المجمعة - فهد الفهد
استقبل سمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل بن فرحان آل سعود بعد ظهر أمس السبت في مكتبه بمقر المحافظة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز بن محمد السبيّل يرافقه مدير عام المكتبات بالوزارة الدكتور عبد العزيز بن صالح العقيل وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها سعادته لمحافظة المجمعة لتفقد المكتبات العامة فيها وقد تم خلال الاجتماع مناقشة العديد من الموضوعات المتعلقة بتطوير المكتبات العامة في المحافظة. وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية قد قام قبل ذلك بزيارة المكتبة العامة في مدينة المجمعة وكان في استقباله مدير المكتبة الأستاذ عبد العزيز بن أحمد العمر ومنسوبو المكتبة حيث تجول في جميع أرجاء المكتبة واطلع عن كثب على محتوياتها وإمكاناتها واحتياجاتها حيث استمع إلى شرح مفصل من أمين المكتبة وعقد اجتماعاً مع مدير ومنسوبي المكتبة اطلع خلاله على احتياجات المكتبة وما تقوم به.
عقب ذلك التقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيّل بمندوبي الصحف حيث أكد في بداية حديثه أن هذه الزيارة تأتي في إطار المسؤولية المباشرة لوكالة الوزارة وقال: أود في بداية حديثي أن أشير وأشيد بجهود سمو محافظ المجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل على متابعته واهتمامه بأمور المكتبة العامة بالمجمعة ومن هذا المنطلق نقوم الآن بهذه الزيارة للمكتبة كما التقينا بسموه وتحدثنا معه عن الوسائل التطويرية التي يمكن أن تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام..
وأضاف أن هذه الزيارة هي في الواقع زيارة تفقدية تأتي في إطار الزيارات التي نقوم بها على الكثير من المكتبات ما بين الفينة والأخرى للإطلاع ومعرفة ما لدى القائمين على هذه المكتبات من صعوبات في محاولة لتذليلها ان شاء الله.. والمكتبة العامة بالمجمعة نعدها من أبرز المكتبات العامة ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى المملكة وجهود الزملاء فيها كبيرة لكنها لا تزال حالها حال معظم مكتبات المملكة تحتاج إلى دعم وتطوير.
وأضاف أن مفهوم المكتبة في العصر الحاضر اختلف عن مفهومه السائد حيث كانت المكتبة في مراحل سابقة أقرب من مستودع للكتب يأتي الناس ليقرؤها لكن الآن التوجه إلى أن تتحول هذه المكتبات إلى مراكز ثقافية وأن تكون وسائل التقنية موجودة فيها بالشكل الكبير ومفتوحة فترات أطول من خلال دعم الوسائل الحديثة فيها بحيث يمكن للزائر لهذه المكتبة أن يتواصل معرفياً ليس فقط فيما يتصل بالكتب الموجودة داخل المملكة وإنما يتواصل معرفياً مع المراكز الثقافية سواء داخل المملكة أو خارجها بحيث يستطيع أن يحصل على المعلومة بالشكل الأفضل.
وعن إمكانية تدعيم المكتبة العامة بالمجمعة بالكتب العلمية التي تفيد طلاب الكليات. قال د. السبيّل: إن هذه نقطة أساسية ومن الطريف في الأمر أن طلاب الكليات يتجهون إلى المكتبة العامة وكأن الكليات أنفسها غير قادرة على توفير الكتاب المرتبط بالطالب وهذا ليست مسؤولية المكتبة العامة فقط، بل إنما مسؤولية وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والجامعات. وبطبيعة الحال فإن المكتبة العامة هي مكتبة عامة وليست مكتبه تخصصية بحيث إن الدارس في الفيزياء مثلاً سيجد كل كتابة في الفيزياء أو أن الدارس في الرياضايات أو التاريخ سيجد كل كتب، فالمعروف أن المكتبة العامة تحوي فعلاً معارف عامة ليس بالضرورة أن تأتي في إطار تخصص محدد لكن نحن نشعر أيضا أن من مهمة المكتبة فعلاً أن ترتقي بشكل أفضل وأن يكون فيها عدد كتب أكثر وتنوع أكثر. والمسألة ليست في توفير الكتاب بل إن المسألة تحتاج إلى توفير الموظف وإلى توفير الطريقة السليمة لتصنيف الكتب لأن التصنيف أمر مهم وتعرف عن أن هذا الكتاب متوفر أم لا.
وعن الآلية التي اتخذتها وزارة الثقافة والإعلام بعد انتقال المكتبات العامة لها من وزارة التربية والتعليم.. قال: بالتأكيد لدينا مشروع كبير نعمل عليه نرجو ان شاء الله أن يحظى بالموافقة السامية وهو مشروع كبير لتطوير هذه المكتبات وسيتم الإعلان عن هذا المشروع بعد موافقة الجهات العليا عليه حيث ما زال في طور النقاش.
وفي سؤال عن متى تحقق المكتبات الدور المناط بها في ظل التقدم التقني وعصر الإنترنت؟
قال: مسائل مثل هذه يسعد المسؤول حينما يجد هذا الطموح سواء لدى المسؤولين في المكتبات أو لدى المواطن ولكن مسائل مثل هذه لا يمكن أن تكون بين يوم وليلة خصوصاً بأنها ترتبط باعتمادات مالية وتحتاج إلى مجموعة من الخطط ونحن لدينا أكثر من ثمانين مكتبة والوزارة متجهة الآن إلى مستوى أكبر من التطوير وذلك بربط هذه المكتبات مع بعضها وقد بدأنا هذا العام في ربط أربع مكتبات في مناطق مختلفة من المملكة في المركز الرئيسي في الرياض ونحن نريد أنه عندما تدخل أي مكتبة من هذه المكتبات تعرف ما لدى المكتبة الأخرى وذلك عن طريق التواصل بين هذه المكتبات لإعارة بعض الكتب لمن يحتاج هذا الكتاب من مكتبة قريبة إلى المكتبات الأخرى، كذلك ربطها بعدد من مراكز البحث بحيث يمكن لهذه المكتبات أن تدخل مركز الملك فيصل والمكتبات والجامعات الموجودة في المملكة لكي يعرف الدارس أو القارئ أين يوجد هذا الكتاب بحيث يمكنه التواصل مع تلك المكتبة ان لم تستطع المكتبة التي يزورها أن توفر له ذلك الكتاب. وأوضح أن الرؤية الحقيقية أن تتحول هذه المكتبات إلى مراكز ثقافية ليس فقط لتوفر الكتاب أو المعلومة إنما أيضا توفر أنشطة بمختلف التوجهات والأنواع المختلفة لهذا النشاط هذه محاضرة وهذه ندوة وهذا فيلم مرئي يمكن عرضه وتفعيل دورها بشكل أكبر.
وعن النقص الذي تعانيه المكتبات العامة في المحافظة من الموظفين قال د. السبيّل: إن وزارة الثقافة والإعلام لا تملك هذه الإمكانات ولا تملك أن تحدد وظائف لهذه المكتبات وتوافق عليها دون جهات أخرى، هذه المكتبات تحتاج إلى دعم مالي والدعم المالي يحتاج إلى جهات أخرى ووزارة الثقافة والإعلام في تواصل مع وزارة الخدمة المدنية ومع وزارة المالية كجهتين أساسيتين في هذا الإطار وفي بعض الأحيان تنجح الوزارة في إقناع تلك الجهات وبعض الأحيان الجهات الأخرى لها رأي فيما يتصل بالدعم المالي أو حتى الدعم بالوظائف لكن أود أن أشير إلى أن هذا العام هو أفضل حال من الأعوام السابقة ونحن نتفاءل ونأمل ان شاء الله بالتعاون مع كافة الجهات أن نكون قادرين بإذن الله مع تعاون الزملاء سواء في المكتبات أو في الإدارة العامة للمكتبات على تحقيق مستوى أفضل لهذه المكتبات. وفي سؤال ل(الجزيرةة) عن إمكانية افتتاح نادٍ أدبي في محافظة المجمعة قال الدكتور عبد العزيز السبيّل: