اعداد وعرض: عبدالله المالكي
سجل نجم العاب القوى السعودي حسين طاهر السبع اسمه هذا العام 1999 كأبرز نجوم العاب القوى السعوديين وذلك بنتائجه المميزة جدا والتي بدأت ولفتت الانظار من خلال مشاركته في بطولة الجائزة الكبرى بقطر فئة (أ) حيث دخل اسرة الثمانية أمتار في مسابقة الوثب الطويل, وواصل اللاعب (السبع) انجازاته هذاالعام بتحقيقه ذهبية البطولة العربية الاخيرة بالاردن بمسافة قدرها 7,90 أمتار وبكل يسر وسهولة ودون ادنى مشقة واكمل تفوقه وتألقه بتأهله لنهائي مسابقة بطولة العالم بأشبيليا بزمن سعودي جديد يتحقق لاول مرة قدره 8,06 أمتار حيث اصبح بهذا التأهل من افضل 12 لاعبا في العالم.
تألق يفوق الإمكانيات
وبنظرة سريعة الى تطور هذه المسابقة في المملكة خلال الثلاثين عاما الماضية، اي بدءا من عام 1969م نجد ان الرقم القياسي للوثب الطويل قد تطور بحوالي 1,60 متر.
ففي عام 1969 كان الرقم القياسي السعودي 6,39 أمتار لغازي مرزوق سجله في الطائف ثم جاء بعده اللاعب حامد علي البيشي ليرفعه الى 6,95 أمتار عام 1975 في لقاء اقيم بالقاهرة ثم تجاوز السعوديون حاجز الامتار السبعة لاول مرة عندما سجل اللاعب محمد ابراهيم بحيري مسافة 7,09 أمتار في الرياض عام 1977 وعاد حامد علي البيشي ليسجل 7,29 أمتار في لقاء اقيم في لاهور بالباكستان عام 1981.
الى هنا والتطور يبدو عاديا الا ان المستوى الذي توصل اليه الرقم القياسي السعودي في الطويل هو 7,29 أمتار بدا اعلى في الامكانيات البدنية لاي لاعب سعودي جديد فلم يستطع اي لاعب تحطيم الرقم خلال 15 عاما تقريبا حين عادله فقط اللاعب لاحق عسيري مسجلا 7,29 أمتار في لقاء بودابست عام 1994 وبقي الرقم قائما دون تحطيم من عام 1981 وحتى عام 1997 اي حوالي 16 عاما حين شهدت هذه المسابقة تطورا مفاجئا لم يكن بحسبان المراقبين في المملكة.
ففي عام 1997 شهدت هذه المسابقة تطورا وتحسنا في الاداء والانجاز يكاد يكون غير متلائم مع التطور البطيء الذي شهدته هذه المسابقة خلال اكثر من ربع قرن من الزمن, فقد بدأ اللاعب الناشئ حسين طاهر السبع بتحطيم الرقم القياسي بمقدار سنتمترين فقط مع بداية عام 1997 في الطائف مسجلا 7,31 أمتار، وربما لم يكن هذا الرقم ليتحطم لولا ان اللقاء الذي سجل فيه السبع رقمه الجديد جرى في منطقة مرتفعة عن سطح البحر وتعلو بمقدار 1650 مترا وهي كافية لمساعدة اللاعب حسب رأي الخبراء.
واستمر تطور الرقم القياسي في عام 1997 ولم يمض سوى شهرين على تحطيم الرقم حتى استطاع لاعب آخر ذو امكانيات بدنية جيدة وهو سالم مساعد الاحمدي بطل الثلاثي والذي سجل 17,07 متراً في تلك الفترة من الزمن استطاع ان يحطم الرقم ببضع سنتيمترات فقط مسجلا 7,37 أمتار في لقاء اقيم في الدمام واستمر التنافس، وهو عامل مهم في تحطيم الارقام، استمر بين السبع والاحمدي وتمكن السبع خلال شهرين فقط من معادلة الرقم القياسي حين سجل في الدورة العربية في بيروت مسافة قدرها 7,37 أمتار.
وفي البطولة العربية العاشرة لالعاب القوى في الطائف في سبتمبر 1997 كانت المفاجأة المنتظرة منذ زمن بعيد حين حطم سالم مساعد الاحمدي وحسين طاهر السبع الرقم القياسي السعودي اكثر من مرة بنفس اللقاء, فقد حطم الاحمدي الرقم السعودي في المحاولة الاولى مسجلا رقما جيدا قدره 7,62 أمتار بينما كانت محاولة السبع الاولى فاشلة لكنه عاود نشاطه وحطم الرقم القياسي ايضا في المحاولة الثانية مسجلا 7,47 أمتار اتبعها برقم فذ في المحاولة الرابعة قدره 8,01 أمتار لكن سرعة الريح كانت زائدة عن المعدل الا ان محاولته السادسة والاخيرة كانت ناجحة وصحيحة سجل فيها رقما سعوديا جديدا قدره 7,73 أمتار في حين كانت محاولات الاحمدي فاشلة.
وخلال عام 1998 لم يستطع حسين طاهر السبع الوصول الى مستويات افضل بسبب اصابته لكنه عاد مع بداية عام 1999 ليستعيد مكانته فسجل في بطولة المملكة للشباب بالدمام يوم 15/4/1999 رقما جيدا قدره 7,86 أمتار ولكن بسرعة رياح زائدة عن المعدل، الى ان جاءت مشاركته في لقاء الجائزة الكبرى بالدوحة يوم 13/5/1999 ليستعيد مستواه من جديد ليسجل 7,54 أمتار في محاولته الثانية و7,43 أمتار في محاولته الثالثة، و7,73 أمتار في محاولته الخامسة معادلا بها الرقم القياسي السعودي واخيرا وفي محاولته السادسة والاخيرة سجل 8,00 أمتار بسرعة ريح معدومة تقريبا بلغت (0,3) وهو انجاز قيم اذا ما قيس بالانجازات ذات المستوى العالي التي سجلها ابطال المملكة وتفوق السبع لم يصل الى هذا الحد بل تعداه الى الانجاز الاخير الهائل الذي حققه في بطولة العالم باشبليا وحقق الرقم 8,06 م.
السبع طموح بدون حدود
ولعل ما يضاعف حجم الاعجاب بهذا اللاعب الذي لم يتجاوز العشرين عاما بعد انه حقق تلك الانجازات ولمع كنجم بارز وثبت مكانته العربية والاسيوية والعالمية وهو لاعب هاو فهو طالب بكلية المعلمين بالدمام ولديه ارتباطات اسرية تمنعه من تأدية التمارين باستمرار وتحرمه من المواظبة عليها.
اللاعب (السبع) اكد بأن ما تحقق من انجاز ليس طموحه اطلاقا ويسعى لتحقيق المزيد ولكن ظروفه العملية والعائلية تحول دون اعطاء اللعبة حقها من الوقت وهذا بكل تأكيد يؤخر في الوصول الى الهدف.
ويتحدث السبع عن الانجازات التي حققها هذا العام فيقول الحمد لله على ما تحقق فتحقيق ميدالية ذهبية في بطولة العرب وتجاوز حاجز الثمانية امتار في بطولة العالم وتسجيل رقم جديد في بطولة لايتواجد بها الا الاقوياء ولا ينجح فيها الا الافضل وكوني من افضل 12 لاعبا في العالم فهذا امر مقنع علينا القبول به والرضا مؤقتا ولكن يجب ألا نتوقف عند هذا الحد فمساحات الابداع والتألق واسعة ويشيد السبع في ختام حديثه بالامكانيات التي وفرت له من قبل الاتحاد السعودي لالعاب القوى كما يقدر الدور المؤثر لسمو رئيس الاتحاد الامير نواف بن محمد والذي كان لتوجيهاته واهتمامه دور فيما تحقق من ابداع وتفوق.
رأي المدرب
ويعلق مسعود بوحوش مدرب حسين السبع نجم العاب القوى السعودية هذا العام على المشاركة الاخيرة لحسين في بطولة العالم باشبيليا بقوله:
المشاركة ايجابية نسبيا واؤكد هنا على كلمة نسبيا لفارق المستوى في الحياة الرياضية بين السبع ومن نازلهم في البطولة حيث تعتبر حياة حسين بالنسبة لهم بسيطة جدا جدا وغير متوافقة مع نتائجه الرقمية خلال الفترة السابقة فهو لا يتدرب اكثر من 180 حصة في العام كله, بينما يتدرب الرياضيون الآخرون حوالي 700 حصة بعض وقتها يصل الى ثلاث ساعات وحتىيمكن لحسين ان يقدم ما لديه عليه ان يتفرغ لهذه الرياضة او ليعطيها وقتا اكبر للتدريب في المستقبل فهو صغير السن وطويل القامة ولديه القدرة على ان يحقق افضل النتائج التي لن تحدث الا بكثرة الاحتكاك واللعب لاكتساب الخبرة وهو ما افتقده في النهائي وحال دون وصوله الى الرقم الذي سجله في نصف النهائي لاحساسه بالرضا مما تحقق في اول مشاركة عالمية ولو كان ذا خبرة لبحث عما هو افضل.
|