عزيزتي الجزيرة:
في العدد 9836 من جريدة الجزيرة اشرقت علينا زاوية المعنى في ذلك العدد بوجهة نظر لها معنى اجاد بها الاخ الفاضل/ بدر آل سعود تحت عنوان العصا مفادها انه في ظل غياب العصا من مدارسنا فقد كثير من شبابنا ابجديات التربية وابجديات السلوك والآداب، والانضباطية في كثير من الاماكن العامة وغاب الاحترام والتقدير المتبادل بين المدرس والطالب من مدارسنا، لان من امن العقاب اساء الادب، كما ذكر الاخ العزيز, وذكر كثيراً من السلبيات السلوكية الاخلاقية الناتجة عن غياب العقاب البدني, فلقد اجاد وافاد واصاب عين الحقيقة وذروتها وسنامها ووضع يده -سلمت يده- على عين الداء والدواء ومكمن الجرح النازف, فله منا نحن المدرسين بالغ الاحترام والتقدير لان هذه السلوكية اصلاً لا تليق بالطالب كطالب ولا تليق بطالب نشأ ونما وترعرع في مجتمع محافظ ومتماسك في ظل عقيدته ووحدته, واشاطر الاخ الفاضل وجهة نظره هذه وان من امن العقاب اساء الادب, ولكن يا اخي الفاضل في ظل غياب العصا كما تفضلت وذكرت هناك معها ولها انصار وأعوان امتزجوا واختلطوا وكونوا تلك السلبيات التي ذكرت وليست العصا وحدها يا اخي العزيز, واليك اخي الفاضل بعضاً منها, من السلبيات التي ذكرت ان شبابنا قضوا اجازة صيفية رائعة امضوها في تمتير الشوارع والسفر لبلاد الواق واق والعم سام كي يشاهدوا الزوايا الخفية الحمراء , نعم فهذه سلبية من سلبيات امن العقاب ولكن وحسب وجهة نظري ان المراكز الصيفية لها نصيب الاسد في انتشار هذه السلبية، فتدني خدمات المراكز الصيفية وقلة انشطتها او اقتصارها على نشاط معين ساعد على انتشار هذه الظاهرة انتشاراً ملموساً، فلو وجد الشاب من يحتضنه ويأخذ بيده ويساعده ووجد فيها ضالته وبغيته في الاستفادة من وقت فراغه لما قام -بتمتير- الشوارع ذهاباً واياباً وبدون هدف, لو وجد ما يناسبه او يميل اليه في المراكز لما اتخذ غيرها بديلا, ومن الاشياء الملفتة للنظر, ان العاملين والمشرفين على هذه المراكز يرون انهم اتوا بمالم يأت به الاوائل وانهم بلغوا قمة الهرم في العطاء وقمة الهرم في شغل اوقات فراغ شبابنا، علماً بأن العاملين في المراكز الصيفية مكاسبهم منها اكثر من مكاسب طلبتنا من هذه المراكز, ولا اعمم عندما اقول استفاد العاملون فيها رفعة عند الادارات التعليمية وصار لهم الاقدمية في شغل الاشراف التربوي او شغل الارشاد الطلابي او وكلاء مدارس وهذا، بحده كاف ان يقولوا ان المراكز ادت دورها وزيادة, وكما قيل لا يمتدح السوق الا من ربح فيه , ثم لو رجعنا بالبصر كرة وكرتين لوجدنا ان تلك المراكز تحتضن قلة قليلة من الشباب الذين هم اصلاً متميزون ادباً وسلوكاً واخلاقاً وتربيةً وتعليما, والبقية الذين نقصدهم لم يجدوا من يحتضنهم ويشوقهم ويأخذ بأيديهم الى بر الامان, فالطلبة المتميزون سألوا عن المراكز واتوا اليها, اما بقية الطلبة الذين نقصدهم، فعلى المراكز ان تسأل عنهم وتبحث عنهم ويهمها امرهم بدل التقوقع على تلك الثلة من الطلبة الذين اتوا بمحض ارادتهم ومشيئتهم, ثم ماذا قدمت من حلول للشباب الذين لاهم لهم الا تمتير الشوارع؟ ولماذا يصبحون نسيا منسيا عندنا؟ فاذا لم تكن المراكز الصيفية تهتم بهؤلاء فليت شعري من يهتم بهم؟ ومن يعتني بهم ومن يسأل عنهم؟ حتى لا يمتروا الشوارع؟ ثم اذا تخلت عنهم المراكز فمن المسؤول عنهم اذاً؟ واذا لم تحتضن المراكز مثل هؤلاء وترعاهم وتساعدهم وتسأل عنهم وتحببهم الى المراكز، تحبب المراكز اليهم فأي مؤسسة وأي دائرة يا ترى تأخذ بايديهم حتى يعقلوا ما يقولون ويتخطوا هذه الفترة الزمنية ثم يرجعوا الى رشدهم؟ اما عن السلبية الثانية التي ذكرها الاخ فتقول وقد مر العام الدراسي الفائت ولله الحمد محملاً بأحداث العنف المدرسي الدخيل علينا بعدما تحول المدرسون لضحايا يعتدى عليهم بالضرب وتكسير سياراتهم,, فهذه ايضا وايم الله ضريبة كبيرة علينا نحن المدرسين لان بعض طلبتنا امنوا العقاب وأساءوا الادب، لان الذين منعوا حمل العصا في مدارسنا لم يفرقوا بين عصا اليوم وعصا الامس وتدريس اليوم وتدريس الامس, فيا ايها التربويون عصا الامس فلكة كبيرة وعصا غليظة ومدرس الامس يضرب على الصغيرة والكبيرة, ومدرس اليوم يحمل عصا صغيرة، يهش بها هشاً وفي حالات نادرة جداً، وبعد أ لا ينفع النصح والارشاد وينفد الصبر والتصبر وقلة الحيلة والوعظ والترغيب والترهيب ولا يجدي التودد والترجي ويذهب ماء الوجه قبل ماء العين ونستنفد الطلب مرةً ومرتين, ثم ليست العصا في وقتنا الحاضر لمن لا يستطيع التعلم او العلم او الاستذكار ولكننا نستعملها اذا ساء الأدب والاخلاق والاصرار عليه والتمسك به ونفدت سائر الطرق والوسائل واشتعل الرأس شيباً وارتفع الضغط وعلا السكر, نهش بالعصا هشا ونحن على وجل ان نضرب بها او تفلَّ ايدينا اذا عاقبنا من اساء الادب وبذلنا الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وشتى انواع العطف واللين والشفقه، ثم آخر الطب الكي ثم ان الذين ينادون بمنع العصا من مدارسنا من التربويين على مشارف التقاعد فعلمهم قديم قدم خبرتهم, وطالب اليوم غير طالب الامس ومجتمع اليوم غير الامس ومع ذلك لا نزال نحترمهم ونحترم وجهات نظرهم ونقدرهم تقديراً يفوق التصور ويليق بجنابهم ونقول لهم اعيدوا النظر في منع العصا من مدارسنا للتأديب على السلوكيات الاخلاقية ثم نحن المعلمين مثلكم في التربية والتعليم نشاطركم وجهة النظر ومن ثم لكم القول من قبل ومن بعد, ثم هم منعوا ضرب الطالب من قبل معلمه وشددوا وتوعدوا وهددوا واغلظوا على المعلمين بعدم الضرب والا الجزاء الرادع ينتظر المعلم وان عفا وسمح ولي امر الطالب, فلماذا لم يهددوا ويتوعدوا ويشددوا على الطالب الذي يضرب معلمه ويكون ضرب الطالب لمعلمه برداً وسلاما, ثم لا يغيب عنا ان المعلم حينما يضرب الطالب فمن قبيل التأديب والتهذيب والتعليم, وضرب الطالب للمدرس سوء ادب وسوء خلق وسوء التصرف, فلماذا الجنايتان بمقاس واحد؟ حتى اصبحنا نحن المعلمين نخشى طلبتنا اكثر من ان يخشى الطلبة معلميهم، وكما قال الاخ بدر آل سعود يا وزارة المعارف من لم يحترم استاذه لا يحترم مستقبلا رئيسه في العمل, وقس عليها وهذه والله هي قاصمة الظهر, ثم لنا في ديننا الاسلامي الاسوة الحسنة عندما اقر مبدأ العقاب البدني على تارك الصلاة, فعندما امر بضرب الصبي على الصلاة لعشر سنوات, فهل نفهم منه انه اقر بالضرب لمجرد بلوغ العشر سنوات ام ان قبله ويسبقه الوعظ والنصح والحث تارة وتارة اخرى بكلمة اقسى من الاولى؟ فاذا لم تجد هذه او تلك وينفد صبرنا وحيلتنا نأتي للعقاب البدني, كذلك الزوجة اذا بدر منها ما يسيء لزوجها، امرنا ان نعظها واذا لم ينفع الوعظ فالهجر في الفراش، فاذا لم ينفع هذا ولا ذلك نضرب ضرباً غير مبرح.
اما عن السلبية القائلة والتي ذكرها كما استمتعوا داخل الوطن بتجربة السيارات الفارهة التي اعطيت لهم كهدايا نجاح، بتقديم العروض البهلوانية للمارة ومستخدمي الطرق وقطع الاشارات فالمسؤول عنها بالدرجة الاولى ولي الامر, فعلى الاباء ان يفكروا بجدية في اختيار هدية النجاح وكذلك مراقبة ابنائهم مراقبة تامة والا يتركوا العنان لابنائهم وبالاخص اوقات فراغهم وان يختاروا لكل عمر ما يناسبه من الهدية, فقد تكون الهدية اكبر اذية لهم ولابنائهم, اما عن سؤال العزيز بدر آل سعود وهل يوجد اخصائي نفسي واجتماعي بالمدارس للذكور والاناث ؟ اما بالنسبة للذكور فيوجد يا اخي الفاضل مرشد طلابي، اعماله الكتابية اكثر من اعماله الميدانية واتى اليه كل مدرس من كل فج عميق، اتي اليه من تخصصه اجتماعيات او تربية اسلامية او تربية وعلم نفس فاختلط علينا الحابل بالنابل، اما عن الاناث فلا افقه فيه شيئا فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه, واكثر الله من وجهات نظر اخينا وحبيبنا العزيز بدر آل سعود لانها تثمر الصواب وتورق الانتماء للوطن وتوقظ الالباب.
عبدالرحمن سلطان الدهمش
ثانوية الملك سعود بالدلم