| |
إيران وأمريكا والانسحاب من العراق تسفي برئيل
|
|
من يصغي جيدا لبوش وأعوانه في الآونة الأخيرة يدرك أن إيران ستلعب دورا مهما في حملة الولايات المتحدة للانسحاب من العراق. لأن أي دولة عربية لا تستطيع أن تُقدم القوة التي تُقدمها إيران، أو التأثير السياسي الذي تمتلكه على القيادة الشيعية العراقية. ولا يمكن لأي ائتلاف عربي أن يُجبر حتى دولة هامشية مثل سوريا، على مساعدة الولايات المتحدة كما يمكن لإيران، ولا تملك أي دولة غربية الآن أمرا جذابا يمكنه أن يعرقل تطوير السلاح النووي الإيراني. ولكن من الصعب قبول هذا الوضع الذي نشأ وتبلور تحت أنف الجميع، خصوصا لأن إيران ما زالت تعتبر مخلوقا همجيا. التصريحات المدوية - مرة حول الهجوم المحتمل على إيران، ومرة أخرى حول السياسات الأمريكية الجديدة المتجهة نحو المصالحة- تدل على هذه البلبلة والاضطراب، ذلك لأنه ليست هناك فقط صعوبة تكتيكية في اكتشاف موقع كل المختبرات النووية الإيرانية، وإنما الصعوبة تكمن في الأساس في فقدان الإجماع الدولي حول طريقة التحرك الصحيحة. وفي ظل غياب الإجماع الدولي حول الحل العسكري، من الأفضل محاولة توجيه ألواح الطرد المركزي في طهران، وتبني الافتراض القائل بأن إيران ستمتلك القدرة النووية، والانطلاق من ذلك: إعادة إيران إلى أحضان المجتمع الدولي إلى جانب دول مثل الهند وباكستان. وإجراء حوار معها وإشراكها في المجريات الدولية ومساعي إحلال السلام. إذا كانت إيران جيدة كشريك في القضية العراقية، فربما تكون جيدة أيضا في القضية السورية، وربما أيضا في صراعات أخرى. وبدلا من السجاد أو الفستق الذي تصدره إيران للولايات المتحدة، ربما يكون من الأفضل السماح للشركات الأمريكية بتطوير حقول النفط فيها. وبصورة أساسية: التفاوض حول شروط محو مصطلح (محور الشر) الذي تسبب حتى الآن بميلاد السياسة الضارة جدا للأمن العالمي، ذلك لأنه يبدو أن إيران توشك على الحصول على وظيفة جديدة: مراقبة أمن الخليج العربي.
|
|
|
| |
|