جرائم الحرب,,. سجل مروع لفظائع صراعات القرن |
* لندن - لينزي جريفيتس- رويترز
خليط مروع من جثث انتثرت على الطريق المترب في ماي لاي بفيتنام,, وتحت مئذنة محطمة في البوسنة كان يجري تغسيل جثث في مشرحة مؤقتة قبل دفنها,, وفي الشيشان يقوم عمال بحفر خنادق في عودة الى السخرة في روسيا.
انها صور من كتاب (جرائم الحرب) الذي يضم تفاصيل مرعبة من فظائع الصراعات الحديثة .
من الفصل العنصري الى الانتفاضة الفلسطينية,, ومن معسكرات الاعتقال في اوروبا الى حقول القتل في آسيا لم يترك الكتاب فظائع الا وأشار اليها.
صدر الكتاب بمناسبة الذكرى الخمسين لمعاهدات جنيف, يشرح هذا السجل قوانين الحرب والجرائم الوحشية التي ترتكب في نطاقها.
قال ريتشارد جولدستون ممثل الاتهام في المحاكم الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة ورواندا بينما يقترب القرن الحالي من نهايته توجد مفارقة, ورغم التطور الكبير في القانون الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان فانه لم يحدث من قبل ان سقط مثل هذا العدد من الضحايا المدنيين لجرائم الحرب.
وجولدستون واحد من مجموعة تضم 145 خبيرا قانونيا وصحفيا واكاديميا اشتركوا في تأليف الكتاب الذي سيصدر هذا الشهر بمناسبة مرور نصف قرن على معاهدات جنيف التي وضعت قواعد يجب اتباعها اثناء الحروب.
وتلزم معاهدات جنيف الاربع لحماية ضحايا الحروب 188 دولة باتباع المبادئ الانسانية الاساسية التي يجب تطبيقها أثناء الصراعات المسلحة تختص المعاهدات بمعاملة الجرحى المرضى من الجنود في ساحة المعركة ومعاملة الاسرى وحماية المدنيين في زمن الحرب.
وقال ستيفن راتنر استاذ القانون بجامعة تكساس واحد مؤلفي الكتاب (تثير عبارة جرائم الحرب سلسلة من الصور المروعة,, معسكرات اعتقال وتطهير عرقي واعدام اسرى واغتصاب وقصف مدن).
هناك ايضا القصف الشامل والارض المحروقة وعمليات السلب والنهب وأخذ رهائن ومن التسميم والخيانة الى التجويع والسخرة,, جرائم يسهل اكتشافها ولكن قد لايمكن عقاب مرتكبيها لصعوبة الحصول على أدلة أو خوف أو وفاة الشهود.
مات ملايين الكمبوديين في (حقول القتل) ولكن دارسين لم يستطيعوا تصنيف هذه المذابح على انها حرب ابادة لانها جرائم ارتكبها خمير حمر ضد خمير حمر وليست عمليات ابادة لمجموعات وطنية أو عرقية أو دينية كما ينص القانون الدولي.
وحتى الباحثين عن العدالة لاتتسم أهدافهم بالوضوح دائما كما حدث في حرب البوسنة عندما عجز زعماء غربيون عن اتخاذ القرار فيما اذا كانت محاكمة متهمين بارتكاب جرائم حرب ستساعد أو تعرقل جهودهم لوقف عميات القتل.
ورغم الترديد الروتيني لكلمة حرب عند الحديث عن اي صراع مسلح فان مؤلفي الكتاب يعترفون بأنه قد يكون من الصعب تعريف ما يحدث.
متى يصبح مطرود لاجئا أو يكتسب متمرد صفة محارب,, ماذا يحول الاغتصاب الى سلاح أو المحاصرة الى حصار عام,, متى تكون طائرة هيلكوبتر نقالة ومتى تكون مقاتلة,, متى تتحول حالة اعتداء الى حالة حرب.
هل هي قضية ميئوس منها تقوية القانون الدولي ووسائل تطبيقه,.
يجيب سيدني شانبرج الصحفي السابق بجريدة نيويورك تايمز واحد مؤلفي الكتاب (اطلاقا انها ليست قضية ميئوس منها طالما يؤمن المرء بامكان تحقيق تحسن مهما كان طفيفا).
|
|
|