* طرابلس- نيكولاس فيتيان- رويترز
تعبر لافتة مرفوعة على أحد المباني بميدان طرابلس الرئيسي وتظهر فيها صورة الرئيس معمر القذافي بجوار خريطة لافريقيا عن أحدث احلام الزعيم الليبي.
شعار اللافتة,, افريقيا قارة المستقبل.
قدم القذافي الذي بدأ يخرج من نطاق عزلة دولية رؤياه لتحقيق هذا الحلم الى زعماء القارة في القمة الاستثنائية التي افتتحت يوم الاربعاء واختتمت يوم الخميس في سرت مسقط رأسه.
وقد نجح القذافي في تحقيق أولى خطوات تحويل الحلم إلى حقيقة إذ قرر أربعين من زعماء أفريقيا وممثليهم اقامة وحدة افريقية وبرلمان مشترك بحلول عام 2001م وبنك مركزي يمهد لاصدار عملة موحدة والوحدة الافريقية اعتمدت على ما قدمه القذافي من اقتراح ودراسة تحت اسم الولايات المتحدة الافريقية
وبعد شعور بالاحباط من محاولات استمرت عشرات السنين لجمع شمل العالم العربي في أمة متحدة وما وصفه البعض بالاستياء من انعدام التضامن العربي مع ليبيا أثناء أزمة لوكربي يمم القذافي وجهه صوب افريقيا, قال مسؤول ليبي لرويترز اعتقد ان هذا يرجع بدرجة كبيرة الى تأييد افريقيا في وقت العقوبات .
تصدر المؤيدين رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا الذي زار ليبيا في 1997 رغم معارضة الولايات المتحدة وأشاد بمساندة القذافي للنضال ضد حكم الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا.
وحذا زعماء أفارقة حذو مانديلا في قمة بوركينا فاسو حيث قرروا ان يتجاهلوا عند القيام بمهام رسمية الحظر الجوي الامريكي على ليبيا منذ1988 بعد تفجير طائرة ركاب امريكية فوق اسكوتلندا.
ومنذئذ حول القذافي انتباهه من الشرق الأوسط الى افريقيا جنوب الصحراء الكبرى
وقام القذافي بنشاط ملحوظ هذا العام بالتوسط لاحلال السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية وانهاء الحرب بين اثيوبيا واريتريا.
ويتردد بانتظام على ليبيا لمشاورات مع القذافي كل من لوران كابيلا رئيس الكونجو وبليز كومباوري رئيس بوركينا فاسو.
وبتقديم منح سخية من ثروة ليبيا النفطية تمكن القذافي أيضا من حشد مساندة دول أفريقية فقيرة أو محرومة من موانىء بحرية مثل بوركينا فاسو وتشاد والنيجر ومالي.
وافتتح القذافي قمة سرت بعرض عسكري ضخم احتفالا بالذكرى الثلاثين لثورة الفاتح من سبتمبر- أيلول، واشترك في العرض جنود من بوركينا فاسو وتشاد ودول افريقية أخرى حليفة تم نقلها مع صحفيين في طائرات عسكرية ليبية.
قال المسؤول الليبي نحن عرب ولكننا افارقة أيضا .
وتتزامن قصة حب القذافي لافريقيا مع عدة مبادرات تجاه الغرب, قام بتسليم ليبيين لمحاكمتهما بتهمة التورط في تفجير طائرة الركاب الامريكية فوق لوكربي التي قتل فيها 270 شخصا وعرض دفع تعويضات لعائلات 171 شخصا قتلوا أثناء رحلة لطائرة ركاب فرنسية فوق النيجر.
ولاتزال الولايات المتحدة التي اتهمت القذافي برعاية الارهاب الدولي تتوخى الحذر تجاه مغزى هذا كله.
غير أن الامم المتحدة قررت تعليق الحظر الجوي ضد ليبيا في ابريل- نيسان واستأنفت بريطانيا العلاقات الدبلوماسية معها في يوليو- تموز، ومن جهة أخرى تقوم فرنسا ودول اوربية اخرى باصلاح الجسور مع طرابلس.
وفي أجواء التحسن دعا القذافي في ندوة بطرابلس الاستثمارات الاجنبية الى المجيء الى ليبيا ولكنه رفض اقتصاد السوق الحرة والمضاربات الدولية وقال انهما سبب الكوارث في آسيا.
وفي قمة الجزائر في يوليو- تموز التي حضرها لاول مرة منذ عدة سنوات حث القذافي الزعماء الافارقة على إعادة النظر في ميثاق منظمة الوحدة الافريقية غير ان مسؤولين ودبلوماسيين ليست لديهم فكرة واضحة عما يريد القذافي غير توثيق الاواصر بين الدول الاعضاء الثلاثة والخمسين.
ويقول دبلوماسيون أفارقة أن رؤساءهم لبوا دعوة القذافي لقمة سرت الخاصة احتراما لزعيم أفريقي مخضرم ساند حركات التحرر الافريقية في تخليص بلادها من ربقة الاستعمار كما أنهم لايتوقعون ان تصدر القمة قرارات محددة.