Saturday 11th September, 1999 G No. 9844جريدة الجزيرة السبت 1 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9844


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين,,!!
د, عبدالله ناصر الفوزان

الإحساس بالظلم درجات,,, فمثلا,, خريج الثانوية العامة في بلد يوفر التعليم الجامعي بالمجان سيشعر بالظلم عندما لا يجد مقعدا في الجامعات لاعتقاده أن له حقاً في ذلك المال العام الذي تصرفه الدولة على التعليم، حاله مثل حال الطلبة المقبولين، ولكن إحساسه هذا بالطبع لن يكون بدرجة إحساس طالب آخر مثله لم يُقبل وهو في بلد ثانٍ ليس فقط يصرف على التعليم الجامعي من المال العام، بل أيضاً يقدم للطلبة المقبولين إعانة شهرية من ذلك المال العام، فإحساس ذلك الطالب الآخر سيكون أشد مرارة لأنه سيشعر بأنه حرم من فرصتين أولهما ما يستحقه من المال العام من نصيب للصرف على تعليمه، وثانيهما ما يستحقه من نصيب من ذلك المال العام لإعانته مالياً خلال دراسته.
ومع شدة مرارة إحساس هذا الطالب الثاني فإن شعوره بالظلم لا يمكن أن يقارن بشعور طالب ثالث لم يُقبل في الجامعة بحجة انتهاء الإمكانية وهو في بلد يصرف على التعليم الجامعي من المال العام ويخصص إعانات شهرية للطلبة ثم لا يطبق معايير دقيقة في القبول، بل تبرز به سلبيةالواسطة التي بموجبها يُقبل طلبة بمعدلات متدنية ويُحرم آخرون أفضل منهم في المعدل بكروت الشفاعة وتواقيع التعميدات السريّة أو حتى العلنية.
الجهات المختصة أو على الأصح المسؤولة في الحالتين الأولى والثانية تستطيع أن تخطئ إحساس الطالبين بحجة وجود المعايير ومحدودية المقاعد، وقد يكون معها حق، لأن المال العام يُصرف على الخدمات بطرق لا يمكن أن تضمن عدالة الاستفادة على المستوى الفردي ولكن تحقق الاستفادة العادلة على المستوى الوطني والجماعي,,, ولكنها بالتأكيد - أي الجهات المسؤولة صاحبة القرار في الأجهزة التعليمية - لن تستطيع تخطئة شعور الطالب الثالث بالظلم الفادح الذي وقع عليه ولن تستطيع أن تنكر عليه إحساسه بالقهر لو حصل هذا، لأنها لن تستطيع تحت أي ظرف أن تنفي أنها حرمت ذلك الطالب غير المقبول من حق له في المال العام وأعطته لشخص آخر، ولو أردنا أن نتحدث بلغة الأرقام ولغة الفلوس ليتضح حجم فداحة الأمر، فإننا سنجد أن تلك الجهة المختصة أو على الأصح ذلك الوزير أو المدير حرم شخصاً ممّا لا يقل عن مائة ألف ريال هي تكلفة تعليمه الجامعي المستحق له وجملة اعانته الشهرية خلال أربعة أعوام وأعطاها لغيره، وأنا أدرك أن المسألة أكبر وأهمُّ من ذلك التقييم المادي ولكني لجأت لذلك لأوضح الأمر لأولئك الذين يعتقدون أنهم لا يظلمون أحداً ولو دار معهم حوار عن قابليتهم سلب حق أحد ولو مقدار ريال واحد لانتفضوا وقالوا: أعوذ بالله، وربما كان شعورهم هذا صادقا، لأنهم لم يتصوروا بشاعة فعلهم حينما قبلوا طالباً وأتاحوا له بقبولهم فرصة التعليم الجامعي المجاني والإعانة الشهرية وفي الوقت نفسه لم يقبلوا الطالب الأحق صاحب الفرصة، أي أنهم سلبوا الفرصة التي تعادل مائة ألف ريال من الأجدر غير المقبول وأعطوها ظلماً وعدواناً لمن لا يستحقها وهو صاحب المعدل المنخفض.
إن سلب ريال واحد من شخص ومنحه لشخص آخر ظلم,, والجميع يدركون هذا,,, وإذن فماذا تسمي سلب مائة ألف وإعطاءها شخصاً آخر,,,,؟؟
وكيف يكون الحال عندما يكون المسلوب ميسور الحال والموهوب من أقدر القادرين,,,,؟؟؟ أليس هذا هو الظلم المبين,,؟؟ وإذا كان الأمر كذلك أفلا يجدر بنا أن نرفع عن بعض أبنائنا مثل هذا الظلم المبين,,,؟؟
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
حوار
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved