* موسكو (د,ب,أ)
اتهم الرئيس الروسي بوريس يلتسين الجيش بالتهاون في مواجهة الازمة المتصاعدة بداغستان في حين تتخذ القوات الروسية والمتمردون استعداداتهم حاليا لشن عمليات عسكرية واسعة في الجمهورية.
وذكرت وكالة أنباء إنتر فاكس أن يلتسين قال خلال حديث مع رئيس وزرائه فلاديمير بوتين في موسكو قبيل اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي أن الوضع في داغستان يظهر تقاعسا من جانب الجيش .
وأوضح كيف إذن نفقد إقليما بأكمله؟ , وأضاف لماذا يقع عدد أكبر من الهجمات بالقنابل في المدن العسكرية المغلقة أكثر مما تشهده أماكن أخرى؟ .
وكانت محصلة ضحايا الانفجار الذي شهدته مدينة بويناكسك العسكرية في داغستان السبت الماضي قد ارتفعت الى 64 قتيلا منهم 23 طفلا ووقعت العملية إثر انفجار قنبلة زنة 300 كيلو جرام زرعت في سيارة داخل هذه المنطقة العسكرية.
وأضاف تقرير إنترفاكس أن يلتسين قال عقب اجتماع مجلس الامن الروسي أن القوات الفدرالية تلقت تعليمات للتعامل بسرعة وشدة لطرد هؤلاء القتلة .
وأشار يلتسين قائلا منذ أسبوع واحد كنا متأكدين أن العمليات بداغستان في طريقها للانتهاء,, لكن المسلحين يشرعون الان في أعمال جديدة .
وفي غضون ذلك وجه جينادي سليزينوف رئيس مجلس النواب (الدوما) الذي تسيطر عليه أغلبية شيوعية انتقادات للكرملين والحكومة ووكالات المخابرات الروسية بسبب ما اعتبره اهمالا من جانبها الامر الذي أتاح للمتمردين أن يشقوا طريقهم في داغستان كالسكين في الزبد .
وعلى صعيد الوضع العسكري تشير التحركات الكبيرة لقوات الحكومة والمتمردين في مناطق عديدة من داغستان إلى أن مزيدا من المعارك العنيفة ستنشب قريبا بين الجانبين.
وقد اشتبكت طائرات الهليكوبتر العسكرية والقوات البرية الروسية مع المتمردين في شمالي الجمهورية بالقرب من بلدة كيسليار وفي وسط البلاد بالمناطق المحيطة بمستوطنتي كرامباخي وتشابا ماخي حيث دخل القتال بين الطرفين أسبوعه الثاني.
وذكرت مصادر عسكرية روسية أن تعزيزات الجيش استمرت في التدفق على منطقة نوفولاكسكوي الواقعة بالقرب من حدود داغستان الغربية مع الشيشان استعدادا لما وصفته هذه المصادر بهجوم مضاد حاسم .
وكان الثوار قد دخلوا هذه المنطقة قادمين من الشيشان /الاحد/ وعززوا صباح يوم الثلاثاء دفاعاتهم في ست قرى بالجمهورية كما أفادت الأنباء الواردة من الجمهورية بأن مزيدا من وحدات الثوار شوهدت تتحرك باتجاه مركز خاسفيورت الاقليمي الكبير.
وأشارت تقارير وحدات المخابرات والاستطلاع الروسية إلى أن أكثر من نصف قوات المتمردين التي تقدر بنحو خمسة آلاف رجل شوهدت في منتصف الاسبوع أثناء تجمعها على أراضي الشيشان تأهبا لهجمات عنيفة على خاسفيورت وجنوبي داغستان.
وأكد مسئولون روس شن غارات جوية ضد تجمعات قوات المتمردين داخل أراضي الشيشان.
وكان القتال قد اندلع بداغستان في أوائل شهر آب /أغسطس/ الماضي إثر اجتياح قوة صخمة من المسلحين الاسلاميين بقيادة شامل باساييف القائد الميداني الشيشاني أراضي الجمهورية وأعلنوا قيام داغستان الاسلامية المستقلة .