الطاعات تحتاج إلى صبر، ومن لم يصبر فلن يطيع الله جل وعلا، وخذ مثلاً صلاة الجماعة تحتاج إلى صبر ومجاهدة للنفس والهوى والشيطان وخصوصاً صلاة الفجر، فمن لم يجد في نفسه صبراً فلن يستطيع إليها سبيلاً، بل إنه سيستجيب لنداء الشيطان - أعاذنا الله منه - (عليك ليل طويل فارقد)!!، لذا الصابرون يعصونه عصياناً عملياً فيبادرون بمغادرة فرشهم مجيبين نداء ربهم جل وعلا، حيث تراهم وقد اصطفت أقدامهم في بيت من بيوت الله يرجون رحمته ويخشون عذابه جل وعلا، أما فاقدوا الصبر فتجدهم قد أطاعوا الشيطان وأذعنوا له وصدقوه حين قال: (عليك ليل طويل فارقد) لذا يغط أحدهم في نوم عميق فتفوت عليه صلاة الفجر مع الجماعة فيخسر يومه، حيث يصبح خبيث النفس كسلان، ويا ليت شعري أي خير في يوم تصبح فيه نفسك خبيثة وأنت فيه كسلان؟؟!! فكما عليك أن تصبر عند المصيبة وأن تصبر عن معصية الله كذلك عليك أن تصبر على أداء الطاعات ذلك كإسباغ الوضوء على المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونحو ذلك.
ما دام حديثنا هنا عن الصبر على طاعة وقد جئنا بالصلاة مثالاً، فتأمل - عزيزي القارئ - هناك من لا يصبر على أداء الصلاة حيث تجده يتبرم من الإمام لأنه أطال الصلاة في وقت تجده يقف مثلاً على المدرجات الرياضية الساعات الطوال ونحو ذلك ومع ذلك يصبر ولا يتململ!! فكيف نفد صبره وأداء الصلاة لا يتجاوز عشر دقائق والوقوف بالمدرجات ساعات؟؟!!. وخذ مثلاً آخر تجد من الناس من قد طاف دول العالم سائحاً ومع ذلك لم يؤد فريضة الحج، ويعلل ذلك أن في الحج مشقة وزحام ونحو ذلك!!. والحقيقة هي فقدان الصبر على طاعة الله، حيث تجده يصبر في أمور دنيوية بل ترفيهية صبراً لا يجده عندما يكون في طاعة!!.
ومن الأسباب المعينة لك على الصبر على طاعة الله تذكر فضل هذه الطاعة وحسن الجزاء من الله وكذلك استحضار النية الصالحة وطلب العون من الله دائماً وأبداً بأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، ومن الأسباب أيضاً أن تلزم الصابرين على الطاعة وهؤلاء تجدهم في رياض الذكر وخلف الإمام، الأسباب كثيرة جداً ولكن هذا ما تيسر، نسأل الله أن نكون ممن صبر على طاعته وصبر عن معصيته وصبر على قضائه وقدره آمين.
amaljardan@gmail.com