الرياض - خاص ب (الجزيرة)
أكد الدكتور سليمان بن صالح الغصن أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين بالرياض أن تحصين الناشئة والشباب ضد الغلو والإرهاب والتطرف عملية مهمة ومسؤولية عظيمة يستدعي القيام بها تنسيقاً تكاملياً بين كل المؤسسات والمحاضن التربوية والتوجيهية من البيت والمدرسة والمسجد وقنوات الاتصال عموماً، والإعلامية خصوصاً، وغيرها.
وقال: إن عملية التحصين عملية دائمة وشاملة؛ فهي لا تخص مرحلة معينة بل تستمر مع الشخص منذ تمييزه وإدراكه حتى آخر عمره، مشدداً على أن الوقاية والتحصين لا يصح أن يقتصرا على مجرد الدعايات الإعلامية، ولا الحملات الوقتية، بل يجب أن تقوم به جهود مخلصة، تستشعر الخطر، وتفقه الواقع، وتدرك جذور هذه القضية ومسبباتها، ومظاهرها وأساليب علاجها.
ودعا فضيلته - في حديثه إلى (الجزيرة) - كل قادر على التوجيه والتأثير بخطى متعقلة، ومنطلق مقنع مستنير بتعاليم الشريعة إلى تثقيف المجتمع بمخاطر تلك الظاهرة ومسبباتها وطرق علاجها، حتى يكون كل فرد من أفراد المجتمع عنصراً فاعلاً وقادراً على محاربتها والتحذير من مظاهرها بحجج قوية، وأسلوب مقنع بدافع من الإخلاص والإدراك والإشفاق.
وواصل الدكتور الغصن قائلاً: إذا كان التحصين من الإرهاب أمراً تكاملياً يفترض أن يسهم فيه جميع المؤسسات والأجهزة، والمحاضن التربوية والتوجيهية، فإن من الخطأ البيّن أن تتناقص تلك الجهات فيما بينها، أو تناقض إحدى تلك الجهات نفسها بحيث تدعو إلى محاربة تلك الظاهرة والقضاء عليها بينما قد تمارس أمور ربما تكون تغذيها أو تثيرها بقصد أو دون قصد، مهيباً بكل مخلص لدينه ووطنه أن يبادر بالنصيحة بالأسلوب المناسب لكل جهة أو شخص يرى أنه يتمثل شيئاً من آراء، أو أفكار، أو طروحات تلك الظاهرة أو تغذيها أو يتعرض إليها أو يثيرها بأي أسلوب كان ولأي غرض قصد.
وسأل الغصن - في نهاية حديثه - الله سبحانه وتعالى أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يهدي ضال المسلمين ويبطل كيد المفسدين؛ إنه على كل شيء قدير.
