالات إبرازاً لدورها وامتداداً لعطائها المجيد من خلال الفعاليات المختلفة التي يشهدها المهرجان والذي أصبح حدثاً بعمق دوره وتأثيره على الساحة الثقافية وعلى مختلف المستويات.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد