«الجزيرة» - أنور العمير
أقيم يوم الخميس الماضي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2008م في الصالة الثقافية محاضرة بعنوان (العقل الياباني مصدراً للتقنية) The Japanese mind As the Source of Technology للدكتورة اسمورا توموكو وتأتي هذه المحاضرة ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب وقدم للمحاضرة الدكتورة أسماء الخليف وقامت بالترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية الدكتورة سعدية الأحمد وأدار القسم الرجالي الدكتور إبراهيم العثيم، وأعرب الدكتورة توموكو في مستهل حديثها عن سعادتها بوجودها لأول مرة في السعودية وقالت: إنني عندما كنت في اليابان كنت أتطلع إلى زيارة هذه البلاد وبدأت محاضرتها بالحديث عن الإنسان الياباني وأنه استلهم في التكنولوجيا التي قدمها للعالم من البيئة والطبيعة التي تحيط به وأن الإنسان الياباني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة متناولة في حديثها أثر البيئة الجغرافية اليابانية على هذا الإنسان وأن هذا الارتباط بالبيئة والقيم الاجتماعية تشكل صمام أمام في عصر العولمة والتحديات وأشارت إلى اهتمام اليابانيين بالثقافات الأخرى وهو ما وجدته مؤثراً في الثقافة اليابانية مستشهدة بقصص جنجي التي اعتبرتها قمة الاهتمام بالثقافة المغايرة للأدب الياباني.
واستعرضت الدكتورة توموكو قصيدتين من الأدب الياباني لتستشهد بها عن مدى ارتباطهم بالطبيعة فكانت القصيدة الأولى للشاعر دوقن وهي تتذوق جمال الفصول الأربعة والقصيدة الثانية لمايوي وقالت: إن هاتين القصيدتين استهل بهما الروائي الياباني كواباتا ياساناري كلمته بمناسبة منحه جائزة نوبل 1968م. وأضافت في حديثها عن اليابانيين أنهم يهتمون بأدواتهم الحرفية لدرجة تصل إلى اهتمامهم بأبنائهم وأن المجتمع الياباني يحترم المهن الحرفية مثل النجارة والحدادة وغيرها وعن مدى اهتمام اليابانيين بتقديم منتجات ذات جودة عالية قالت الدكتورة توموكو: إنني التقيت أحد الحرفيين البسيطين وأخبرني أن أي منتج يكون ناقصاً أو اعتراه بعض العيوب فإنه منتج بلا قيمة وتقييمه صفر وهو ما يعطي درساً مهماً في الجودة الصناعية. وفي نهاية المحاضرة التي تحدثت فيها الدكتورة تومورا تسأل أحد الحاضرين عن دور التعليم في بناء العقل الياباني؟ فقالت: إن اليابانيين يولون التعليم اهتماماً بالغاً منذ القدم، حيث كان التعليم متاحاً للبنين والبنات وكان التعليم دائماً ما يدعو إلى تأجيج فكر الإنسان الياباني، حيث أثمر عن نمو اقتصادي وتقني. من جانب آخر تساءل أحد الحاضرين عدم اهتمام اليابانيين بتسويق ثقافتهم كما يسوقون لمنتجاتهم؟ فقالت: لا أعتقد أنه يمكن أن نتحدث عن ترويج الثقافة بطريقة دعائية فأنا أرى أن الثقافة اليابانية تنتشر بطريقة عفوية وهو ما يعطيها صفة الاهتمام بها من غير اليابانيين.
الجدير بالذكر أن محاضرة العقل الياباني مصدراً للتقنية تأتي في ثاني أيام النشاط المنبري بمعرض الرياض الدولي للكتاب وكانت المحاضرة باللغة الإنجليزية وقد تجاوزت المترجمة بعض النقاط التي تحدثت عنها الدكتورة توموكو وكانت واضحة الصعوبة في النقل بين ما تقوله المحاضرة والمترجمة مما جعل المحاضرة غير مترابطة في تسلسل أفكارها وساعد جهاز العرض (البروجكتور) في إعطاء بعض الإيحاءات والانطباعات التي نجحت فيها الدكتورة توموكو بإيصالها إلى الحضور من خلال الصور والشروح.