معبر الرؤى - أحبتي الكرام - له طرق يستعين بها في تعبير الرؤى والمنامات، وهذه الطرق وقواعد والأصول قعدها وذكرها العلماء في كتبهم مثل الإمام البغوي وابن القيم وابن حجر وغيرهم وهي تزيد المعبر استنباطاً ومعرفةً وتوضيحاً وإلماماً بأصول التعبير وطرقه، وهي ليست أصولاً وطرقاً توقيفيةً بل هي تعتبر من كليات التعبير تأتي للمعبر عن طريق التجربة والممارسة، والدراسة والدربة. وللمعبر أن يسلك ما شاء من هذه الطرق.
قال الإمام البغوي - رحمه الله تعالى - كما في شرح السنة (12-220):
(وأعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً:
1- فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب (أي القرآن الكريم).
2- أو من جهة السنة.
3- أو من الأمثال السائرة بين الناس.
4- وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني.
5- وقد يقع على الضد والقلب). أ.هـ.
وقد ذكر العلماء طرقاً أخرى غير هذه الطرق الخمسة التي ذكرها الإمام البغوي كالقياس والتشبيه والتأويل بالشعر والرجز، وطرقاً أخرى ليس لها قواعد معينة. ولهذا كان على المعبر أن يكون على قدر كبير من العلم والاطلاع والمعرفة والثقافة من أجل ذلك وضع العلماء شروطاً وآداباً ينبغي أن يتحلى بها المعبر والمفر للرؤى وسيأتي تفصيل هذا وبيانه في مقالات قادمة إن شاء الله تعالى.
وقد قيل: (لكل علم أصول لا تتغير، وأقيسة مطردة لا تضطرب إلا تعبير الرؤيا فإنها تختلف باختلاف أحوال الناس وهيئاتهم وصناعتهم ومراتبهم ومقاصدهم ومللهم ونحلهم وعاداتهم، وينبغي كون المعبر مطلعاً على جميع العلوم عارفاً بالأديان والملل والنحل والمراسم والعادات بين الأمم عارفاً بالأمثال والنوادر ومأخذ اشتقاق الألفاظ فطناً ذكياً حسن الاستنباط خبيراً بعلم الفراسة وكيفية الاستدلال من الهيئات الخلقية على الصفات حافظاً للأمور التي تختلف باختلاف تعبير الرؤيا). (فيض القدير: المناوي: 4-49). والله تعالى أعلم.
***
وقفة: (تفقس بيضة فاسدة):
رأت امرأة أنها تفقس بيضة فاسدة فتطبخها في الصاج على النار فلا تنضج. فسألت أحد المعبرين فقال لها: تحملين حملاً ثم تسقطين هذا الحمل. فكان ذلك.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244