إنها مأساة العالم المتحضر، مأساة العالم المتشدق بالسلام، إنها مأساة توضح لنا بجلاء زيف الشعارات ووهن القرارات، ومدى التلاعب بالمصطلحات، إنها مأساة الظلم والعدوان، مأساة تسلط القوي على الضعيف، مأساة تضرب بالقرارات والمعاهدات الدولية عرض الحائط، مأساة تبين أننا في عصر انقلبت فيه الموازين حتى أصبح المعتدي الظالم صاحب حق مشروع!!.. نعم نحن في عصر استعراض القوى والتفنن في تطبيق أنواع العقوبات حتى ولو وصلت إلى حد جرائم الحرب التي تحرمها الأديان السماوية، والأعراف والقرارات الدولية، نعم إنها مأساة يشاهدها العالم ويتابعها صوتا وصورة على مدار الساعة، يتابع فصولها ويستعرض مراحلها دون أن يحرك فيه ساكناً أو يسكن فيه متحركاً، بل يتفنن المخرجون الإعلاميون في إخراجها حيث أصبحت مادة دسمة لبرامجهم: